* القاهرة مكتب الجزيرة سناء عبدالعظيم:
اعلن فاروق الشرع وزير الخارجية السوري قبول بلاده الحوار مع الولايات المتحدة ولكن دون شروط وتعهدات مسبقة وقال الشرع في مؤتمر صحفي مشترك مع عمرو موسى امين عام الجامعة العربية عقب مباحثاتهما التي استمرت اكثر من ساعة ان سوريا على استعداد للنقاش مع الولايات المتحدة الامريكية ليس عن طريق الاتهامات ولكن ادراكا منها ان هذا الحوار لابد ان يحقق مصلحة الطرفين ويحافظ على مصالح المواطن السوري وكرامته ولن يكون على حساب طرف لحساب طرف آخر مؤكداً ان سوريا لن تفرط في حق السوريين وكذلك الفلسطينيين وقال انه اذا تمت عملية سلام حقيقية فلن تفرط فيها سوريا على اسس ما طرحه العرب والجامعة العربية ورداً على سؤال حول صحة الاتهامات الموجهة لسوريا وهل تقبل التفتيش قال الشرع ان المقترحات السورية لمجلس الامن المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل لم تعد للمجلس من قبل ولكن تم ذكرها في بيانات الجامعة العربية ولكن الآن تأخذ صيغة مشروع قرار مشيراً الى انها تحتاج الى مشاورات مع مختلف الدول المعنية والاعضاء في مجلس الامن مؤكداً اهمية الموضوع وخطورته لأن الجميع له مصلحة بما فيها الولايات المتحدة وقال الشرع ان ارادت الولايات المتحدة ان تكون هذه المصالح موضع احترام الآخرين فعليها ان تحترم حقوق الآخرين وامنهم.
واكد الشرع رفض بلاده الاذعان والخضوع وقال ان سوريا عضو في مجلس الامن وتحترم ميثاق الامم المتحدة ولن تفرط في كرامتها ونحن ضد المغامرات السياسية ولذلك لايوجد اي سبب للحديث عن تفتيش فمن لديه اسلحة دمار يعلن عنها ولفت الى ان المطلوب هو صدور قرار من مجلس الامن بإخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل ومضى يقول ان سوريا لاتتجاهل ان تستخدم الولايات المتحدة الفيتو لمنع صدور هذا القرار لعلمنا ان العلاقات الاسرائيلية الامريكية علاقات استراتيجية لأن اسرائيل طرف في الصراع وهي جزء من القرار الامريكي مؤكداً ان نزع اسلحة الدمار الشامل من المنطقة هي لمصلحة الشرق الاوسط وازدهاره واضاف الشرع رداً على سؤال حول قلق سوريا من التصريحات الامريكية مؤخراً قائلاً ان القلق مشروع وله وجهان وجه ايجابي ووجه سلبي ونحن مع القلق الايجابي الذي يرفع المعنويات وقال لسنا خائفين وهذا الموقف مطلوب من كل الدول العربية وليس من البلدان الذي تتعرض للتهديد.
واعرب الشرع عن قلقه لما جرى في العراق من تدمير مؤخراً مؤكداً ان هذا القلق لن يدفعنا الى اليأس ولكن سيدفعنا الى مزيد من التصميم على رد العدوان ورفض الاحتلال والايمان بقدرة العراق للنهوض مرة اخرى لاقامة حكومة تعبر عن ارادة الشعب ووحدة اراضيه واستقلاله وقال ان قوات الاحتلال لم تستطع حتى الآن ان تسيطر على الشعب العراقي لأن التغيير حدث في النظام ولا يمس الدولة العراقية ولا الشعب العراقي ولا يؤدي الى اقتسامه وزعزعة بنيته الثقافية والتاريخية.
ورداً على سؤال حول المطالب السورية من اجتماع الرياض الجمعة (أمس) قال الشرع: لابد من التأكيد على عدد من العناصر الاساسية لما فيه مصلحة العراق ارضاً وشعباً والحفاظ على استقلاله ورفض استمرار الاحتلال الاجنبي للعراق فهو الذي يقرر مستقبله فماذا يريد وينبع من ارادة حرة.
واشار الشرع في ختام المؤتمر الصحفي بالجهود التي بذلها عمرو موسى مؤخراً وبشكل خاص المهمة الشاقة التي ذهب فيها لنيويورك ولقاءه مع كوفي عنان مؤكداً اهمية التنسيق بين الجامعة العربية والامم المتحدة لما فيه مصلحة العرب والمجتمع الدولي وقال انه بالرغم من الاتهامات الموجهة لنا الا ان البعض سيدرك عاجلاً ام آجلاً انه مخطىء في حق الامة العربية لأن الجامعة تمثل هذا الكيان العربي الذي سيستمر رغم محاولات الآخرين.
ومن جانبه اكد عمرو موسى ان لقاء الشرع كان مهماً ولقاءه مع الرئيس مبارك في ظل هذه الظروف الخطيرة التي تمر بها الامة العربية مؤكداً ان لقاء مصر وسوريا استراتيجية في مواجهة التحديات الخطيرة وان المناقشات تعلقت بالعراق ومستقبله وفلسطين.
| 
