Tuesday 15th april,2003 11156العدد الثلاثاء 13 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صعوبات البلع.. أسبابه وعلاجه 2/3 صعوبات البلع.. أسبابه وعلاجه 2/3
أفضل وضعية للبلع هي الجلوس في شكل عمودي

كلمة عن الماء:
من المهم لأسرة المريض والموظفين أن يكونوا متفقين في الرأي وأن يساندوا معاً برنامج البلع، لكن أكثر مجالات الاختلاف شيوعاً هي الحاجة إلى منع المريض من تناول الماء.
إن من الصعب على المريض ومن غير المريح له، في أحوال كثيرة، أن يمتنع عن تناول الماء عن طريق الفم، بيد أن قرار منعه من ذلك يعتمد على معرفة عملية البلع الطبيعي واضطراب البلع لدى المريض، وهذا القرار لا يتخذ اعتباطاً لأن القصد منه مساعدة المريض على تجنب عواقب أكثر خطورة، وهي دخول الماء إلى الرئتين والإصابة بالتهاب الرئة.
بناء على ما تقدم، من الضروري أن تقوم أسرة المريض والمشرفون على حالته بتذكيره وتشجيعه بصورة متكررة على التقيد بالتدابير الوقائية في برنامج البلع لتجنب إصابته بالمزيد من المضاعفات الطبية.
مقادير الطعام والسوائل:
بالنسبة للمرضى الذين يعانون من ضعف عضلات الفم واللسان، تعتبر المقادير القليلة من الطعام والسائل هي الأسهل للبلع.
أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من تأخر أو عدم اكتمال البلع (حيث يبقى الطعام عالقاً في جيوب الحلق)، فإن تناول مقادير قليلة من الطعام والسوائل يقلل من احتمال دخولها في المسلك الهوائي ثم في الرئتين.
هذا ومن الضروري تشجيع جميع مرضى صعوبات البلع على تناول مقادير صغيرة من الطعام والسوائل أثناء الوجبة.
وضعية الجسم:
إن أفضل وضعية للبلع هي الجلوس في وضع عمودي قدر الإمكان، بحيث يشكل مفصلا الفخذين زاوية قائمة مع الجذع (انظر الشكل 5).
لا تطعم المريض ولا تسمح له أبداً بالأكل وهو في وضعية الاستلقاء أو الانحناء، إلا إذا طلب ذلك اخصائي أمراض الكلام. استخدام وسادة لإسناد المريض الذي لا يستطيع الجلوس في وضع عمودي تماماً.
يمكن أن تكون وضعية الرأس أيضاً مهمة للبلع، وهي تختلف من مريض لآخر وذلك اعتماداً على نوع مشكلة البلع.
الوقت الفاصل بين البلعات:
يحتاج المرضى الذين يعانون من ضعف في عضلات الفم واللسان إلى وقت أطول من غيرهم لتحريك الطعام أو السائل إلى المكان المناسب من أجل بلعه. ويجب عدم إدخال المزيد من الطعام أو السائل في الفم إطلاقاً إلا بعد بلع اللقمة الأولى.
أما المرضى ذوو المنعكسات المتأخرة أو غير الكاملة فيحتاجون إلى وقت إضافي للسماح بمرور الطعام إلى المريء عبر الحلق.
يساعد تنظيف الحلق والبلع المتكرر في تحريك الطعام عبر الحلق، بيد أن إدخال مزيد من الطعام أو الشراب في الفم قبل بلع اللقمة الأولى يعني وجود مقدار إضافي من الطعام في الحلق، مما يزيد من احتمال دخوله في المسلك الهوائي ثم في الرئتين.
بسبب هذه العوامل، يستغرق تناول المريض المصاب باضطراب البلع وقتاً أطول بكثير من الوقت الذي يحتاجه شخص طبيعي لتناول وجبة، ولذا يجب عليك إعطاء هذا المريض وقتاً كافياً للأكل، ولا يجوز أن تطلب منه الإسراع في الأكل. لا تضع الطعام في الفم ولا تسمح للمريض بتناول المزيد من الطعام قبل أن يبلع ما في فمه من الطعام تماماً، ولذلك، يطلب القليل من الصبر والوقت من جانب المختص والمريض حتى تتم التغذية بصورة ناجحة.
الإيعازات الحسية:
يقصد بالإيعازات الحسية استخدام الحواس الخمس لتسهيل عملية البلع عند المريض. ويعتبر الإيعاز جزءاً من التعليم، وهو يساعد في التقليل من احتمال دخول الطعام أو السوائل إلى الرئتين.
قد تكون الإيعازات لفظية، ومثال ذلك التذكير بالقول «ابلع».
كما قد تكون إيمائية كأن يشير الشخص المعتني بالمريض إلى شفتيه لتذكيره بضرورة الاستمرار في غلق شفتيه أثناء البلع.
أما الإيعازات الجسمانية فقد تتضمن الإسناد الفعلي لذقن المريض أو رأسه لبيان الوضعية الصحيحة، أما الإيعازات الكتابية فهي تذكر المريض والعاملين باستمرار بضرورة التقيد بالتدابير الوقائية للبلع.
كما يشكل التذوق ودرجة حرارة الطعام أيضاً إيعازات للشخص لكي يبلع. فالبرد يحفز منعكس البلع. بينما تشكل السوائل الحارة إيعازات لرشف السائل ببطء.
المحيط:
يعتبر الأكل والبلع، في الأحوال العادية الطبيعية نشاطين روتينيين لا يتطلبان كثيراً من التفكير، بيد أن المريض الذي يعاني من مشكلة في البلع ينبغي أن ينتبه انتباهاً دقيقاً جداً لما يجب عمله لتسهيل عملية البلع وتجنب دخول الطعام أو السائل إلى الرئتين.
بسبب ذلك، من المهم للمرضى الذين يعانون من صعوبات في البلع أن يأكلوا في محيط هادئ خال من كل ما يشتت الذهن، إذ إن الحديث والتواصل الاجتماعي أثناء تناول الوجبات قد ينسيه التقيد بإرشادات البلع.
التنظير التألقي بالفيديو:
كثيراً ما يحال المرضى الذين يعانون من اضطرابات في البلع إلى اخصائي أشعة لإجراء دراسة بالتنظير التألقي بالفيديو لقدرات البلع لديهم.
إن التنظير التألقي بالفيديو هو دراسة بالأشعة السينية لعملية بلع مسجلة على شريط فيديو. ومما لا شك فيه أن إتاحة الفرصة لاخصائي الأشعة لمشاهدة «المادة« المبلوعة فعلياً، يوفر معلومات من المتعذر الحصول عليها من الفحص السريري للمريض، إذ يبين المكان الذي تحصل فيه مشكلة البلع، كما يبين كيف تؤثر التغيرات في وضعية الجسم كذلك لزوجة الطعام في عملية البلع، وما إذا كان الطعام أو السائل يدخلان إلى الرئتين.
هذا ويمكن وضع إرشادات محددة فيما يتعلق بالبلع وكذلك الأساليب العلاجية اعتماداً على المعلومات المستقاة من دراسة التنظير التألقي بالفيديو.
الوسائل البديلة للتغذية:
إذا ما كان المريض يعاني من خلل شديد في البلع بحيث لا يمكنه تناول طعام كاف عن طريق الفم، فربما يكون من الضروري تغذيته باستخدام وسائل بديلة.
وفيما يلي الوسائل البديلة الرئيسية الثلاث للتغذية:
الأنبوب الأنفي المعدي:
حين يكون المريض عاجزاً عن تناول الطعام عن طريق الفم، فإن الأنبوب الأنفي المعدي هو إحدى الوسائل البديلة لتغذيته، يتم تمرير هذا الأنبوب عبر الأنف والحنجرة نزولاً إلى المريء، ومن ثم المعدة، وذلك حتى يتلقى المريض من خلاله سائلاً ذا قيمة غذائية عالية عدة مرات في اليوم.
يظل المرضى قادرين على البلع وعلى المشاركة في برنامج معالجة البلع بالرغم من وجود الأنبوب الأنفي المعدي، كما قد يكون بعض المرضى قادرين على تناول الطعام عن طريق الفم وذلك يعتمد على إمكانية دخول الطعام والسوائل إلى الرئتين.
يستعيد بعض المرضى قدرات البلع لديهم حتى بعد إدخال الأنبوب الأنفي المعدي، ولكن البعض الآخر منهم قد يحتاج إلى وسيلة تغذية بديلة بصورة دائمة.

يتبع

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved