Tuesday 15th april,2003 11156العدد الثلاثاء 13 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حرب الخليج الثالثة حرب الخليج الثالثة
موقفنا السياسي والإعلامي.. جبهتنا الداخلية.. ودورنا في الأحداث
الأمير فيصل بن ثامر بن عبدالعزيز:
دعوى الأمريكان بتحرير العراق سبقهم إليها كل المستعمرين عبر التاريخ ونابليون ادعى الإسلام ليغزو مصر

  «محاور الندوة»
* دور المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً في المتغيرات الدولية وخاصة حرب الخليج الثالثة في العراق
* وجهة نظر الشعب السعودي نحو هذه الأحداث.
* دور الأجهزة الحكومية ذات العلاقة «الدفاع المدني، الأرصاد وحماية البيئة، وزارة الداخلية، المؤسسات والوزارات الدينية وغيرها» خلال هذه الأزمة.
* المنظور الاستراتيجي والعسكري لتطور الأحداث وتداعياتها خلال أسبوع في العراق.
* التأثيرات النفسية والاجتماعية للحرب على المجتمع السعودي والمدارس.
* التأثيرات البيئية على المنطقة بصفة عامة.
* التأثيرات الاقتصادية على المجتمع.
* دور وسائل الاعلام السعودي في مواكبة هذه الأحداث وتطورها.
إدارة الندوة
حسن محني الشهري
أحمد سعيد العمري
ضيوف الندوة:
* صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن ثامر مستشار أمير منطقة مكة المكرمة
* الدكتور عبدالله عبدالقادر نصير الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز والمنسق الوطني للشبكة العربية للبيئة والتنمية
* الدكتور سعود محمود مندورة أستاذ مشارك بقسم إدارة الأعمال بجامعة الملك عبدالعزيز
* الشيخ عبدالرحمن العجيري القاضي بالمحكمة الكبرى بجدة
* الأستاذ عبده طاهر الصميلي وكيل ثانوية الأحنف بن قيس الثانوية بجدة
* العقيد متقاعد زهير حسن العمري بالقوات المسلحة العمري بالقوات المسلحة.
تابع العالم كله، وفي اللحظة نفسها، سير المعارك على أرض العراق العربي المسلم، وشاهد الصواريخ وضرب الطائرات وتدميرها للبنية التحتية للمدن الرئيسية فيها، ورأى ان أكثر القتلى والجرحى الذين يعدون بالمئات هم من المدنيين الأبرياء. ولم تعد الأهداف المعلنة لهذه الحرب لامعة كما بدت في خطب الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني وهي دعوى تحرير العراق وارساء الديمقراطية.وعلى ضوء هذه الحقائق التي طرحها واقع الحرب على الساحة الاعلامية وللوقوف على تداعيات الأحداث وتطوراتها المستقبلية على المنطقة استضاف مكتب الجزيرة الاقليمي بالمنطقة الغربية بجدة ستة من المواطنين يمثلون شرائح مختلفة من المجتمع السعودي في الشعب والدولة.
الأسباب والدوافع
بدأ الحوار في الندوة بمناقشة دور المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً وموقفها من حرب الخليج الثالثة التي دارت رحاها في العراق، وذلك بالارتكاز على الثوابت التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - في الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد، رعاه الله، فقد كانت هذه الكلمة التي جاءت في موعدها قبيل الحرب تعبر بصدق عن ضمير الشعب السعودي العربي المسلم، وتحمل كل معاني الحرص على حق الاخوة والدين والجوار.
وتعليقا على هذه «الحقيقة» استهل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن ثامر بن عبدالعزيز مستشار أمير منطقة مكة المكرمة حديثه قائلاً:
إن المملكة حسمت موقفها قبل بدء الحرب ولم تتردد لحظة واحدة أو تنتظر النتائج أو بدء الحرب. وحدة الشعب والأرض العراقية ورفض تقسيمه أو وضعه تحت الاستعمار أو استغلال ثرواته بأي شكل من الأشكال من الثوابت السياسية والاسلامية للمملكة سواء فيما يخص العراق أو غيرها من الدول العربية والاسلامية. وفي هذا الموقف السعودي رفض للأهداف غير المعلنة.
الشيخ عبدالرحمن العجيري القاضي بالمحكمة الكبرى بجدة تحدث عن عدم شرعية هذه الحرب التي خالفت كل القوانين السماوية والأرضية ورفضها العالم كله. وقال ان موقف المملكة وشعبها يتمشى مع هذا الموقف العالمي الانساني إذ يحدث الآن ما حذر منه المليك - أيده الله - من ان الرصاصة إذا انطلقت لا تميز بين طفل وشيخ أو بين عسكري ومدني. وهاهم الأبرياء في العراق يسألون بأي ذنب قتلوا؟! إن الغزاة استخدموا أسلحة فتاكة قتلت الأخضر واليابس وكانوا يرمون قنابل فوق المدن الآهلة بالسكان تزن الواحدة منها عشرة أطنان وتنال الشعب ولا تنال حكومته المحصنة تحت الأرض التي لا تعرف الآن أين هي بعد سيطرة القوى الغازية.
أما الدكتور عبدالله عبدالقادر نصير الأستاذ المشارك بكلية الادارة والاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة والمنسق الوطني للشبكة العربية للبيئة فقد تحدث عن دور المملكة الدبلوماسي قبل الحرب لمنعها وحقن الدماء، وقال ان القيادة السعودية عملت دبلوماسيا بمبدأ التشاور مع الأشقاء العرب في اطار الجامعة العربية واسلاميا في اطار منظمة المؤتمر الاسلامي ودوليا في اطار مجلس الأمن والأمم المتحدة. فالمملكة تقف مع الحق ومع الشرعية الدولية ولم تتأثر بإساءة النظام العراقي لنا وعدم فهمه لبعض آرائنا فنحن مع الشعب العراقي ونعمل بمبدأ {وّلا يّجًرٌمّنَّكٍمً شّنّآنٍ قّوًمُ عّلّى" أّلاَّ تّعًدٌلٍوا} فيما يخص موقفنا الدبلوماسي والسياسي.
ويعلق الدكتور سعود محمود مندورة الأستاذ المشارك بكلية الادارة والاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز بأن ذلك «الموقف» هو المنتظر دائما من المملكة العربية السعودية في كل القضايا التي تخص العرب والمسلمين وهو موقف اسلامي تنتظره منا الشعوب العربية والاسلامية. فالمملكة لها وزنها السياسي وموقفها له مكانته في نفوس العرب والمسلمين لوجود الأراضي المقدسة بها وتشرفها بخدمتها وخدمة هذا الدين وأهله في كل مكان.
لقد تجاهلت أمريكا حقائق كثيرة بسبب غرورها بقوتها العسكرية، وهي الآن تضرب بمصالحها في العالم كله لا العالم العربي فحسب عرض الحائط واستبدلت الحوار بالاكراه والشرعية الدولية بالقرار الفردي. وعلينا ان نسأل: ماذا بعد العراق؟ سوريا أم إيران أم....؟!
من المنظور الإستراتيجي
العقيد زهير العمري تطرق للمنظور الاستراتيجي العسكري للحرب فقال: إن أمريكا اعتمدت بشكل أساسي على قوة سلاحها وقدرتها التكنولوجية وقادها هذا الى الاندفاع بغرور في خططها العسكرية، ولم تحسب حساباً لخبرة الجيش العراقي وهدفهم الأساسي كما يقولون اسقاط النظام بينما أرى أن هدفهم أبعد من ذلك.
أين إعلامنا؟
وقال الدكتور سعود : هنا أمر يتعلق بالمسلمين فلقد لاحظت من ناحية الفضائيات أنها تأتي بالعسكريين واستشارتهم وأخذ آرائهم ولكنها لم تأت برجل دين وعالم من علماء المسلمين ليشرح للمسلمين ما هو الدور الواجب على المسلمين.
وفي مداخلة لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن ثامر قال: التلفزيون السعودي أظهر عدداً من المشايخ للحديث عن هذا الموضوع والأحداث الراهنة ولكن المحطات الأخرى لم تتطرق الى ذلك.
الأستاذ عبده طاهر الصميلي وكيل ثانوية الأحنف بن قيس بجدة قال: إن على أولياء الأمور توجيه أولادهم فيما يخص الفضائيات لأن الاعلام مؤثر ولا نستطيع ان نحجب عنهم هذا السيل الجارف المتدفق من المعلومات فإما أن نحسن توجيهه أو سيجرفنا وخاصة أوقات الأزمات، ذلك لأن حرب الشائعات والحرب النفسية قد وصلتنا وجعلت بعض الطلاب يمتنعون عن الذهاب للمدارس عندما بدأت الحرب ويشيعون ذلك بين زملائهم.
العقيد زهير حسن العمري بالقوات المسلحة يقول إن الإعلام العسكري السعودي لم يظهر له دور في وسائل إعلامنا الى الآن.
وقال لدينا كفاءات وخبرات عسكرية تنطلق من رؤى صحيحة ومستنيرة وتضع في الاعتبار تاريخنا ومعتقدنا فلماذا يترك المجال للخبرات العسكرية المتقاعدة الذين لا ينطلق بعضهم من روية إسلامية أو عربية فيدس السم في العسل ويؤثر في معنويات المشاهدين.
أتمنى أن يشارك العسكريون السعوديون في الفضائيات العربية لا السعودية فحسب ليعبروا عن وجهة نظرنا حتى تكتمل الصورة للجمهور في كل مكان.
وفي مداخلة منه بمناسبة ذكر الفضائيات قال سمو الأمير فيصل بن ثامر بن عبدالعزيز ان التلفزيون السعودي قدم تغطيته للحدث في الأيام الأولى وكانت جيدة لكنه لم يلبث أن هدأ بعدها وانخفضت درجة متابعته للأحداث قياساً بالفضائيات الأخرى وقال ان أمام التلفزيون السعودي الآن فرصة لإثبات وجوده الإعلامي في هذا الزحام وهذه المنافسة ولدينا الامكانيات لذلك، ويتاح لعلمائنا ومحللينا العسكريين وخبراتنا في المجالات كافة الظهور على الشاشة وإيصال صوتنا ورأينا الى العالم..
أعتقد أننا نستطيع إن شاء الله منافسة القنوات الفضائية في برامج البث المباشر وفق ضوابطنا وثوابتنا التي يعرفها الجميع، وأثق بأن المسؤولين في وزارة الإعلام لم يغفلوا ذلك إن شاء الله.
الوعود البراقة
وتحولت دفة الحديث للدكتور سعود مندورة الذي طرح موضوع التناقض بين القول والفعل في السياسة الأمريكية أو ما يسمى سياسة الكيل بمكيالين الذي تطبقه أمريكا في كل ما يخص العرب والمسلمين.
وقال ان الحرب في أفغانستان والحرب الآن على العراق كشفت للعالم حقيقة الوجه الأمريكي البراق والوعود الوردية وقال انه من الطبيعي ألا يصدق الشعب العراقي الوعود الأمريكية البراقة.
وضرب المثل بأن أمريكا وعدت بتجنب المدنيين قبل حرب أفغانستان فكان المدنيون أكثر المتضررين في هذه الحرب وودعت بإعمار أفغانستان وبالحرية والديمقراطية فلم تعمر أفغانستان الى الآن وكل ما قدمته في مجال الحرية انها فتحت دوراً للسينما ومحلات بيع أشرطة الفيديو والأغاني الغربية وشجعت النساء على التبرج فهل هذه هي الحرية التي يحتاجها العرب والمسلمون في أمريكا؟!.
وفي تعميق لهذا الموضوع قدم سمو الأمير فيصل بن ثامر أمثلة من التاريخ تدلل على أن ديدن الغزاة دائماً عبر التاريخ تغليف أهدافهم الحقيقية بباقات من الورود والشعارات البراقة لخداع الشعوب التي يريدون السيطرة على أرضها أو استغلال ثرواتها.
وضرب سموه المثل بحملة نابليون على مصر سنة 1798م حين قدم نابليون لحملته ببيانات أرسلها لمصر مثل المنشورات الأمريكية للشعب العراقي وادعى الإسلام وتقرب للشعب المصري.
كان نابليون يبدأ منشوراته وخطاباته «بسم الله الرحمن الرحيم ولا إله إلا الله» وقد استقدم نابليون معه علماء ليقول انه جاء يحمل الحضارة الى مصر كما يدعي الأمريكيون الآن في العراق على الرغم من انهم لم يستقدموا الا الأسلحة الفتاكة فقط.
وحدث الشيء نفسه في أثناء الاستعمار الغربي لأفريقيا حيث ادعوا انهم جاءوا بالحضارة للشعوب الافريقية!.
وقدم سمو الأمير فيصل سجلاً بتاريخ الحروب الأمريكية التي وقفت وراءها جميعاً أهداف اقتصادية أو فكرية أو هما على النحو التالي:
1890م ضربت الفلبين.
1914م ضربت المكسيك
1917م دخلت الحرب العالمية الأولى.
1950م ضربت كوريا.
1963م كادت تشعل حرباً عالمية ثالثة بسبب كوبا وفيتنام.
1986م ضربت ليبيا.
1990م تدخلت في ايران وخذلت الشاه.
2001م ضربت أفغانستان.
2002م بدأت مشكلة مع كوريا الشمالية ولكن كوريا لا تزال تتحدى أمريكا وطردت المفتشين الدوليين وعلى عكس العراق اعترفت بامتلاكها أسلحة دمار شامل.
2003م بدلا من أن تضرب كوريا الشمالية ضربت العراق الذي لم يثبت حتى الآن وبعد دخول القوات الأمريكية الى أرضه امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل!..
*2005م ولمن ستتوجه صواريخها وعدتها الحربية.
ان تاريخ أمريكا تاريخ دموي وهذه أول مرة تدخل أمريكا في حرب مباشرة في العالم العربي ونسأل الله أن تكون آخر مرة.
*50 مليون دولار لم تدفعه الحكومة الأمريكية الى الآن في الوقت الذي كان طالب الرئيس بوش باعتماد مائة مليار للحرب على العراق!.
القوة الحقيقية
وأشار الدكتور عبدالله نصير الى أن «رفض الحرب» أصبح ظاهرة عالمية ولأول مرة تتفق شعوب العالم وتصر على السلام، وتقول «لا» للحرب على العراق بدوافع إنسانية بعيداً عن مصالح الحكومات وسياساتها. هذا حدث تاريخي ويشكل في حد ذاته فضحاً للدعاوي الأمريكية بالديمقراطية لأنها أصرت على فرض رأيها وفرض الحرب بالقوة والديمقراطية لا تفرض بالديكتاتورية..
وهنا تساءل الأستاذ عبده الصميلي وكيل ثانوية الأحنف بن قيس بجدة عن سبب الضعف الذي يعيشه العرب والمسلمون عامة اليوم. وقال ان أمريكا ما كانت لتتكبر علينا بهذا الشكل وتمشي فينا مشية فرعون لولا ضعفنا وأكبر دليل على استهانتها بنا واطمئنانها لاستكانتنا انها لم توبخ اسرائيل ولو مرة أو حتى مجاملة لنا، ولم تلوح بالعصا لكوريا الشمالية التي جاهرت لها بالقول والفعل بل هددتها بالضرب. تجاهلت أمريكا تهديد كوريا الشمالية وجاءت تضرب العراق العربي المسلم لماذا؟.
الدكتور سعود مندورة يقول لا حل الا أن نعود الى الله عودة صادقة وحقيقية .. عودة المؤمنين المخصلين الذين لا يخشون الا الله، وقد وعدنا الله بالنصر إن كنا كذلك {إن يّنصٍرًكٍمٍ اللّهٍ فّلا غّالٌبّ}، {وّّمّا النَّصًرٍ إلاَّ مٌنً عٌندٌ اللهٌ} ولكن للنصر أسباب متى ما توافرت تم النصر بأمر الله.
سمعت إحدى المستعمات في الإذاعة تسأل عن قيام الثلث الأخير من الليل وجذبني اهتمامها بأوقات استجابة الدعاء، وهو مطلب منا جميعا وواجب على كل مسلم في أوقات المحن والشدائل لكن يجب أن يقرن الدعاء أيضا بالعمل الصالح..
وضرب العقيد زهير العمري مثالاً وقال ان الشعب السعودي استبدل الخروج في مظاهرات بدعاء القنوت في كل المساجد وهذا أجدى وأقرب الى الله ومن الناحية العملية يعتبر من العمل الصالح المتقبل إن شاء الله.
ويعقب سمو الأمير فيصل بن ثامر قائلاً: نعم عودة المسلمين الحقيقية الصادقة الى الله واتخاذ الأسباب ستجعل للأمة الإسلامية قيمة ومكاناً.ويقول بألم: ان العربي أو المسلم اليوم لا قيمة له في نظر الغرب.. ويضرب سموه مثالاً على ذلك فيقول: ثمنت أمريكا الإنسان المسلم في أفغانستان بألف دولار وثمنت ضحايا الطائرة في حادثة لوكربي 10 ملايين دولار للفرد الواحد تطلب من ليبيا دفعها! هذا هو الفرق بين قيمة الإنسان المسلم وقيمة الأمريكي أو الأوروبي في نظرهم!
جبهتنا الداخلية
وعند هذا الحد تحولت دفة الحديث على يد سمو الأمير فيصل بن ثامر بن عبدالعزيز لمناقشة قضايا الجبهة الداخلية في هذه الظروف التي تمر بها أمتنا العربية المسلمة..
وقال سموه ان هناك مجهودات جيدة تقوم بها الجهات الحكومية المتعددة كالدفاع المدني ضمن جهود وزارة الداخلية ووزارة الإعلام ولكن من المتوقع ان تكون أكثر فاعلية في أوقات الحروب والأزمات منها في أوقات السلم الاعتيادية.
وقال سموه يجب أن يكون لدينا تكامل في الأداء بين كل الأجهزة المعنية في أداء الدور التوعوي، وأقترح سموه ما يلي:
*تكثيف ظهور الدعاة والعلماء وأصحاب الرأي في وسائل إعلامنا كافة.
*الاهتمام بوجهة النظر الشرعية التي سنكون أكثر اهتماماً بها من غيرنا إعلامياً.
*ارسال محاضرين الى مدارس التعليم العام والعالي من الجهات الحكومية المعنية لشرح وجهات نظر الدولة والقضاء على الإشاعة والإرباك.
*بث روح التوعية العسكرية والأمنية بين المواطنين.
وهنا أضاف الشيخ عبدالرحمن العجيري قضية «الأمن الفكري» وقال ان الإيمان والعقيدة الصحيحة الثابتة أساسا استقرار المجتمع المسلم في أي مكان، ونحن الآن نتعرض لهجمة شرسة لا تستهدف خيراتنا وأرضنا بل تستهدف عقيدتنا أيضا وبيننا أعداء في الداخل ربما أخطر علينا من أعداء الخارج يزعزعون الأمن ويندسون في المجتمع بإثارة الفتن وبنشر الإشاعات وينشط هؤلاء في أوقات الاضطراب والأزمات والحروب. لهذا لا بد ان تكون لدينا دراسات واستعدادات للبلبلة الأمنية والغزو الفكري فالفكر لا يغير الا بفكر، فالمجتمعات الغربية ممزقة بنوازع الجريمة والمخدرات والاغتصاب وغيرها من المشاكل التي يجب أن نحمي مجتمعاتنا منها ونحصن شبابنا من دائها وسيكون هذا طريق الانتصار عليهم بإذن الله.
الرعاية والشراكة
ودعا الدكتور عبدالله نصير في مجال الحديث عن الحلول وأساليب مواجهة العدو التي تبدأ من أنفسنا، فقال ان العلاقة بين الأجهزة الحكومية والمواطن يجب أن تتغير من «الرعاية» الى «الشراكة» بمعنى أن المواطن يتكل على الدولة في كل شيء تقريباً. وهذا مفهوم غير فعال، يجب ان تكون لدينا خطط لتفعيل علاقة الشراكة ... كل مواطن شريك مثلما كل مواطن خفير .. وهو شعار معروف يجب أن ندخله في إطار العمل.
مثلا يجب ان تكون لدينا خطط للطوارئ في كل مدرسة ويجب ان يكون هناك وعي أمني وعلينا أن نفعل في الوقت نفسه عمل الجمعيات الخيرية والتعاونية والعمل التطوعي. لا بد ان يشعر المواطن بالمسؤولية أكثر وأكثر كما علينا توطيد علاقة الدفاع المدني بالناس وإزالة الحواجز والأحكام الجاهزة.. لا بد ان تكون لدينا ثقة بالدفاع المدني ولا بد ان يكون كل مواطن على وعي برسالة الدفاع المدني .. بل كل مواطن يجب ان يكون دفاعاً مدنياً في أوقات معينة كما علينا أن نستفيد أكثر من معطيات العلم الحديث..
علينا ان نطور مجال استفادتنا من الإنترنت فيما هو أكثر فائدة للمجتمع للتبليغ عن الحرائق مثلا لمقاومة الشغب والاتصال مع الجهات الأمنية وهذا يحتاج الى استراتيجية تفعيل خدمة الإنترنت في أجهزة الدولة المتصلة بالأمن.
*«إدارة الأزمات» سواء كانت هذه الأزمات حروباً وكوارث طبيعية أو غيرها. وان يكون هناك فريق من الموظفين يسمى «فريق عمل إدارة الأزمات» يتحرك هذا الفريق للعمل تلقائياً بجاهزية وفاعلية بمجرد ظهور أزمة وهذا يرتبط بالتخطيط الاستراتيجي والأمن للطوارئ في المجالات كافة ونستطيع في هذا ان نستفيد من تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المضمار.
التربية الوطنية
وحين تعود دفة الحديث لسمو الأمير فيصل بن ثامر يطرح سموه قضية «التربية الوطنية» بدورها في مدارسنا وأهمية تطويرها فيقول: ان مادة التربية الوطنية يجب ان تعد بحسب المراحل والظروف التي يمر بها الوطن.
هناك ثوابت ولكن أيضا هناك متغيرات. الثوابت يجب أن نؤكد عليها لأنها تصنع المواطن الصالح تعلمه مثلا احترام أنظمة المرور والسير وحق الغير وحق المريض أي احترام الحق العام في الشارع والمدرسة والوظيفة والحديقة. لكن المؤسف عندنا ان التربية الوطنية أصبحت خليطاً لعدة مواد مثل التاريخ والجغرافيا بدلا من أن تكون دليل التلميذ والناشئة الى السلوك الحضاري الذي يليق بأمة مثل أمتنا ومن العيب ان نتعلم السلوك وآدابه العامة من غير المسلمين وديننا يحض عليه ويضعه في أعلى المراتب فالاسلام ليس عقيدة فحسب بل هو حضارة وثقافة.
التجنيد الإجباري
ثم تطرق الحديث الى قضية «التجنيد الإجباري» على لسان العقيد زهيري العمري وقال: ان التجنيد الإجباري تربية وطنية وإعداد وطني ولا يكفي ان نقول ان الشعب السعودي يعرف كيف يستخدم السلاح، لأن السلاح الفردي كالمسدس لا يصبح بينه وبين مستخدمه الفة وإجادة في الاستعمال الا بعد تدريب كافٍ عليه كما تقول نظرية التدريب ليس أقل من ستة أشهر.
في أمريكا يقومون بعمل أكثر من 300 طلقة في مختلف الأوضاع لتصبح متدرباً على حمل سلاح ما. ونحن أمة لها رصيد حضاري في كل المجالات.. لن يحترمنا العالم الا بالقوة وهاهم يفرضون أنفسهم علينا بقوة السلاح.
ويضرب سمو الأمير فيصل المثل بأمريكا فيقول مضيفاً ان أمريكا فرضت التجنيد الإجباري على مواطنيها أيام حرب فيتنام وهذا لا يعيبها. وأنا أتمنى أن يكون التجنيد لدينا إجبارياً، ليس شرطاً ان يكون مثل الدول الأخرى التي تفرضه لمدة سنة أو سنتين بعد الثانوية العامة على كل الطلاب بل من الممكن تنظيمه في العطلات الصيفية مثلا للشباب وربطه بحوافز وطنية ودراسته بشكل جيد ستجعلنا نخرج بحلول..
ويضيف سمو الأمير: ان شعبنا لا بد أن يصبح مدرباً وقادراً على حمل السلاح ليمارس مسؤولية الدفاع عن وطنه في أي وقت. نحن مستهدفون وما يحدث في العراق ليس بعيداً عنّا. هناك أصوات عالية تنادي بأن المملكة العربية السعودية تعد العدو الأول لأمريكا! وان المملكة أصبحت بؤرة لتعليم الإسلام وتعليم الأصولية ويقصدون بها الإرهاب والأصولية من ذلك براء لأنها تعني تعليم أصول الدين دين الخير والمحبة والسلام ولكنهم قوم لا يعلمون.
وقفة مع النفس
نحن بحاجة الى مراجعة أنفسنا في قطاعات الحياة كافة، ليس فقط في المجالات العسكرية بل في النواحي الاقتصادية التي هي أيضا عصب الحياة. مثلا الآن الأمير سلطان بن سلمان والأمير عبدالله بن فيصل يشكوان من معوقات السياحة الداخلية وهذا يضعف اقتصادنا كما تضعفه صعوبة الإجراءات وطولها مثلا عندما أردت ان أسجل شركة باسمي هنا في المملكة في وطني استغرقت الإجراءات حوالي ثلاثة أشهر ولكن في دبي استطيع تسجيلها في ثلاثة أيام!
لهذا لا نستطيع ان نستقطب الاستثمار في بلادنا سواء من المواطنين أو المقيمين أو الأجانب بسبب هذه العقبات.
لدينا أنظمة تغيرت في هذا العام وكانت موجودة منذ حوالي 40 عاما. اللوائح والأنظمة تتغير كل خمس سنوات لمواكبة متغيرات العصر ومستجدات العلم وهذا يعتبر من أسلحة مواجهة عدونا الذي يتفوق علينا بقدرات نحن نملكها ولا علينا إلا أن نتحرك نحوها.
وحين تطرق الحديث للتأثيرات البيئية للحرب على المنطقة ونحن جزء منها تحدث الدكتور عبدالله نصير فقال: إن الحروب تؤدي الى اختلال التوازن البيئي الذي يؤدي حتما الى زعزعة الاستقرار والأمن، ويتمثل ذلك في عدة مظاهر أهمها تلوث مياه البحر والمياه العذبة الجارية كالأنهار ومنطقة الشرق الأوسط فقيرة للمياه ناهيك عن الجزيرة العربية وأي تلوث للمياه يهدد بكارثة بيئية وانسانية،
والأسلحة الفتاكة تقضي لا على الانسان فحسب بل على الزرع والحيوان والقنابل المشعة تدمر كل كائن حي، وهذا كله ينتج زيادة في اعداد اللاجئين والمخيمات التي تفتقر الى الرعاية الصحية اللازمة لحياة أفضل.
وأشار الدكتور سعود مندورة إلى أن القوات الأمريكية في حرب الخليج الثانية استخدمت اليورانيوم المنضب فتركت آثاراً على المنطقة ربما استمرت المعاناة منها الى اليوم، ونخشى ان تقوم بذلك هذه المرة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved