Friday 18th april,2003 11159العدد الجمعة 16 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سفير بريطانيا السابق لدى المملكة وسوريا ينتقد بشدة السياسة الأمريكية سفير بريطانيا السابق لدى المملكة وسوريا ينتقد بشدة السياسة الأمريكية
موقف واشنطن تجاه دمشق يثير علامات استفهام حول مستقبل الشرق الأوسط

  * لندن - أ.ش.أ:
بالرغم من ان سوريا نفت بشدة الاتهامات التي اطلقتها الولايات المتحدة ضدها مؤخراً ورغم تأكيد واشنطن ولندن ان سوريا ليست الهدف التالي في قائمة الحرب ضد الارهاب الا ان التساؤل أصبح أكثر إلحاحا حول ما سوف تحمله الأيام القادمة لمنطقة الشرق الأوسط.
وتساءل تلفزيون «بي بي سي» البريطاني حول ما اذا كان يتعين على سوريا أن تحذر من احتمال ان تتعرض لهجمة أمريكية على غرار ما حدث للعراق.. وهو التساؤل الذي كان المحور الرئيسي للحوار الذي اداره برنامج «هارد توك» «حوارساخن» بين السير اندرو جرين السفير البريطاني السابق لدى كل من سوريا والسعودية والذي انتقد بشدة الولايات المتحدة لاستخدامها معايير مزدوجة في التعامل مع اسرائيل والعالم العربي كما اتهم اسرائيل صراحة بممارسة الارهاب ضد الفلسطينيين.. وغيث ارمانازي ممثل جامعة الدول العربية الأسبق لدى بريطانيا.
وقد دار أحد محاور البرنامج حول الاتهام الذي توجهه الولايات المتحدة لسوريا بامتلاك وتطوير أسلحة دمار شامل وهو مارد عليه السير اندرو جرين بقوله انه ليس من المهم في الوقت الراهن تحديد الدولة التي تمتلك الاسلحة الكيميائية باعتبار ان هناك الكثير من الدول التي لديها هذه النوعية من الأسلحة ومن بينها اسرائيل ولكن السؤال الذي يجب طرحه هو هل تمثل هذه الأسلحة تهديدا من أي نوع.
وأجاب على ذلك بانه بالنسبة للعراق قد يكون هناك أسبابا للغزو حيث كانت هناك احتمالات بامتلاكه أسلحة كيميائية فضلا عن انها في حوزة ديكتاتور مجنون وهو صدام حسين.. إلا انه بالنسبة لسوريا فلا يمكن لأحد ان يصف بشار الأسد بانه ديكتاتور مجنون.
وأوضح السير اندرو جرين من جانب أخر انه يجب النظر في الأسباب التي قد تدعو سوريا لامتلاك مثل هذا النوع من الأسلحة وهى الرغبة في ان يكون هناك قدرة عسكرية ثانية لردع اسرائيل.
وأكد في هذاالصدد ان السوريين لن يقدموا أبدا على ضرب اسرائيل بالسلاح الكيماوي في الضربة الأولى اذا نشبت حرب بين الطرفين حيث ان الاسرائيليين سيردون على ذلك بالسلاح النووي وهو أمر أعلنوه من قبل ولن يتوانوا في فعله.
واشار الى ان نسبة المخاطرة بأن تستخدم سوريا الأسلحة الكيماوية هي نسبة تكاد تكون مقاربة للصفر.
وطالب جرين الولايات المتحدة اذا كانت تريد ان تتحدث عن امتلاك سوريا لأسلحة كيميائية بأن تظهر السبب في اعتبار ذلك مشكلة وقال اعتقد صراحة ان الولايات المتحدة ليس لديها أساس في تدعيم قضيتها واذا كانت تريد الحقيقة فدعونا نتحدث عن الأسلحة الكيميائية الاسرائيلية.
وتابع قائلا ان الولايات المتحدة تتعامل في هذا الشأن بمعيار مزدوج وتفرقة بين العرب من جهة واسرائيل من جهة أخرى الأمر الذي يثير غضب العالم العربي الاسلامي.
وقال السفير البريطاني السابق لدى السعودية وسوريا انه اذا كان هناك من يجب أن يلام بشأن ممارسة اعمال ارهابية فهم الاسرائيليون انفسهم الذين يطلقون نيران مروحياتهم المقاتلة على السيارات المدنية للفلسطينيين ويجعلون من انفسهم القاضي والمحلف والجلاد في آن واحد.. ليس هذا فقط بل ويحكمون بالاعدام كذلك على كل من تسول له نفسه التعاطف مع الفلسطينيين.
وأضاف قائلا اذا كنا نريد تناول الأنظمة الارهابية فاننا يجب ان ندرس التكتيكات التي تتبعها كافة الأنظمة المشتركة في الصراع.. وانه من المدهش ان تقوم اسرائيل وحدها بمثل هذه الأفعال بشكل لا يمكن تخيله أو تصور حدوثه في ايرلندا الشمالية مثلا .
ووصف السفير البريطاني السابق أسلوب تعامل الحكومة السورية مع المواجهة ضد اسرائيل على مدار ال 35 عاما الماضية بأنه أسلوب منظم وهادىء وحذر مؤكدا ان هذا الأسلوب يدعو للتيقن من انها لن تسمح لجهات مثل حزب الله أو الجهاد الاسلامي بامتلاك أسلحة كيميائية بشكل يترتب عليه تعرضها لهجوم نووي من جانب اسرائيل.
ومن جانبه أكد غيث آرمانازي ممثل جامعة الدول العربية الأسبق لدى بريطانيا انه ليس هناك أي دليل على امتلاك سوريا لأسلحة كيميائية.. مشيرا الى ان الحديث عن مصادر معلومات استخباراتية أمريكية هو بمثابة محاولة فارغة من المضمون ومشبوهة المصدر فالكل يعلم ان الكثير من هذه المعلومات تغذيها مصادر اسرائيلية.
وتساءل غيث آرمانازى ممثل جامعة الدول العربية سابقا لدى بريطانيا عن السبب الذي جعل الولايات المتحدة تنتظر لمدة عامين كاملين قبل ان تعلن عن مثل هذه المعلومات ووصف الاعلان عن تلك المعلومات بأنه يندرج في اطار حملة منظمة وان السبب في تأخر مثل هذا الاعلان من جانب الولايات المتحدة كان هو السبب في انه واجه تشككا كبيرا في كونه يقوم على معلومات صحيحة ولها أساس واقعي.
وأردف ان الهدف من وراء مثل هذه الحملة من وجهة نظره قد يكون الضغط على سوريا بشكل يجعلها تغير من سياساتها بما يخدم المصالح الأمريكية مستقبلا في العراق وفلسطين والصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وأشار الى انه لا أحد يتحدث عن أسلحة الدمار الشامل التي في أيدي الاسرائيليين حيث يتضح ذلك من التركيز على ان العرب هم المخطئون دائما في حين لا تشير أصابع اللوم أبدا الى اسرائيل التي تقصف المدنيين الأبرياء يوميا بطائرات الأباتشي والصواريخ وتدعي على الرغم من ذلك انتهاج الديمقراطية.
وأكد ان سوريا بها حكومة قوية قادرة على حماية البلاد من أي محاولات لاختراق الأمن الداخلي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved