Tuesday 15th april,2003 11156العدد الثلاثاء 13 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

28/3/1390ه 2/6/1970م العدد 296 28/3/1390ه 2/6/1970م العدد 296
قضايا أدبية
يكتبها: عبدالعزيز الرفاعي

مع تطور الأدب العربي، إلى مراحله الأخيرة الحالية، تطورت مفاهيمه وقضاياه أيضاً.. فجدت قضايا أدبية، لم تكن معروفة من قبل، بيدأن هذا أمر طبيعي.. يحدث في كل أدب، مادام منفعلا بالحياة، متصلا بأحداثها المحلية والعالمية، متأثرا بتطورات الآداب العالمية الأخرى.
وطبيعي أيضا، أن يتخذ الادباء مواقف متباينة من القضايا الادبية الجديدة.. وأن تختلف تبعا لذلك الآراء والمفاهيم.. وأن تتعارض أحيانا تعارضا جذريا!
كل ذلك طبيعي كما قلت فالثقافات العربية المتعاصرة ذات جذور مختلفة، نتيجة لعوامل كثيرة، ليس هنا مجال تفصيلها، وان كان بعضها من البداهة بمكان.. كاختلاف العصر والعمر، ونوع الثقافة.. الخ، أما بعضها الآخر فمن التعقيد بمكان غير يسير.
وقد طرحت القضايا الادبية المتناقضة في مجال البحث العلني، بوسائله المختلفة، في الصحف والاذاعة، والكتب والمحاضرات، والحوار المشترك.. وحظي كل رأي من الآراء المتعارضة المتناقضة بمجموعة من الانصار، تحزب كل فريق لرأيه وأخذ يدافع عنه، وينحاز اليه، ما وسعه الى ذلك سبيلاً.
فماذا كان من حصيلة كل ذلك؟
كان أن تبلبلت آراء الجيل الجديد، ووقع في حيرة من أمره.. أي هذه الآراء الصواب؟ وأي هذه الآراء الخطأ؟ وما هو الموقف السليم الذي يتخذه حيال كل قضية أدبية تتعارض فيها الآراء؟
ومثل هذا الاختلاف بين جديد وقديم، وبين عصر وعصر، وبين نظرية أدبية وأخرى، ليس وقفا على بلادنا، أو البلاد العربية وحدها، فهو يحدث لأي أدب آخر، كما يحدث في أي عصر آخر.
ومن المعقول أن نفسح الطريق للحوار، بغية الوصول إلى رأي مرجح، ان كان هذا الرأي المرجح أمراً ممكناً.
بيد ان هناك امرا هاما يجب ان نعيره الكثير من العناية.. هو ان لا ينجرف خط السير عن قواعدنا الاساسية.. كأمة مسلمة، ولا يشط بنا النأي، عن لغتنا وتراثنا، ومفاهيمنا التي تمثل كياننا، وتحفظ هذا الكيان كيلا يذوب.
وان حتما على الذين يملكون القدرة على الدفاع عن تلك الأسس والمقومات والمفاهيم أن يتصدوا للحوار، وأن يحسنوا الذود عن آرائهم ونظرياتهم، لاجتذاب الاجيال الصاعدة، عن طريق النقاش الصحيح السليم المقنع، وعن طريق التأثير بالقدوة المثلى، لا عن طريق النقد الجارح اللاموضوعي أو عن طريق مجرد السخرية، التي قد لا ينجم عنها الا الاصرار والمكابرة.
أن هناك قضايا أدبية كثيرة في حاجة إلى درس واع مركز، والى تقليب الرأي فيها، وتمحيصها، بحثا عن أوجه الصواب، على سبيل المثال أذكر، أساليب الرمز المضللة، والتعابير المخيمة التي تطفو أحيانا على انتاج بعض كتابنا.
آتراها لونا من البديع الجديد ان صحت هذه التسمية تقابل البديع الذي استهوى بعض عصور الادب عندنا، فانغمرت في انتاج لفظي، طمر عبقريات كان حقها أن تنتج انتاجا فكريا رائعا!
هذه واحدة..
والشعر الحديث.. ما هو تحديد وجه الصواب فيه؟
واعتناق النظريات المستوردة دون اعمال الروية فيها، ولا التعرف على مدى الصالح منها وغير الصالح..
هذه أمثلة فقط لبعض ما يشغل المجتمع الادبي من قضايا..
انني أدعو إلى أن تكون هناك عملة «نخل» فكري بحثا عن الحقائق الادبية الصائبة.
ان الافكار والنظريات كثيرا ما تتبلبل بادئ ذي بدء ولكنها تستقر على قرار متى ما تبلورت نتيجة نقاش ونقد وحوار هادف.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved