المنطقة بين التهدئة والتصعيد

ليست المنطقة في حاجة لمزيد من التوتر بعد كل هذا الذي حدث وأكثر ما تحتاجه هو قدر من الثقة يتيح التهدئة والاضطلاع بجهود جديدة لتسوية القضية الفلسطينية..
غير أن هناك في واشنطن من يتهم كلاً من سوريا وإيران بمساعدة نظام الرئيس العراقي المنهار، ويتطلع أولئك إلى اجتياح المزيد من العواصم العربية..
غير أن واقع الاحوال يحتم التهدئة إذ إن مصلحة المنطقة تقول بذلك كما أن العالم أجمع اعرب من خلال شعوبه وحكوماته طوال ايام هذه الحرب عن رغبة قوية في السلام وأبدى المخاوف من اتساع نطاق الحرب، وهكذا فقد جاءت نصيحة أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى الى الولايات المتحدة بأن تحول انتباهها بعد الحرب الى وضع نهاية للاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وليس الى استهداف مزيد من الحكومات في الشرق الأوسط.
ويشير عمرو موسى بذلك إلى دعوة بعض اركان الادارة الامريكية الى تغيير أنظمة على طريقة السقوط المتتابع أو «نظرية الدومينو» منبهاً إلى أن مثل هذا التوجه يعني صب المزيد من الزيت على النار المشتعلة أصلاً.
وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول سارع إلى نفي نوايا لبلاده لمهاجمة ايران أو سوريا إلا أنه ارسل بتهديدات مبطنة الى البلدين بالقول إن تجربة العراق ينبغي ان تقنع الدول الاخرى مثل سوريا وايران بالكف عن اكتساب أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو دعم ما أسماه بالارهاب.
وكان قد تم شن الحرب على العراق بتهم امتلاك أسلحة الدمار الشامل ويخشى أن تقود مثل هذه الاتهامات التي لايسندها دليل الى امتداد الحملة الامريكية الى دول أخرى ومن ثم تنشغل المنطقة بالمزيد من الحروب بينما تزداد القضية الفلسطينية تعقيداً ولهذا فإن الجهود ينبغي ان تتوجه الى تسوية هذه القضية، باعتبار أن أي انفراج يحدث فيها سينعكس بطريقة ايجابية على كامل الأوضاع في المنطقة وبالمقابل فإن تفاقمها يرسل أيضاً بتأثيراته السالبة على كل المحيط العربي والشرق أوسطي.