Saturday 19th april,2003 11160العدد السبت 17 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد أن تعلق سوقها بأزمة الحرب على العراق وتنتظر لحظة نشوة السوق وتعويض الكساد بعد أن تعلق سوقها بأزمة الحرب على العراق وتنتظر لحظة نشوة السوق وتعويض الكساد
مختصون لـ«الجزيرة»: تأثر قطاعي الصحافة والتلفزيون انعكس على سوق الدعاية والإعلان في المملكة

* الدمام - ظافر الدوسري:
الحرب التي تشنها القوات الأمريكية والبريطانية على الشعب العراقي والعربي والاسلامي حرب مدمرة بلاشك للشعب العراقي وموارده الاقتصادية والطبيعية..
هذه الحرب ونتائجها الغامضة وغير المستقرة أصابت الاقتصاد العالمي بنوع من عدم الاستقرار، وكما يشير عدد من المحللين الى ان سوق الاقتصاد السعودي مثله مثل غيره يتأثر بما يدور في العالم من تغيرات وكساد وحروب، وبالرغم من ان المستهلك غيّر سلوكه الانفاقي وأثر بذلك في تقليص اجمالي الناتج المحلي إلا أن السوق الاعلانية كما يراها بعض المحللين بأنها سجلت أداء يعتبر جيداً منذ بدء الحرب ورفعت من هبوط حركة السوق عموماً بل ان سرعة وتجدد أخبار الحرب زاد وضاعف من توزيع الصحافة المطبوعة بسبب تعطش الناس لمعرفة الأخبار الجديدة وتفاصيلها بالرغم من زيادة عدد المشاهدين للشاشات التلفزيونية مما كان له مردود ايجابي على المعلن. وكما يقال «مصائب قوم عند قوم فوائد». فهل صحيح ان سوق الدعاية والاعلان استفاد من هذا الحدث؟
«الجزيرة» استضافت عددا من المختصين كي يستعرضوا هذه الحرب الشعواء وآثارها على الاقتصاد السعودي عموما وخصوصا لقطاعي الدعاية والاعلان. وهل صحيح أنها لم تتأثر إلا بشكل طفيف؟ ولماذا؟ أم ان الحرب الحالية على العراق جعلت سوق الاعلانات والدعاية سوقا رائجة ورابحة؟ وما هي الكيفية التي واجهتها هذه الشركات في هذه الأزمة.
«مصائب قوم عند قوم فوائد» هل هذه القاعدة تنطبق على قطاع الدعاية والاعلان أم ان هناك قطاعا آخر هو المستفيد من هذه الحرب؟
دعونا نقرأ ردود المشاركين في هذا الموضوع:
شهداء الإعلام
في البداية تحدث لنا الدكتور محسن الشيخ آل حسان - المدير الاقليمي للاعلام والعلاقات العامة - أفكار «بروموسفن» متناولاً المحنة الاعلامية والاعتداءات على المحررين في هذه الحرب إذ يقول:
اسمح لي قبل الاجابة على موضوعكم الهام بخصوص الحرب على العراق أحب أن أغتنم لحظات لأرفع تعزية من الأعماق لزملائنا الاعلاميين والذين تعرضوا الى مجزرة اعلامية من الغزاة الأمريكيين والبريطانيين في العراق وأخص بالذكر شهيد الاعلام/ طارق أيوب - مراسل قناة الجزيرة.. تغمده الله برحمته والهم ذويه الصبر والسلوان و{انا لله وانا اليه راجعون}.
والحديث عن غزو العراق.. حديث مؤلم ومخجل في نفس الوقت مؤلم بمشاهدة تلك المناظر المؤلمة لأطفال تقطع رؤوسهم ونساء يتم اغتصابهن وشباب يفجرون ويقتلون.. ومنازل تدمر.. ومساجد تنتهك محارمها.. إلخ فهي حرب مؤلمة وهي مخجلة لأمة الاسلام والعرب اللتين استخدمتا «الناي» الذي استخدمته نيرون وأخذوا يعزفون عليه بينما بغداد تحرق بنيران القاذفات والقنابل وتدمر بالطائرات والصواريخ.. ومنهم من يقول ماذا سنفعل ونحن لا إرادة عندنا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
آثار اقتصادية مخيفة
والموضوع هنا ليس حرب العراق.. فالجميع يشاهدها على شاشة الفضائيات ويسمع عنها من خلال موجات الاذاعات ويقرأ عنها على صفحات الصحف والمجلات.. ولكن الموضوع هو الآثار السيئة والمخيفة التي تركتها وستتركها في جميع المجالات وبالأخص المجال الاقتصادي.. فمثلا لو أخذنا بعين الاعتبار أثرها على السوق السعودي والتي هي ليست طرفا في هذه الحرب لوجدنا ان آثارها النفسية والاقتصادية سيئة جداً حتى ان بعض الشركات والتي دخلت الأسواق السعودية من أبوابها الواسعة بدأت تنكس راياتها وتعلن هزيمتها بل افلاسها بسبب تأثير هذه الحرب ولا حاجة لذكر هذه الشركات.
دعم الجمعيات ومساهمة وطنية
وسؤالكم عن المستفيد من هذه الحرب فدعني أقول لكم ليس هناك مستفيد منها سوى اسرائيل.. أما الأمريكان والعراقيون ومن له صلة بالحرب.. فالخسارة تشمل الجميع.. وتجار الحرب كثيرون ولكنهم مثل - الخفافيش - لا يظهرون إلا في الظلام أي بعد انتهاء الحرب.. وهذا يقودنا الى وكالات الدعاية والاعلان والتي تعتمد اعتمادا كبيرا على ازدهار الشركات وتقدمها ونجاحها، وحينما تصاب الشركات بالافلاس فإن المتضرر الأول هم وكالات الدعاية والاعلان.. ولا تصدقوا من يقول ان حرب العراق جعل من سوق الاعلانات والدعاية رائجة ورابحة.. بل بالعكس اتخذت الشركات استراتيجية جديدة لمواجهة هذه الأزمة، هذه الاستراتيجية تتلخص في الانتظار ودراسة الأحوال والنتائج التي ستأتي بها الحرب.. وفي الوقت نفسه قامت بعض الشركات التي تمتلك امتيازات عالمية بالاستثمار في مراجعة خطتها في دعم الجمعيات الخيرية والمساهمة في الاقتصاد الوطني.. وكما قرأنا عن ركود حركة الايداعات والسحب في البنوك المحلية مما دفع بعض البنوك في وضع خطط طوارىء للتعامل مع المخاطر التي قد تنشأ مستقبلا بسبب أوضاع المنطقة الحالية.
الاعلانات لا تفي بالغرض
وللاجابة عن سؤالكم بخصوص مطالبة بعض الشركات المعلنة بتقليص مساحة اعلاناتها نظرا للظروف الحالية.. فاستطيع ان أقول بالتأكيد ان الاعلانات في الوقت الحاضر لا تفي بغرض المعلن ونحن نقرأ على صفحات الجرائد مشاهد جرائم الحرب.. هذا لا يعني ان تطرح الشركات نشاطاتها ومميزاتها في خدمة المواطن والوطن.
لم المقاطعة؟
وأحب أن أذكر اخواني المواطنين والمقيمين والذين أثرت عليهم عواطف الحرب بعدم مقاطعة شركاتهم الوطنية والتي يملكها مواطنون سعوديون أو خليجيون بحجة أنها تحمل مسميات أجنبية لأن هذه الشركات تستثمر ملايين الريالات في دعم الاقتصاد الوطني.. خاصة تلك التي ترعى جمعية الأطفال المعوقين وتساهم في تمويل الحملات المرورية والصحية.
كذلك أحب ان أدعو الشركات الوطنية والعالمية في تطبيق سعودة وظائفها وفسح المجال أمام الشباب السعودي في الاستفادة من خيرات بلاده.. «فما حك جلدك مثل ظفرك».
التوزيع أفاد الصحافة
فيما يرى الأستاذ سمير الحسن مسؤول في شركة دعاية واعلان بأن عددا كبيرا من الشركات الكبيرة المؤثرة في سوق الاعلان كانت متحفظة الى حد ما في انطلاقتها الاعلانية بالطريقة التي أثرت في الكثير من مداخيل وسائل الاعلان بما فيها التلفزيون والصحافة إلا ان سوق الصحافة قد انتشرت فيها عملية التوزيع بالرغم من زيادة عدد المشاهدين للفضائيات إلا ان توقعي ان الأمور لن تطول ولن تستقر على هذا الوضع الاقتصادي مما يعطي أملا في تعويض الركود الواقع حاليا وتعويض ما خسرناه.
ويعود مجددا على سوق الصحافة مبينا ان المطبوعة سواء كانت صحيفة أو مجلة أصبح توزيعها أكبر بسبب تعطش الناس لمعرفة الأخبار وتفاصيل الحدث ربما لم يستطيعوا مشاهدتها في الفضائيات أو لقراءة بعض خفايا الحدث مستندا بالصور واللقاءات ناهيك عن ان الناس تريد ان تتابع الحدث ومعرفة التفاصيل بالوقت الذي ترغبه وليس كالفضائيات التي تفرض عليك الوقت بمشاهدة الأخبار مثلا في وقت معين أو مشاهدة تصاريح ولقاءات في وقت محدد.. وهكذا استطاع سوق الصحافة ان يعوض سوق الاعلانات بعملية زيادة التوزيع لكنها كما هو معروف لا تقارن بسوق الاعلانات. لذلك فان انتشار المطبوعة يجعل من استفادتها من الحدث أكثر.
وأضاف الأستاذ الحسن الى أكثر القطاعات تضرراً بالاشارة الى ان قطاع النقل الجوي والفندقة هما أكثر تأثراً من حرب العراق وقد تأثرت تأثيراً مباشراً.
أما الأستاذ محمد نجيب عبدالرحمن مندوب اعلانات بالمنطقة الشرقية تحدث في البداية عن الأثر الذي تركته الحرب على السوق السعودية قائلاً: بلاشك فهناك أثر سلبي أدى الى هبوط حاد في حركة الصادر والوارد والبيع والشراء، لأن معظم الشركات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى أحجمت عن اضافة أي أعباء جديدة خوفاً من المجهول أي ما تؤول اليه الحرب. فلذا آثرت على نفسها ان تتعامل بشكل مبسط يضمن الاستمرارية وكذا الحال للمواطن والمقيم. كذلك فان السوق السعودية بالنسبة لقطاعي الدعاية والاعلان فقد تأثر بشكل كبير على عكس الفضائيات التي كانت تتنافس على نقل الأخبار وتخصيص وقت أطول عن الحرب. لذا تعاملت تلك الشركات بحنكة في هذه الأزمة، وأعتقد أنها وضعت ضوابط وبرامج تتماشى مع فترة الأزمة، وبالاشارة الى خسارة قطاع الدعاية والاعلان فقد تقل عن نفس الفترة من العام السابق بنسبة 45%.
واستنكر الأستاذ محمد نجيب من يقول بأن قطاعي الدعاية والاعلان قد استفاد من مثل هذه الأزمات إذ يقول:أنا لا أعتقد ان القاعدة التي تعتقدها «مصائب قوم عند قوم فوائد» تنطبق على قطاع الدعاية والاعلان خاصة بعد ان تقرع طبول أي حرب كانت. نعم كان معظم الناس يتطلعون لمعرفة الأخبار التلفزيونية ولاسيما ان الحرب على العراق كانت منقولة على الهواء مباشرة وكان هم الناس فقط معرفة الأخبار والمزيد من تفاصيلها ولا يتطرقون للاعلانات التلفزيونية وبالتالي كان ميل الناس للصحف والمجلات قليلا مما كان يعتبر مضيعة للمال بالنسبة للاعلان في هذه الفترة لأنها لم تجد الاستجابة في زمان انشغل الناس فيها عن الحرب وملابساتها.
وأضاف يقول: الصحافة والتلفزيون لم يستفيدا من هذه الفترة اعلانيا بل كانت اخباريا بنقل الصورة الحية من ساحات المعارك ولقاءات القادة الميدانيين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved