Saturday 19th april,2003 11160العدد السبت 17 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستشار وزير الثقافة الإيراني لـ«الجزيرة»: مستشار وزير الثقافة الإيراني لـ«الجزيرة»:
نسعى للتطبيع مع العرب ونرفض مطالبات أمريكا بتطوير المناهج الإسلامية

* القاهرة - مكتب الجزيرة - طه محمد:
تتسم العلاقات الإيرانية بالجدل أحيانا وأحيانا أخرى بالانفتاح والتطبيع التي تنعكس بالتالي على الحالة الثقافية بين الجانبين ويعتبر محمد سعيد نعمائي مستشار وزير الثقافة الإيراني ان هناك نية صادقة في تطبيع العلاقات العربية - الايرانية وان زيارة الرئيس محمد خاتمي للسعودية وقطر وسوريا دليل على ذلك، وفي هذا الاطار وصف نعمانئي في حديثه ل«الجزيرة» خلال زيارته للقاهرة مؤخرا العلاقات مع الدول العربية بأنها جيدة، وهناك رغبة صادقة في حل مشكلة الجزر المتنازع عليها مع الامارات. واعتبر حركة الترجمة الإيرانية للأعمال العربية قوية ونشطة وان هناك مؤسسات ايرانية في الحقل الثقافي تسعى الى التعاون بين الثقافتين اضافة الى وجود حركة ترجمة مشابهة من اللغات الاخرى الى اللغة الفارسية وفيما يأتي نص الحديث : -
العلاقات العربية - الإيرانية
- كيف تقيمون طبيعة العلاقة بين الجمهورية الإسلامية الايرانية والدول العربية؟ هي علاقة جيدة تسير على طريق التطبيع الجيد بين الجانبين، وهو ما ظهر في زيادة الرئيس محمد خاتمي لعدة دول عربية مثل السعودية قطر سوريا وبالتالي فإنه ليس مستبعدا زيارته لدولة الامارات والوصول الى حل بشأن قضية الجزر خاصة وان هناك نوايا صادقة بين الجانبين للوصول الى حل بشأن هذه القضية.
- في ظل الدعوات المتصاعدة بالولايات المتحدة الامريكية للدول الاسلامية بتطوير المناهج التعليمية والدينية كيف تنظرون الى مثل هذه الدعوات؟
أرى انه لا بد من مراجعة المناهج التعليمية التي فيها جهد بشرى والذي هو بحاجة الى تطوير وان نواكب متطلبات العصر والمجتمع، ومن الضروري أن نراجع مناهجنا وندرسها وهنا أؤكد أن ذلك لا يعني الاستجابة لضغوط خارجية التي نرفضها ولكن قضية المناهج التي أتحدث عنها هي المناهج العلمية، اما الدعوة الى تطوير المناهج فهذا أمر مرفوض لأنه يمس ثوابتنا الاسلامية.
تفاعل ثقافي
- كيف تقيمون طبيعة العلاقة بين الثقافة الايرانية والثقافة العربية ومدى التفاعل المشترك بينهما؟
أؤكد أن هناك مؤسسات ثقافية في ايران لدراسة العلاقات الثقافية والادبية بين ايران والعرب هناك نشاط متبادل مع مؤسسات عربية عدة نتعاون معها فمثلا مؤسسة البابطين الكويتية سبق ان أقامت في ايران لقاء بين المثقفين الايرانيين وغيرهم من الدول العربية فهناك شراكة جيدة مع الدول العربية .
وفي ايران حركة نشطة للثقافة العربية فيتم ترجمة الابداعات العربية وتنظيم فعاليات للشعر العربي، ومن ابرز ما تم ترجمته دواوين لسميح القاسم ومحمود درويش وغيرهما لذلك فان حركة الترجمة للأعمال العربية قائمة ونشطة وقوية في ايران ويكفي ان نذكر طبقا منذ عام 34 الف عنوان منها 5 آلاف عنوان كتب الاطفال، ومع ذلك يوجه الينا في وزارة الثقافة من جانب بعض المؤسسات الاهلية بأننا لسنا على مستوى الطموحات حيث توجد رغبة قوية في نشر الثقافة.
الرقابة في إيران
ولكن في ظل هذا الانفتاح الذي تتحدث عنه اين تضع ضوابط المجتمع وعاداته؟ اتصور ان المساحة الموجودة من هذا الانفتاح هي مساحة معقولة بل ومقبولة في مجال الابداع لمن يتمتع بالكفاءة، وهناك بالفعل ضوابط للمجتمع على الجميع ان يرعاها ورغم ذلك فقد تقع بعض التجاوزات فالمشوار أمامنا طويل ويوجد فيه كثير من التحديات منها ما يعبر عن تزمت أو موروث رديء سابق يمكن ان يشكل حجر عثرة.
القضية الفلسطينية
- ولكن ما رأيكم في ما تردد عن اعلان بعض الكتاب الايرانيين ان هناك مزايدات من جانب الدولة تجاه القضية الفلسطينية؟
القضية الفلسطينية في ايران هي خط أحمر تتفق عليها كل التيارات سواء ما يسمى الإصلاحيون أم المحافظون، فالجميع يقفون في موقف واحد وهو عدم التنازل عن الحق الفلسطيني واننا نعتبر أن الاحتلال الاسرائيلي هو كيان غاصب وغير شرعي وان الارض ينبغي ان تعود الى اصحابها الحقيقيين ولذلك فنحن في ايران لا نزال نؤدي ضريبة الوقوف في الخندق الفلسطيني ودعم القضية، والادارة الامريكية منذ سنوات مضت وهي تحاول ان تقول ان ايران يجب ان تغير موقفها تجاه القضية حتى تستقبل بالاحضان ولذلك نجد حالة من الحصار والهجوم غير المبرر اعلاميا وسياسيا على ايران.
- وهل تنعكس هذه الحالة على إبداعات الكتاب والمبدعين؟
بكل تأكيد سواء كان ذلك على مستوى الابداعات الشعرية أم النثرية او تنظيم الفعاليات الثقافية وفي شوارع طهران العديد من اللافتات التي تمجد الانتفاضة ورموزها اضافة الى ما سبق، فهناك قضايا أخرى تسيطر على ابداع الايرانيين مثل قضايا مواكبة التطور في العالم وتنمية الدولة من كافة الجوانب وقضايا المجتمع المدني لذلك فان المشهد الثقافي في ايران فيه جانب كبير من الحيوية وهو في حركة دائمة.
- وفي هذا الاطار ما الذي يعطي خصوصية للثقافة الايرانية وسط الثقافات الوافدة على عالمنا العربي والاسلامي؟
من خصوصيات الشعب الايراني انه يحب الادب والموسيقى وكل القيم الجمالية ومعروف عنه انه شعب ممتلئ بالشعر والاحاسيس ومن هنا يأتي اهتمامه بالقضايا الثقافية .

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved