Wednesday 16th april,2003 11157العدد الاربعاء 14 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد استخدام القنابل العنقودية ضد المدنيين العراقيين بعد استخدام القنابل العنقودية ضد المدنيين العراقيين
قتل المدنيين جزء من الإستراتيجية العسكرية الأمريكية التي طبقتها في كل حروبها السابقة والحالية

  *القاهرة - مكتب الجزيرة - عبد الله الحصري:
استخدام أمريكا لأسلحتها بافراط شديد يُعد من ثوابت سياستها العسكرية وهذا ما يتضح عبر كل الحروب التي خاضتها بل لا تتورع أمريكا في استخدام كافة انواع القنابل المحرمة والتي أشهرها إلقاء القنابل الذرية على هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين وآخرها استخدام القنابل العنقودية المحرمة دوليا ضد المدنيين العراقيين وقد لخص الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون السياسة الأمريكية القذرة في تعاملها مع شعوب العالم بقوله «على أعداء الولايات المتحدة أن يدركوا أننا نصبح حمقى اذا ما ضربت مصالحنا. وعندها لايستطيع أحد التنبؤ بما قد نفعله بما لدينا من قوة تدميرية هائلة. وعندها فقط سيرتعد اعداؤنا خوفا منا» وقد أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع البنتاجون أن القوات الأمريكية والبريطانية استخدمت منذ بداية الحرب في العراق 6 آلاف قنبلة موجهة ضد أهداف عراقية فضلا عن إطلاق 675 صاروخ توما هوك وقيام المقاتلات الأمريكية والبريطانية بأكثر من ألف مهمة في الأجواء العراقية.
وقد أوجدت إدارة بوش أسلحة خاصة لامعة، للعدوان على العراق، لديها اسلحة «تدخل» شامل، سوف تستخدمها للتدخل في دول أخرى، ومثلما استخدمت حرية العراق لتحويله إلى خراب، سوف تستخدم حقوق الإنسان، ومكافحة الفساد والقائمة أطول من ان تذكر. وما أشيع عن القنابل «الذكية»، ليس إلا وهما بعد أن تبين غباءها خاصة حين يتعلق الأمر بقتل المدنيين المسلمين سواء من الأفغان عام 2001 أو العراقيين مثلما يحدث الآن وذلك على سبيل المثال لاالحصر.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل إنها استخدمت القنابل العنقودية في قتل العشرات في العراق خاصة في الحي الفلسطيني في العراق ثم أعلنت بكل بجاحة أن استخدام مثل هذه القنابل أمر مشروع !! خاصة وأن قتل المدنيين يعد جزءا من الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، والتي تم تطبيقها تقريبا على كل مسارح الحرب التي خاضتها القوات الأمريكية في الماضي وتخوضها في الحاضر.
وقد استخدمت أمريكا الطريقة الدموية والمتوحشة لتوسعاتها على حساب الهنود الحمر، الذين أبادتهم تماما لإفساح الطريق أمامها ، ثم تلا ذلك الفلبين، حيث انتهزت أمريكا سنة 1898 فرصة صراعها مع إسبانيا حول كوبا جارة أمريكا، لتطرد إسبانيا من كوبا ومن الفلبين ولما كانت المقاومة الفلبينية قوية خاصة مقاومة المسلمين هناك لجأت القوات الأمريكية إلى وحشية منقطعة النظير حيث لم تفرق بين عجوز وامرأة ورضيع حسب الشهادات المتواترة الكثيرة، والتي انتهت بعد ثلاث سنوات إلى إبادة مئات الآلاف من المدنيين العزل.
البشاعة الأمريكية
اقترفت أمريكا في الحرب العالمية الثانية العشرات من جرائم الحرب ضد المدنيين العزل بشكل خاص، حيث شارك الأسطول الجوي الأمريكي عبر ما يسمى بالقصف السجادي، في تدمير العديد من المدن المكتظة بالسكان والتي لا تمثل أي قيمة عسكرية تذكر مثلما يحدث الآن في العراق، ولم يكن تدمير مدينتي روتردام في هولندا ودرسدن في ألمانيا سوى نموذج للهمجية الأمريكية، والتي لا تعرف مكانا للقيم في منظوماتها العسكرية. وبلغت هذه الهمجية ذروتها عندما ضربت مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين بالقنبلة النووية رغم عدم أهميتهما العسكرية ، فقتلت أكثر من 180 ألف نسمة.
وما كادت الحرب الباردة تبدأ حتى شرعت القوات العسكرية الأمريكية تقترف جرائم الحرب، الواحدة تلو الأخرى، خاصة خلال أول مواجهة بين المعسكرين الشرقي والغربي، التي جرت على أرض كوريا. وكان الجنرالات الأمريكيون يتبجحون بما ارتكبته أيديهم، حتى انهم كانوا يفتخرون بتدمير كل مدينة ليس في كوريا الشمالية العدوة لأمريكا فحسب، وإنما كذلك كل مدينة في كوريا الجنوبية حليفة أمريكا.
الوحشية الأمريكية في فيتنام
وكشفت حرب فيتنام أكثر من غيرها مدى الوحشية الأمريكية، حيث كشفت وسائل الإعلام وخاصة الأمريكية منها عن هول الفظائع التي قام بها الجنود الأمريكيون، حيث كانت حرب إبادة ضد الشعب الفيتنامي الأعزل. وظلت القوات الأمريكية فيما بين عامي 1965 و 1975 ترمي ملايين الأطنان من القنابل الكيماوية المسماة Agent Orange والتي قتلت مئات الآلاف من البشر بل وقتلت كل أشكال الطبيعة في فيتنام. ولجأ الطيران الأمريكي مراراً وتكراراً إلى القصف السجادي الذي يعتبر ممنوعا في قوانين الحرب، لدرجة أن القصف الأمريكي ضد مدينتي هانوي وهايفونج سنة 1972 يعتبر حالة دراسية لنموذج القصف السجادي الممنوع دوليا. كما أن مجزرة ماي لاي التي جرت في 24 نوفمبر سنة 1969 والتي اعترفت بها القيادة الأميركية واعتقلت مرتكبها الملازم «كالي» على مضض ليتم إطلاق سراحه فيما بعد، أكدت للعالم أجمع ماهية «الحرب الشيطانية الأمريكية.
القصف السجادي الممنوع دولياً
في حرب الخليج الثانية استغلت أمريكا الفرصة لتدمير الشعب العراقي دون هوادة في غياب كاميرات الصحافة، خاصة وأن النظام العراقي لم يسمح للصحفيين بتغطية سوى العاصمة بغداد خوفا من أن يكونوا جواسيس. وهكذا فبينما كانت أمريكا تستعمل الصواريخ «الذكية» في ضرب البنى التحتية المدنية العراقية، لكي توهم الرأي العام بالابتعاد عن إيذاء المدنيين، كانت تستعمل القصف السجادي المتوحش في المدن العراقية الأخرى حتى ان الصواريخ الذكية دمرت ملجأ العامرية المعروف بكونه ملجأ للمدنيين، لتقتل 480 من ، بينهم 261امرأة و 52 طفلا ، أصغرهم طفل عمره سبعة أيام. وقد اعترفت القيادة العسكرية الأمريكية أنها استهدفت الملجأ لا حسب بهتانها من أجل النيل من المدنيين ولكن لمعلومات عندها بأن الملجأ استخدم كمخبأ للضباط والقيادة العسكرية مما يعد جريمة حرب حيث كان من المفروض إعلام العراقيين بأن الملجأ يعد من وقتها هدفا عسكريا، حتى لا يصاب المدنيون.
كما اقترفت أمريكا جريمة حرب أخرى في العراق حينما استعملت ذخائر اليورانيوم المستنفد ضد العراقيين، ولم تلق القيادات الأمريكية بالا لهذا الفعل الشنيع إلا بعد أن كثرت الوفيات والأمراض غير المفهومة الأسباب لدى الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في حرب الخليج. وقد فرضت الوكالات التابعة للأمم المتحدة وبنسب متفاوتة جدارا من الصمت حول الخطر الإشعاعي والكيميائي الناتج عن هذه الأسلحة. وانتظرت منظمة الصحة العالمية يناير من العام 2001 لكي «تنوي» التحقيق في مفاعل اليورانيوم المستنفد على شعب العراق.
القصف الشنيع لسجن القلعة
ثم جاء الدور على أفغانستان في اقتراف جرائم الحرب ضد المدنيين العزل من البشتون والباكستانيين والعرب، وكان سقوط مزار شريف مناسبة لإبراز الوحشية الأمريكية مرة أخرى، لدرجة أن الألماني كلوس بيتر كلايبر مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى أفغانستان شبه معتقل «طالبان» قرب مزار الشريف بمحتشد «أوسشويتز» النازي الشهير أيام الحرب العالمية الثانية، حيث تم حشد الآلاف في ظروف مأساوية، وتوفي عدد غير محدد منهم بسبب سوء التغذية والمرض. علاوة على القصف الشنيع للطائرات الأمريكية سجن القلعة من كل جانب تحت ذريعة التمرد، وهي الذريعة القديمة ذاتها التي استخدمت في بعض مجازر أمريكا في كوريا. ثم بعدها جاءت موجة القصف الهمجي للقرى والمدن البشتونية، وخاصة حينما يتعلق الأمر بأعراس وأفراح يقوم بها الأهالي المسلمون، ليقال بعدها أن الطائرات الأمريكية أخطأت هدفها أو كانت في حالة دفاع عن النفس.
أمريكا تعارض إنشاء محكمة دائمة لجرائم الحرب
على ضوء هذه المعطيات، يمكن فهم الموقف الأمريكي الرافض للتوقيع على الاتفاق القاضي بإنشاء محكمة دائمة لجرائم الحرب رغم اعتراف أغلبية دول العالم بها أكثر من 69 دولة، في خطوة فاجأت العديدين في الأسبوع الأول من شهر يوليو 2002 فالقادة الأمريكيون يعلمون أكثر من غيرهم أنه لا غنى للجيش الأمريكي عن اقتراف تلك الجرائم خاصة وأنها شكلت دوما جزءا من الاستراتيجية العسكرية الأمريكية. فأمريكا التي تستمتع بمحاكمة القادة الأجانب (النازيون، رئيس بنما السابق، الصرب)، وجدت نفسها في مأزق لما سيترتب عليه إنشاء محكمة دولية فاعلة، والتي بالتأكيد ستصلها أصداء الأفعال الأمريكية المقرفة، ولذلك فإن الديبلوماسيين الأمريكيين سعوا جاهدين للتحلل من أية أحكام قضائية تدينهم في الماضي والحاضر والمستقبل، وطالبوا بكل وقاحة نوعية خاصة من المعاملة، وسط ذهول الرأي العالمي الذي لم يستوعب بعد الأبعاد اللا إنسانية لآلة الحرب الأمريكية.
تغطية الممارسات الإسرائيلية النازية
وبالمقابل تصمم أمريكا بشكل فاضح على حماية وتغطية الممارسات الإسرائيلية النازية ضد الفلسطينيين. إلى درجة تشويه الحقائق وإنكار الوقائع وترويج الأكاذيب, حتى ان الساسة الأمريكيين يعرفون جيدا ان إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم القائمة على أسس عنصرية وفلسفة طائفية وممارسات نازية. خلاصتها بناء دولة إسرائيل التاريخية الخالصة لليهود وحدهم المطهرة من غيرهم, ذات الطابع الديني المتعصب المنغلق. فهي كما يقول شيمون بيريز «الدولة الوحيدة في العالم القائمة على ديانة واحدة ولغة واحدة ولا تماثلها في هذا التميز دولة أخرى».
ولا تنحصر الوحشية الأمريكية في ذلك فقط، بل إنها تمارس إرهابها ضد من تشاء وهو مايتضح مما يلي:
1 معاودة إحياء حلف الناتو بإدخال تعديلات استراتيجية توسع نفوذه وتعطيه حقوق التدخل خارج أراضيه الأمر الذي يعطل دور الأمم المتحدة في المناطق التي يعلنها الحلف متعلقة بمصالحه بما يمكن اعتباره الخطوة القانونية الأولى نحو إلغاء دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
2 الإصرار الأميركي على توسيع الحلف بقبول أعضاء جدد فيه بما يعكس ضمنا الاعتراف بضرورة جمع الأصدقاء لمواجهة عدو ما. وكي لا تعترف الولايات المتحدة صراحة بوجود هذا العدو فقد كانت تلتف على هذا الاعتراف بالحديث عن الدول المارقة والداعمة للإرهاب والإرهاب نفسه مما يعني أن هؤلاء يهددون المصالح دون أن يرقوا إلى درجة العدو.
3 إجبار دول الاتحاد الأوروبي على قبول تعديلات الناتو بما فيها تلك المتعارضة مع مبادئ الاتحاد. بما يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية للاتحاد ولدوله.
4 الإصرار على مشروع الجدار الصاروخي الذي يلغي اتفاقية الحد من الصواريخ الموقعة عام 1979 مع الاتحاد السوفياتي، ويهدد المصالح الحيوية لروسيا والصين ودول الاتحاد الأوروبي وهي دول أجمعت على معارضة هذا المشروع ولكن دون جدوى.
5 خروج الولايات المتحدة على مبادئ منظمة التجارة العالمية وذلك عبر تخصيصها 4 مليارات دولار لدعم صادراتها (تمنع قوانين المنظمة دعم السلع لتحسين قدرتها على المنافسة) بما يشكل أول أشكال الخروج على قوانين العولمة.
6 دعم كلينتون و الإدارة الأميركية لمظاهرات سياتل المعادية للعولمة وهو ما أعلنه صراحة رئيس منظمة التجارة العالمية خلال مؤتمر جنيف للمنظمة. وهذا يعني تواطوء الإدارة الأميركية ضد دول المنظمة ومصالحها.
7 الإصرار على الاستمرار في سياسة الحصار (متعدد الدرجات) والذى طبق على الدول المارقة.
8 سياسة التكسب الأميركية بافتعال أو بتشجيع الحروب الصغيرة مثل حرب كوسوفو التي خاضها كلينتون دون أن يعلنها حربا.
ردود فعل ضد وحشية أمريكا
أكد مسؤولو الشرطة الأمريكية أن ستة أشخاص كانوا على متن الطائرة الصغيرة التي اصطدمت بأحد المباني الصناعية في مدينة بوسطن بولاية ماسا شوستس الأمريكية الذي احترق تماما، مما اسفر عن عدد غير معروف من الخسائر البشرية. ولم يعرف سبب الحادث. ولم تصدر أية تفاصيل أخرى من قبل الإدارة الأمريكية التي باتت تتكتم على خسائرها والحوادث التي يظن أن يكون وراءها دوافع انتقامية من إسلاميين، خاصة وأن هذه الحادثة تذكرها بأحداث 11 سبتمبر.
إلقاء زجاجة حارقة على السفارة الأميركية بقبرص
ألقى مواطن قبرصي زجاجة حارقة على مبنى السفارة الأميركية في نيقوسيا منذ أيام فأصابت السور الخارجي للمبنى، دون وقوع أي أضرار. يشار إلى أن مبنى السفارة الأميركية الواقع على إحدى الطرق الرئيسية في نيقوسيا كان مسرحا لاحتجاجات متكررة قام بها متظاهرون من القبارصة اليونانيين للتنديد بغزو القوات الأميركية للعراق.
صدم جنود أمريكيين عمداً
كما تعرض جنود اميركيون لهجوم داخل قاعدة «العديري» الأمريكية شمالي الكويت العاصمة حيث قام «موظف غاضب» مصري الجنسية يعمل ككهربائي في المعسكر بصدم مجموعة من العسكريين بشاحنته في معسكر في شمال الكويت، فأصاب 15 جنديا في الحادث. كما أصيب السائق بعد اطلاق النار عليه.
وقال شرطي كويتي: «اننا لا نعلم بعد ما اذا كان الحادث متعمدا ام لا». وأشار الى ان السلطات الكويتية غير قادرة على الوصول الى الجاني الذي تستجوبه الشرطة العسكرية الاميركية.
عمليات فدائية ضد أمريكا
وبعد العملية الفدائية التي هزت واشنطن ولندن بعد أن فجر ضابط عراقي سيارة مفخخة كان يقودها فقتل خمسة من جنود المارينز وأصاب آخرين، أفاد مصدر أمريكي أن هناك عددا من المقاتلين العرب وفدوا من عدة دول عربية إلى العاصمة العراقية بغداد قبل شن الحرب على العراق للقيام بعمليات فدائية ضد القوات الأمريكية البريطانية خاصة في حالة تقدم القوات الغازية إلى بغداد وخوضها لحرب الشوارع من اجل إلحاق أكبر قدر من الخسائر بين صفوف القوات الغازية.
شاهد من أهله
يعتبر الكاتب الأميركي ويليم بلوم ،من اشهر المحللين السياسيين الذين يتحلون بالجرأة لفضح كل ما تقوم به الإدارات الأميركية وما قامت به في الماضي من سياسة خارجية وحشية ضد شعوب العالم. و لا يزال يواصل فضح سياسة الإدارات الأميركية وجمع الوثائق والمعلومات عن ممارساتها التي تخرق جميع الأعراف الدولية وقوانين المجتمع الدولي وحقوق الإنسان. وهو صاحب أشهر كتاب ظهر حتى الآن حول ما نفذته الآلة العسكرية ووكالة المخابرات المركزية CIA)) من أعمال وحشية في العالم ،وهو بعنوان: «قتل الأمل: التدخلات العسكرية والمخابراتية الأميركية منذ الحرب العالمية «وكتاب: دولة الشر: الدليل نحو القوة العظمى الوحيدة في العالم». ويقول بلوم: هل يعلم المؤيدون لسياسة بوش أن من بين الآلاف الذين قتلهم القصف الأميركي في أفغانستان لا يوجد أحد ممن شارك في أحداث 11سبتمبر؟.
وبموجب هذه الملاحظة كم يبلغ عدد من شارك من عمليات مسلحة ضد الولايات المتحدة؟لا شك انه من الصعب تحديد العدد رغم انه من المؤكد أن هذا العدد سيكون بالعشرات وليس بالمئات .وإذا كان هناك «إرهابيون» بين القتلى والأفغان فإن الكثير منهم كان داخل السجن (ويذكر أن معظم من كان في معسكر التدريب الخاص بمنظمة القاعدة في أفغانستان كانت مهمته وسبب وجوده مساعدة الطالبان في الحرب الأهلية من دون أن يكون له أي علاقة بالإرعاب أو بالولايات المتحدة كانت مهمة هؤلاء دينية وهذا لا علاقة لنا به كأميركيين . لكننا مع ذلك قتلناهم أو أننا اعتقلناهم في داخل أصعب شروط الاعتقال في «غونتانامو» في كوبا والمدة طويلة لا تظهر لها نهاية بعد رغم أن بعضهم حاول الانتحار. ويضيف أن الحكومة الأمريكية لا تزال ترغب في إسقاط كميات هائلة من القذائف المتطورة فوق رؤوس الأبرياء، وما كان ينبغي أن تستمر هذه السياسة. ففي نهاية الثمانينيات انتهى الاتحاد السوفياتي وانهار جدار برلين، واحتفلت شعوب اوروبا الشرقية بهذا اليوم الجديد، وأجبرت حكومة جنوب أفريقيا العنصرية على إطلاق سراح نيلسون مانديلا وانهار النظام العنصري، وفي أميركا اللاتينية جرت انتخابات ديمقراطية في «هايتي» وكانت الأولى، ونتج عنها انتخاب رئيس تقدمي. حدث كل هذا، وعلى الرغم من ذلك كانت واشنطن تحتفل على طريقتها بقصف وغزو «بنما» وبعد أسابيع قليلة من انهيار جدار برلين وفي نيكاراغوا كانت واشنطن تواصل التدخل في الانتخابات من أجل إسقاط الساندينيين. وبعد أن انتهى النظام الشيوعي من ألبانيا وبلغاريا وتجرأ الشعبان على اختيار حكومات لا تقبل بها الإدارة الأميركية قامت واشنطن بخلع تلك الحكومات. وفي عام 1991 بدأ القصف المكثف على العراق خلال 40 يوماً وبلا أدنى رحمة دون وجود سبب عادل وهكذا تبخرت آمالنا بتوقع تحقيق عالم افضل مختلف عن السابق. فزعماؤنا لم يتوقفوا عن القصف فانطلقوا نحو الصومال دون توقف عن قصف العراق لسنوات طويلة، وتدخلوا بكل السبل لإنهاء الحركات اليسارية في بيرو والمكسيك والإكوادور وكلومبيا وكأن الحرب الباردة التي احتدمت في الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات ما زالت مستمرة.ثم توجهت واشنطن لقصف يوغسلافيا لمدة 78يوماً متواصلة . وما زال القصف على أفغانستان مستمرا للآن.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved