Wednesday 16th april,2003 11157العدد الاربعاء 14 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الوجهة للشمس الوجهة للشمس
بائعو الحبر..!!
فرحان الفرحان

في الطرقات الشعبية المؤدية إلى مدينة الشعر..
تتكدس جمهرة «عرضجية» من الانتهازيين والمتسلقين واللصوص أمام أكواخهم البالية وبجانبهم صفائح مملوءة بحبر رديء الصنعة، صنعوه بأنفسهم من الفحم الناتج من عملية حرق القيم الأدبية والمبادئ الإنسانية المذاب بما وجوهم، ليبيعوها بثمنٍ بخس لأولئك المشغوفين ببريق الشعر ولكنهم لا يملكون أفئدة تُدمَى كل مساء ليسيل منها مداد الإبداع الذي تكتب به النصوص اللافتة.
ونظراً لأن هناك فئة معينة من العابرين على الطرقات المؤدية إلى مدينة الشعر لا تجيد حتى الكتابة فقد تبرع هؤلاء ال «عرضجية» بالكتابة نيابة عنهم مع وعد قاطع بإهدائهم خيوطاً باهتة البريق، متى ما تمكن هؤلاء اللصوص من سرقة شيء من الضوء، ولكن هؤلاء المشغوفين بجلال الشعر وبريقه الأخاذ ما ان يصلوا إلى بوابات مدينة الشعر حتى يقابلهم «حرس القناعات الأدبية» الأشداء فيبدؤون بقراءة أوراقهم المكتوبة بالحبر الرديء والمحاطة «غالباً» بخيوط من الضوء المزيف وتفحص شهادات منشأ هذه الأوراق المشتراة تحت جنح الليل من الشوارع الخلفية حتى يردوهم على أعقابهم، خائبين، منهزمين، منكسي الرؤوس.
ومع تكرار المحاولة مرات متعدد تتكرر النتيجة الموجعة ذاتها وبعد أن أعيتهم الحيلة وعجزوا عن الانفكاك من شغفهم الموجع بالوصول إلى مدينة الشعر تفتقت أذهان المستلقين القابعين على الطرقات الشعبية عن حيلة جهنمية تقضي بإقامة مدينة للشعر الوهمي تقوم على عنصر المادة بدلاً من مدينة الشعر الحقيقة التي تقوم على عنصر الإبداع على أن يقام في المدينة الجديدة مهرجان شهري للتصفيق المؤجر توزع خلاله جوائز ثمينة كتذاكر السفر والقسائم الاجتماعية المهمة ومساحات نجومية شعرية مؤقتة على الصفحات المشتراة والشاشات التجارية توزع على هؤلاء الانتهازيين بلا حساب.
يدخل هؤلاء المشغوفون بجلال الشعر لمدينتهم المزيفة فتجدهم محاطين دائماً بحشود من النفعيين والجهلة والأفاقين ليمارسوا حفلات التصفيق المتتابع ويبدو أن مدينة الشعر المزيف قد استحلت على ارض الواقع مكان مدينة الشعر الحقيقة المغلقة أبوابها على ساكنيها من الشعراء القابعين خلف الأسوار الصامتة يكابدون أوجاع الحياة ومتاعب القلق ويتبادلون الأشعار المكتوبة بمداد القلوب المتعبة.
معرج شعر


آه..ياحرف بغبة ضامري جرحي يتله
وقبل اخطه فوق وجه الطرس يجرحني عتابه
انتحر حرفي وخالف كل مذهب.. كل مله
إن خلد بالنار.. من يجبر عزاء القلب بمصابه

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved