Tuesday 15th april,2003 11156العدد الثلاثاء 13 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ماجد عاش إنساناً ومات إنساناً ماجد عاش إنساناً ومات إنساناً
د. غازي زين عوض الله المدني

رحل ماجد إلى دار الخلود وترك إرثه الخالد باقياً بيننا في سيرته العطرة ومجده التليد ومآثره الإنسانية ومواقفه المشرفة التي يلوك بها كل لسان عرفه عن قرب أو عن بعد، كان يرحمه الله ملتزماً في حياته وفي سلوكه وفي أخلاقه الحميدة وفي تواضعه الجم، حقا انه كان أميراً بمعنى الكلمة بما تجسدت به شخصيته الفذة في قوامها وفي كل مقوماتها ومعطياتها وفي أسلوب نمطها الإنساني.. كان ماجد يرحمه الله متأدباً في حواره وفي حديثه مع الآخرين يحترم الرأي الصواب، ويتجاوب مع الرأي الآخر، الذي يحترم رأي الآخرين .. فالذين عاشروه واقتربوا منه في مجلسه المعروف الكائن في منزله الذي كان يجمع من المفكرين والمثقفين ورجال الأعمال شهدوا له بثقافته وبفكره النير في كل المناقشات والأطروحات التي كانت تدار في مجلسه فكان يبدي الرأي ويتقبل الرأي المخالف، حتى ولو كان ذلك الرأي لم يقنعه فكان لا يجترح أحداً ولا يجرح أحدا من الذين يتطالون على أدب المجلس، ولغة الحوار البناء، فكانت قناعته تنبثق من شخصيته الوقورة وأدبه الجم وتأثره بأخلاقيات والده يرحمه الله الملك عبدالعزيز الذي ربى أبناءه تربية إسلامية فعلمهم، كيف يحترمون الآخرين، وكيف يتعاملون بخلق حسن في كل سلوكيات حياتهم، تلك السمات انطبعت على كل أبنائه بما فيهم ماجد بن عبدالعزيز.
ومن مواقفه على دلالة تواضعه الجم وتعامله مع أبناء الشعب، خصوصاً من شرائح الطبقة الفقيرة والمتوسطة والعليا حينما كان أميراً لإمارة منطقة مكة، وحتى خارج حدود الإمارة كان يتعامل مع تلك الشرائح بكافة فئاتها الطبقية بدون استثناء كانسان عادي وليس كأمير ينحدر من سلالة الأسرة الحاكمة من آل عبدالعزيز.
ومهما تحدثنا عن مآثره الخالدة سواء كانت إنسانية أو خلقية أو أدبية أو فكرية أو ثقافية فإننا نعجز عن وصفه الحقيقي، إلا أنه كان مثاليا في كل تلك الصفات والسمات العظيمة.
إنني أرجع وأقول: ان ماجد يرحمه الله كان يجمع كل تلك الأرصدة في سجلاتها مخزونة ومتراكمة لآخرته ولدار خلده لأنه كان يعي بكل ما أوتي من الأعمال الحسنة لمواجهة ربه، طلباً للثواب منه، فعسى الله أن يجعل كل أعماله في ميزان حسناته وان يتقبلها قبولاً حسنا، وأن يرفع كفة ميزان حسناته لقد عاش ماجداً أميراً في خلقه وفي أدبه وفي سلالته الأصيلة.. ومات إنساناً فكل الشرائح من أبناء المجتمع التي عرفته والتي لم تعرفه تدعو له بالمغفرة والرحمة، وتسأل الله ان يسكنه فسيح جناته وان يلهم أهله وعشيرته وقبيلته الصبر والسلوان.. يرحمك الله يا ماجد.
{إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved