Wednesday 16th april,2003 11157العدد الاربعاء 14 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

محطاتنا الإعلامية.. إلى أين؟ محطاتنا الإعلامية.. إلى أين؟
بدر طليحان العطيات/الرياض

يغمضون أعينهم عن «الحقيقة» ثم: يفكرون.. يحللون.. يدافعون.. عن من؟ عن الشعب العراقي؟ أم عن سيادة العراق المتمثلة في حزب البعث الحاكم؟! لا أعلم!! ولكن كل ما نراه في قنواتنا العربية التي كنا للأسف الشديد نراهن على حياديتها لايتجاوز كونه عبثا اعلاميا لن أقول بالعقول العربية لأنه من المفترض ان تكون تلك العقول محصنة وقادرة على التمييز بين الحقيقة وبين ذلك الكذب الذي كان يمارسه نجم تلك الأحداث المتربع على قمة الهرم الاعلامي الدعائي في العراق، ليهوي به وبمن تبعه الى الحضيض، واجتهاداً منه لمواكبة الحدث لم يأل جهداً في تسليح نفسه بكل ما يستطيع من تلك الألفاظ التي قد تدفعنا احياناً لمراجعة قواميس اللغة لنبحث عما تعنيه هذه الكلمة أو تلك، كان الصحاف وبكل المقاييس محارباً شرساً حتى آخر كذبة، وأنا هنا لا ألومه أبداً على ذلك الدور التضليلي الذي مارسه فهو وزير الدعاية لحزب البعث ومهمته الأساسية رفع الروح المعنوية لجنود البعث المغاوير تاركاً لساحة المعركة مهمة كشف الحقيقة التي غيبت تماماً عن قنواتنا المحايدة! لا أدري لصالح من؟ واستبدلت بكل ما يسهم في تعبئة الجماهير العربية ضد القوات الغازية، مما زج بالكثير من ابناء العرب في حرب كانت محسومة النتائج حتى قبل ان تبدأ. الذنب الوحيد لهؤلاء المحاربين «الانتحاريين العرب» انهم تابعوا بعاطفة شديدة ما تبثه تلك القنوات التي تتحمل مسؤولية ازهاق ارواحهم، سائلاً الله ان يتقبلهم شهداء مع انه سبحانه هو القائل في محكم التنزيل {وّلا تٍلًقٍوا بٌأّّيًدٌيكٍمً إلّى التَّهًلٍكّةٌ }
إن كل ما كنت ابحث عنه في تلك القنوات هو اصوات عراقية لايقف بجانبها احد عناصر حزب البعث لنسمع ما تقوله لنا تلك الاصوات، وعندما حدثت «المفاجأة العظيمة» كما سماها احد اولئك المحللين العسكريين الذين كانوا يؤمنون بالصحاف ويراهنون على صدقه ورأينا ردة الفعل الحقيقية لما يحمله العراقيون تجاه زعيم العصابة الحاكمة، عندما اسقطوا احد اصنامه ذهب البعض الى القول بأن هؤلاء قد دُفع لهم من الامريكان ليقدموا ما رأيناه جميعاً امام شاشات التلفاز، في حين اتخذ البعض الآخر منحى متناقضا جداً عندما قالوا «لا يُلام صدام بهم»!! أليس هؤلاء هم من كنتم تتباكون عليهم قبل يوم واحد فقط من سقوط هذا النظام!! غريب جداً ما يحدث، فهم لم يضعوا ضمن احتمالاتهم ان يكون هؤلاء المساكين قد عانوا من ويلات صدام قرابة الثلاثين عاماً، فلا بأس من ان يعانوا اياماً او حتى شهوراً مقابل زوال هذا الديكتاتور المتجرد من كل قيم الانسانية!!
وأما الأمر الأكثر غرابة فعلاً هو ذلك الدور الذي يمارسه مراسلو تلك القنوات، فبدلاً من ان تكون مهمتهم نقل «الخبر» اخذوا ينقلون لنا «آراءهم» وكأنهم يمارسون هذا الدور نيابة عنا، فنحن لسنا مؤهلين لفهم ما يحدث، وليس مطلوباً منا سوى فتح اعيننا وآذاننا لاستقبال كل ما يبثونه لنا!! ولا أدل على ذلك من تلك الكلمات والاتصالات تقطع في وجه اصحابها عندما تتعارض مع توجههم او ربما «مصالحهم!!».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved