Wednesday 16th april,2003 11157العدد الاربعاء 14 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
سوريا.. ليست العراق..!!
عبدالرحمن بن سعد السماري

لا يمكن لأي منصف.. إلا أن يشيد بمواقف ودور سوريا تجاه أمتها العربية والإسلامية.
** نقول هذا.. ونحن نسمع بالتهديدات الموجهة لسوريا هذه الأيام.. والتخمينات التي يسوقها البعض حول استهداف سوريا.. وهل هي رقم «2» بعد العراق.. وهذا مع الأسف.. ما يكاد يجمع عليه المراقبون.. بل المتشائمون على الأصح.. لأنهم عايشوا تنفيذ واشنطن لتهديداتها عملياً في احتلال بلد مستقل.
** ويبدو لي.. أن الحالة العراقية مختلفة اختلافاً كلياً عن الحالة السورية.. وأن وجه الشبه بينهما.. يكاد يكون معدوماً..
** خذوا بعض الأمثلة.
**أولاً: سوريا.. تحتفظ بعلاقات طيبة جداً مع سائر دول العالم بدون استثناء.. وعلاقات أجود وأوثق مع كل الدول العربية والإسلامية.. بينما العراق على العكس من ذلك.. فأكثر دول العالم على خصام عنيف مع العراق.. ولا تنسوا الدول العربية بالذات.
** كما أن كل جيران العراق على خصومة عنيفة معه.. وصلت إلى درجة الاحتراب.. وبالتالي.. ليس له صديق.. وهذه كانت مشكلة نظام بغداد.. وهي التي كانت وراء سقوطه.
هذا السقوط المدوي السريع.. ولم يترحم عليه أحد.. ولم يسأل عنه أحد بعد سقوطه.. لا من جيرانه ولا من غيرهم.
** ثانياً.. السياسة السورية.. سياسة هادئة متزنة معتدلة عقلانية.. تسهم إسهاما فاعلاً في السلم الدولي.. ولسوريا خطوات مشهودة وعملية في هذا المجال.. بينما سياسة العراق كلها سياسة رعناء مجنونة متهورة مندفعة لا تعرف الهدوء ولا الدبلوماسية ولا التعقل.
** ثالثاً: القيادة السورية.. محل تقدير واحترام كل شعوب العالم.. ومحل ثقة واحترام كل مواطن سوري في الداخل والخارج.. بينما النظام العراقي كان نظاماً مكروهاً من الجميع بدون استثناء حتى من شعبه.
** رابعاً: سوريا.. سيهب معها العالم العربي والإسلامي هبَّة رجل واحد للدفاع عنها.. بعكس العراق الذي لم يُبق له صديقاً واحداً.. حتى في أثناء الحرب.. كان العراق يشتم هذا ويسيء للآخر ويستعدي الثالث وهكذا، فقد كل قريب أو صديق.
** خامساً.. سوريا.. ليس لها سجل أسود لا في الإرهاب ولا في الحروب ولا في السياسة ولا في الاسلحة المحظورة.. ولا في الخداع ولا في الكذب ولا في التهور.. بل هي صفحة بيضاء واضحة.. لا يستطيع أي شخص أن يوجه لها أي اتهام ويصدقه أحد.
** أما العراق.. فهو شيء مختلف تماماً.
** سادساً.. من هي الدولة التي ستساند أو تدعم الحرب على سوريا؟
** ومن هي الدولة التي ستقف في صف واشنطن وتدعمها لمهاجمة سوريا؟
** لا أظن.. أن دولة واحدة ستقف مع واشنطن أو تدعمها .. أو تُسهل لها مهمة مهاجمة سوريا.. إلا إذا استثنينا إسرائيل.. إن حسبناها دولة.. ومع ذلك.. فإسرائيل لن تتجرأ على ذلك.
** سابعاً.. إن سوريا.. تحترم وعودها ومواثيقها.. ولم يُسجل لها التاريخ أبداً.. أنها رجعت عن وعد أو ميثاق أو اتفاق.. أو أنها نكثت بشيء من ذلك.. ونظام بغداد السابق.. لم يلتزم بوثيقة واحدة على الإطلاق.. بل كلها مُزقت أمام عدسات التلفاز.
** ثامناً.. إن الشعب السوري كله.. سيهبّ هبة رجل واحد للدفاع عن بلده.. بينما مع الأسف.. الشعب العراقي كان ضحية نظام الحكم قبل أي جهة أو طرف آخر.. وبالتالي.. عندما هوجم العراق كان الشعب العراقي ما بين محبط نفسياً ومنهك عسكرياً.. ومحطم وعاطل وجائع ومريض.. وقليل منهم.. من هو ليس على خصام شديد مع النظام لسبب أو لأكثر من سبب.
** تاسعاً.. إن الأمريكيين يدركون جيداً.. أن غزو سوريا ليس نزهة على الإطلاق.. فسوريا تملك جيشاً ضخماً بكامل عافيته وقوته.. ولديه القدرة لإيقاع خسائر ليست هينة بالجانب الأمريكي.
** إنني هنا.. أجزم.. أن الأمريكيين لن يتورطوا في حرب مع سوريا أبداً أبداً.. وكل ما يصدر عنهم من تصريحات هي مجرد تهويش لتهيئة الجانب السوري والجانب العربي عموماً.. من أجل تليين مواقفهم تجاه السلام مع إسرائيل فقط.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved