Wednesday 16th april,2003 11157العدد الاربعاء 14 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
حريق العراق
جاسر عبدالعزيز الجاسر

الفوضى والاقتتال الذي تغرق فيه العديد من المدن العراقية، تظهر مدى المأزق الذي يحاصر القوات الأمريكية والبريطانية في العراق.
حالة التدهور الرهيب في الأمن والخدمات المدنية والصحية، حذرت منها قبل الحرب الكثير من الدول والشخصيات، وهنا في المملكة صدرت تحذيرات وتنبيهات عديدة سواء من خلال بيانات مجلس الوزراء، وما قاله الأمير سعود الفيصل في مؤتمراته الصحفية الدورية، ولقاءاته الصحفية في رحلاته للعواصم العربية والدولية، ويكاد ما يحصل في المدن العراقية يكون مطابقا لما كان يحذر منه الأمير سعود الفيصل، فالاقتتال الدائر الآن بين الجماعات الاثنية وخصوصا ما بين الأكراد والعرب في مدن كركوك والموصل وتكريت، وما يجري من صراع طائفي سياسي في بغداد والنجف والناصرية، هو مجرد بداية لما سيكون عليه العراق، خصوصا في ظل التراخي الغريب من قبل قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية، وضعف وغياب ما يسمى بالمعارضة العراقية، التي رغم كثرة عدد تنظيماتها وأحزابها التي وصلت الى ثلاثة وسبعين حزباً وتنظيماً، إلا أن الأحداث أثبتت عدم قبولها من العراقيين وضعف حضورها الشعبي والسياسي، ففي الناصرية، كما في العمارة وبغداد قوبل المعارض أحمد الجلبي برفض وصل الى حد الاشمئزاز من ذكر اسمه وطرد جماعته في العمارة والتظاهر ضده في الناصرية مما جعله يتغيب في اجتماع المعارضة في هذه المدينة التي تقول الأنباء أنه أغرق شيوخ العشائر فيها بآلاف الدولارات الأمريكية التي أخذها الشيوخ وبعثوا بأفراد قبائلهم للتظاهر ضده.
في النجف الصورة تختلف أكثر وبصورة دموية حيث يدور صراع بين «علماء الحوزة الدينية» إذ يتقاتل ورثة محمد باقر الصدر تحت زعامة مقتضى الصدر ابن المرجع الديني الشيعي الذي قتل في عهد صدام حسين، وبين جماعات محمد الحكيم والقيادات الدينية التقليدية ومعظمها من أصول ايرانية، ولذلك فقد رفع ورثة الصدر شعار «العراق للعراقيين الذين بقوا في العراق» وهذا الشعار يحمل دلالة عميقة إذ يعتبر موجهاً للحكيم وتنظيم المجلس الأعلى للثورة الاسلامية الذي يتخذ من ايران مقراً له ولتواجد عناصره، وأيضا موجه لعلماء الشيعة من أصل ايراني من أمثال علي سيستاني، ورغم تدخل العشائر المحيطة بالنجف لوقف الاقتتال للسيطرة على الحوزة الدينية بما تمثله من قوة دينية - سياسية وقوة مالية بما تجبيه من «نذور وخمس السادة» إلا أن محاولة السيطرة على هذا «الهدف الكبير» سيتفجر خاصة بين جماعتي الصدر والحكيم.
أما في الشمال فيمثل الأكراد مشكلة كبيرة تقف عائقاً أمام محاولات بسط الأمن، فعناصر الأكراد «البشمركة» تحولوا الى عصابات لنهب أموال ومتاع العرب في الموصل وكركوك وحتى تكريت، وستفجر أعمال الأكراد غير المسؤولة التي لا تخضع لأي انضباط فتيل اشتعال سيؤدي ان لم تتم السيطرة عليه الى اشتعال حرب أهلية في شمال العراق بين الأكراد والقبائل العربية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved