Wednesday 16th april,2003 11157العدد الاربعاء 14 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

معايير التقدير في الأداء الوظيفي بين الواجب والإبداع معايير التقدير في الأداء الوظيفي بين الواجب والإبداع
الأمير مقرن: من يؤدي عملاً مميزاً أو إنجازاً جيداً وإبداعاً خارج وقت الدوام هو من يستحق الشكر
ضرورة توافر الأمانة لدى المسؤول الراصد للأداء والبعد عن المحسوبية

* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
الاحتفاء بالمتميزين وتقدير جهود العاملين باخلاص مبدأ مهم وحق يبحث عنه كل موظف أو عامل مخلص ومتميز وتقوم العديد من الأجهزة الحكومية بالمملكة بتطبيق مفهوم للمحسن أحسنت ومعاقبة المقصر وتتفاوت مفاهيم الناس حول التميز في العمل فهناك من يرى أن الموظف الذي يلتزم بساعات الدوام ويؤدي واجباته موظف متميز وهناك من يعارض هذا المفهوم ويرى ان أداء واجبات الوظيفة واجب يأخذ عليه الموظف أجراً وبالتالي لا يستحق ان يقال عنه متميز ولا يجب ان ينتظر الشكر لأنه إذا لم يؤد هذه الواجبات يحاسب على التقصير وأصحاب هذه النظرية يرون ان التمييز هو تقديم برامج تطويرية أو ممارسة العمل خارج ساعات العمل الرسمية لانجاز معاملات المواطنين أو بتتكرر أساليب إدارية تخدم الجهاز الذي يعمل له.
وحول هذا الموضوع نحاول استقراء عدد من الآراء لمعرفة مفاهيم التقدير المطلوب وكانت هذه الحصيلة.
رؤية سمو الأمير مقرن:
وقد طرح صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رأيه ومفهومه لمعايير الشكر والتقدير للعاملين في مرافق الدولة ويواكب رأي سموه الرأي الثاني حيث بين سموه في حديث مرتجل بإحدى المناسبات ان من يؤدي واجباته الوظيفية لاينتظر شكرا لأنه قام بواجبات وأعمال ضمن مهامه التي ينال عليها الأجر المادي من الدولة ولكن الشخص الذي يؤدي عملا مميزاً أو إنجازاً جديداً ومبدعا وخارج أوقات الدوام فهو يستحق الشكر والتقدير والتحفيز المادي هذا المفهوم المنطقي لمعايير الشكر والتقدير أثار إعجاب العديد من المسؤولين وحدد المعيار السليم الذي بموجبه يتم تقدير الإنجازات وتقديم الحوافز اللازمة لمبدعيها وسحب البساط من تحت أقدام فئة اعتادت انتظار الشكر والإشادة في الصحف وخطابات الشكر من المسؤولين عند تحقيق واجب وظيفي مطلوب منهم بل ان تقصيرهم في أدائه يعني إخضاعهم للمساءلة.
ويقول وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة المساعد الاستاذ عبدالرحمن بن محمد المنير: بداية أود ان أشكر «الجزيرة» على طرحها الجيد لموضوعات تهم المجتمع وتناقش قضايا جوهرية تواكب اهتمامات المواطن العادي وتعمل على تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة وقضية تقدير وتثمين جهود العاملين في أجهزة الدولة موضوع مهم وأنا أميل إلى الرأي الذي يعتبر التميز الوظيفي في الإبداع والابتكار وأرى ان سمو سيدي الأمير مقرن وفق كثيرا وبكلمات قليلة في تحديد مفهوم معايير التقدير وشكر العاملين وفي كلمات سموه مفهوم حضاري يجسد رقي الفكر لدى سموه ويصحح مفاهيم قديمة تعارف عليها البعض حيث نجدهم ينتظرون الشكر على كل شيء مهما كان بسيطاً على الرغم من ان ما قاموا به واجب بل ان البعض يطالب بهذا الشكر وكأنه حق مكتسب ، وقال المنير ان المطلوب من كل عامل ان يؤدي واجباته كما ينبغي لأنه مؤتمن على ذلك ومسؤول عنه بل انه يحاسب إذا قصر في هذا الجانب ولهذا فإنه ليس من حقه انتظار الشكر ويمضي قائلاً انه إذا قام هذا العامل بإنجاز مهمة محددة قبل الموعد المحدد لها أو قام بإنجاز مميز يخدم مهام عمله فهو قد أبدع وتميز ولهذا يستحق الإشادة والتقدير وبلادنا بقيادتها الرشيدة خير من يقدر المميزين والمبدعين من خلال العديد من الجوائز التي ترصد سنويا تقديرا لهذه الفئات من أبناء الوطن.
الثناء مكتسب ولا يمنح:
ويقول الاستاذ بهجت بن محمود جنيد مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة: الإنسان بطبعه يريد البروز والشهرة والمدح وهذه لا تمنح ولكنها تأتي لمن يستحق والتميز لا يتحقق إلا بالعمل المكثف والاجتهاد والإخلاص والإبداع وبذل الجهد والتفاني في أداء المهام الملقاة على عاتقه ولكن البعض يريد التقدير من المسؤولين وان يوجه له الشكر ويوسم بالتميز دون جهد يذكر ومن هذا مثلا في العملية التعليمية ان يقوم المعلم أو مدير المدرسة بأداء واجباته المطلوبة منه التي تؤهله لأخذ أجره ثم يأتي للمسؤول عنه مطالبا بخطاب شكر على ما قام به على الرغم من انه أدى واجبا يأخذ عليه مقابلاً مادياً من الدولة فماذا يريد بعد ذلك؟؟ ويضيف أننا نعيش في وطن يشجع الإبداع والتميز في المجالات كافة ويرصد عدد من أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق جوائز مالية وشهادات تقديرية للمبدعين في عدة مجالات وميدان المنافسة متاح للجميع وعلى الجميع ان يبذلوا الجهد والطاقة لتحقيق هذا التقدير، ومسؤولية المدير التنفيذي ان يتابع منسوبي إدارته ويرصد إنجازاتهم لكشف التميز بينهم والرفع عن من يستحق التقدير لمنحه ما يستحق.
ومن جانبه قال الاستاذ يوسف بن علي الفقي مدير عام تعليم البنات بمنطقة المدينة المنورة ان بلوغ ثقة المسؤولين وتقديرهم شيء حميد ويجب ان يكون هدفا لكل مواطن يعمل في خدمة وطنه وأمته لأن هذا مؤشر على إيجابية المواطن وتفاعله مع مايخدم وطنه ويجب ان يسعى كل العاملين من أجل بلوغ ذلك الهدف بالعمل الجاد وإنكار الذات حتى يصل إلى مراده أما ان يبحث عن التقدير ويطلبه دون جهد يذكر فهذا بمنتهى الصراحة طمع لا مبرر له وأعتقد ان التقدير يأتي لك من المسؤول الذي يتابع دون ان تطلبه وأبدى دهشته من التكالب من بعض الموظفين على طلب التقدير وكأنه حق مكتسب وقال إن كلمات سمو الأمير مقرن جاءت لتغيير مفاهيم التقدير لدى البعض وستكون منهجاً يعتمده المسؤول أمام إلحاح بعض الموظفين على طلب خطابات التقدير والشكر.
ويقول الاستاذ سعود بن عبدالعزيز القبلان رئيس بلدية محافظة الحناكية بداية أتمنى ان يفهم الجميع المفهوم الحقيقي لمعايير التقدير في العمل الحكومي الذي أكده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وأتطلع إلى ان يكون حرص الموظف في أداء عمله والتفاني في القيام بمهام واجباته الوظيفية مثل حرص البعض على المطالبة بكلمات الشكر والتقدير من المسؤولين عنه مشيرا إلى ان منح شهادة تقدير أو إشادة ليس من حق الشخص الذي يؤدي واجباته ولكنه بالحقيقة من حق الشخص المبدع والمبتكر والمتفاني في أداء عمله حرصا منه على أداء العمل وتطوير الأداء لا بحثا فقط عن كلمة شكر وتقدير لأن من يعمل من أجل كلمة شكر فقد يحصل عليها ولكن من يعمل بصدق وبشعور بالمسؤولية فإنه سيكون محل تقدير المسؤول عنه الذي لابد ان يكون أمينا في إعطاء كل ذي حق حقه من خلال تقارير العمل التي يجب ألا تخضع للمحسوبية والمجاملة على حساب الآخرين.
* تأكيد على الإنصاف:
ويقول الاستاذ أسعد بن حسني القبلي مدير إدارة المطبوعات بفرع وزارة الإعلام بالمدينة المنورة:
لقد أعجبتني الكلمات المسؤولة لسمو الأمير مقرن حول معايير التقدير الوظيفي ولكن الذي يؤلمني ويؤلم غيري من زملائي الموظفين ان بعض المسؤولين لاينصف الموظفين الجادين الذين يبذلون قصارى جهودهم في إنجاز المهام الملقاة على عواتقهم حيث نشعر بتجاهل لما نقدمه من المسؤول ويتضاعف شعورنا بالألم والضجر عندما نجد زميلاً أو زميلين لايقومون بنصف ما نبذله من جهد ونجدهم محل تقدير المسؤول وينالون حوافز أفضل مثل الانتدابات والدورات والتقارير الجيدة وهذا ظلم يصيب الجادين بالإحباط وهم يشاهدون حقوقهم مهدرة بسبب الشللية والواسطة أو بسبب تبادل خدمات معينة بين المسؤول وبعض الموظفين وانني أخاطب هذه الفئة من المسؤولين وهي ولله الحمد قليلة وأقول لهم: اتقوا الله عز وجل الذي يرى كل شيء وسوف يحاسب كل مسؤول على ما أؤتمن عليه وأنا لا أريد شكراً وتقديراً على واجب يؤديه الموظف ولكن أرفض ان ينال آخر الشكر والتقدير والحوافز على الرغم من ان أداءه أقل من الآخرين والله الموفق.
* نقاط موجزة:
أخيراً وبعد هذه الجولة في آراء عدد من المسؤولين حول هذه القضية أود ان ألخص أهم بنود القضية حسب هذه الآراء فيمايلي:
- إجماع على ان أداء الواجب لايستحق الشكر وكما يقال ((لا شكر على واجب)).
المطالبة بأن يكون الشكر والتقدير لمن يقوم بإنجاز متميز أو ابتكار جيد يخدم مصلحة العمل.
- ضرورة توافر الأمانة لدى المسؤول الذي يرصد أداء العاملين معه والابتعاد عن المحسوبية على حساب الآخرين.
- الاجماع على ان العمل واجب يأخذ عليه العامل أجراً وهذا حقه أما شهادات الشكر فهي حافز وليس حقاً مكتسباً.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved