Saturday 19th april,2003 11160العدد السبت 17 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مراقبون:مستقبل أوبك مرهون بقدرتها على منع تدهور الأسعار مراقبون:مستقبل أوبك مرهون بقدرتها على منع تدهور الأسعار

* القاهرة - خيري يوسف - أ.ش.أ:
مع انحسار الحرب ضد العراق ظهرت مخاوف من احتمالات حدوث تدهور في اسعارالنفط الخام وتهديد لمستقبل منظمة اوبك.. وذلك مع توقعات للمراقبين ان تصل اسعار النفط الى حوالي 18 دولاراً للبرميل في المستقبل القريب نتيجة اغراق السوق النفطية.
ويعتقد ان تصريحات ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي الاخيرة حول وضع خطط سريعة لضخ حوالي 3 ملايين برميل يوميا من نفط العراق يمكن ان ترتفع في مرحلة لاحقة الى 6 ملايين برميل يوميا سوف تؤدي بالضرورة الى اغراق السوق النفطية وما يستتبعه من تدهور في اسعار النفط.
ويرجع هذا الرأي الى الضرورات الملحة لتعويض تكاليف الحرب الامريكية وعمليات اعادة الاعمار والديون العراقية التي يصل اجماليها الى اكثر من نصف تريليون دولار منها383 مليار دولار ديون متراكمة على العراق منذ حرب الخليج الثانية وذلك وفق التقديرات الامريكية.
ويعزز هذا الرقم الضخم من شكوك المراقبين من ان نفط العراق سوف يظل رهينة للشركات الامريكية الى فترة قد تصل الى عشرات السنوات القادمة. ويؤكد المراقبون ان مستقبل منظمة الدول المصدرة للنفط «اوبك» وبقاءها مرهون بقدرتها على المحافظة على سعر متوازن لصالح المنتجين والمستهلكين ولذلك فإن موضوع خفض الانتاج ومراجعة نظام الحصص المعمول به منذ الثمانينات سوف يكون على رأس جدول اعمال الاجتماع الطارئ للمنظمة في فيينا يوم 24 ابريل الجاري للابقاء على معدلات الانتاج في إطار المتوسط المستهدف الذي يتراوح بين 22 و28 دولارا للبرميل.
وقد هبطت اسعار البترول يوم الخميس الماضي بمقدار اكثر من دولار واحد وذلك للمرة الاولى منذ اندلاع الحرب العراقية يوم 20 مارس الماضي.. وانخفضت الاسعار من حوالي 32 دولارا للبرميل قبل الحرب الى 26 دولارا بعد اسبوعين من الغزو الامريكي.ويقول فيكتور بوليو استاذ اقتصادات النفط بالجامعة المركزية في كاراكاس ان احتلال دولة نفطية مصدرة مثل العراق سوف يحدث شرخاً في منظمة اوبك ويؤثر في المدى المتوسط والطويل على مصالح الدول الاعضاء الآخرين في اوبك.
ويحذر همبرتو كالديرون وزيرالطاقة الفنزويلي السابق من ان الزيادة الفعلية في انتاج العراق في ظل الاحتلال سوف تضعف من سيطرة اوبك ان لم يكن يهدمها.
ويرى الخبراء ان سيطرة الشركات الامريكية على بترول العراق سوف يخفف من قلق الولايات المتحدة في محاولاتها وخططها لتقليل الاعتماد على نفط الخليج العربي وسوف يكون الطريق ممهدا امامها لخفض الاسعار والتقليل من هيمنة اوبك على السوق النفطية.
كما يعتقد الخبراء ان الاستثمارات البترولية ستتدفق على المنطقة بعد الحرب تحت اغراءات انخفاض التكلفة مؤكدين ان عودة الاستقرار للمنطقة سريعاً سيكون ضرورياً لقيام الصناعات النفطية.
ويتوقع فاضل شلبي العراقي الجنسية والسكرتير الاسبق لمنظمة اوبك ان يصبح العراق منتجاً رئيسياً للنفط كالسعودية من خلال تكثيف عمليات الاستكشاف ليضاعف من احتياطياته البترولية.
واضاف ان العراق كمنتج رئيسى للنفط تحت ادارة الشركات الامريكية سوف يحقق على حد تعبيره احلام الجمهوريين في الولايات المتحدة في الوصول بمنظمة اوبك الى الحضيض من خلال دخول العراق كمنافس قوي في السوق النفطية.
ويرى المراقبون انه في مرحلة استغلال البترول العراقي سيكون من المؤكد ايجاد اولوية للشركات الامريكية والبريطانية لتعويض غياب دام حوالي 12 عاما .. كما يتوقع ان تتراجع مشاركة الشركات الفرنسية والروسية والصينية التي استثمرت في الفترات السابقة حوالي 40 مليار دولار .. والتساؤل هو الى اى مدى سيتم احترام هذه العقود عند توزيع الحصص بعد انتهاء الحرب ضد العراق.
في الوقت نفسه حذر وزيرالنفط الجزائري خليل شكيب من ان اسعار النفط قد تهبط الى 20 دولاراً للبرميل اذا لم يعد منتجو اوبك الى السقف الانتاجي المقرر البالغ 5 ،24 مليون برميل.
وزاد أعضاء في أوبك من إنتاجهم لتعويض توقف الصادرات العراقية ووصل إنتاج السعودية في مارس الماضي الى أعلى مستوياته في 21 عاما .. كما تعرض الرئيس الامريكي بوش لضغط من الكونجرس لاستخدام احتياطي الطوارئ الذي يحتوي على 600 مليون برميل.
وتشكل هذا الاحتياطي بأمر من الرئيس الأمريكي الاسبق جيرالد فورد بعد الأزمة النفطية التي نجمت عن فرض الأقطار العربية حظراً نفطياً على الغرب عام 1973، ورجحت مصادر نفطية ان تخفض اوبك انتاجها من البترول الخام في حالة انخفاض سعر البرميل عن 22 دولارا.
يذكر أن سعر 22 دولارا الذي أشار اليه المصدر يشكل السعر الأدنى لآلية ضبط انشأتها الأوبك في شهرمارس2000، بمقتضى هذه الآلية فإنه يمكن للمنظمة خفض انتاجها بمقدار 500 الف برميل يوميا في حالة انخفاض سعر البرميل عن 22 دولارا على امتداد عشرة أيام متصلة.. وبوسع المنظمة زيادة الانتاج اذا زادت الأسعار على 28 دولارا لمدة عشرين يوما.
وكان مسموحاً للعراق قبل نشوب الحرب بتصدير مليوني برميل يوميا في اطار برنامج النفط مقبل الغذاء المقرر من قبل الأمم المتحدة والذي أوقف العمل به منذ 18 مارس الماضي.
وقد التزمت منظمة «أوبك» خلال اجتماعها الأخير الذي عقد بفيينا في 11 مارس الحالى بضمان تغذية السوق في حالة حدوث أزمة بترولية مع مراعاة عدم ادخال أي تعديل على الحصص المحددة للأعضاء وقدرها 5 ،24 مليون برميل يوميا.
ويحذر المراقبون من تعرض الادارة الامريكية لضغوط شديدة من اصحاب المصالح لإبرام عقود مربحة طويلة الاجل اثناء فترة الاحتلال الامريكي. كما توقعت ان يقترح البعض استخدام طاقة العراق الانتاجية لكسر نفوذ منظمة الدول المصدرة للبترول «اوبيك» التي تأسست في بغداد في 1960 وتبلغ الاحتياطات العراقية حوالي 112 بليون برميل تمثل اكثر من عشر احتياطي العالم المعروف.
ويشير المراقبون الى انه لوحظت النظرة التشاؤمية على تحليلات عدد من خبراء اوبك خلال ندوة دولية عقدت في باريس يوم 10 ابريل الجارى محذرين من امكانية انهيار منظمة اوبيك التي تنتج 40 في المائة من النفط العالمي لو انسحبت منها العراق.
واعربوا عن اعتقادهم بأنه لن يكون من مصلحة العراق تخفيض الاسعار الى 15 دولاراً للبرميل تحت ضغط مصالح الشركات النفطية الامريكية لأنه في هذه الحالة سينتج كثيرا ليحصل على نفس العائدات.
ويتخوف خبراء معنيون بشئون منظمة الدول المصدرة للبترول «اوبك» من ان تسعى الولايات المتحدة بعد الانتهاء من الحرب على العراق الى الهيمنة على السوق البترولية العالمية بهدف التحكم في اسعاره والعمل على خفضها الى ادنى معدل.
واشار الخبراء الى ان انخفاض الاسعار الى سعر15 دولارا للبرميل وهو سعر يمكن ان يكون مناسبا في نظر واشنطن على سبيل المثال يوفر للخزانة الامريكية اكثر من 60 مليار دولار سنويا. ولايستبعد الخبراء ان تكون الخطوة الامريكية بعد الحرب على العراق هي احكام السيطرة على السوق البترولية العالمية وتحقيق الاستقرار في الاسعار عند ادنى مستوى للسعر. فيما يوصف بأنه سيكون ضربة في الصميم لمنظمة الاوبك وشل فاعليتها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved