Saturday 19th april,2003 11160العدد السبت 17 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آتً لما هو آتً
حماقة العصر!!
خيرية إبراهيم السقاف

لكل داء دواء...
من الحقائق الشرعية... لكنَّ الشاعر العربي يستثني فيقول:
«إلاَّ الحماقة أعيت من يداويها»...
وإن كنّا قد بلغ بنا مبلغاً كبيراً تصديق حكمة شعراء العربية الذين كانوا يقلّبون الأمور على وجوهها العديدة، ويسبرون أغوار كلِّ صغيرة وكبيرة، ويوظّفون ملَكاتهم الذهّنية، وقدراتهم الإدراكية، في قوالب تعبير سلس جميل يقع على «الجرح» فينكأه، أو يُبرئه...، فإنَّنا في هذا الخضم من تزاحم الحقائق... نعود لشعرائنا الذين لم تذهب بهم ريح الزَّمن في طيّ النسيان لنقف على حكمهم، وما اصطادوه من الحقائق بها، فالحماقة داء الزمن المستشري...
ودواؤها معدوم.. لكنَّه غير عصيّ ...، فهلاَّ لشعراء الغفوة أن يستيقظوا الآن وقد بات ديوان شعرهم مغلقاً تحوّم عليه الحشرات الطائرة...، كي يُخرجوا للحماقة من غطيط نومهم وصفةً علاجيةً، أو دواءً...، على اعتبار ما «تفجّرت» به معطيات زمنهم هذا من الأدوية بمثل ما أعطت من الكساءِ، وألوان الرّواءِ، وأشكال الغذاءِ؟!... بل أنماط وسائل الاتصال بدءاً بما هو عن الأذن، أو العين، أو القدم: من الهاتف إلى التلفاز إلى المذياع إلى الكمبيوتر إلى الطائرة إلى السفينة إلى العربة وللشعراء أن يتفنّنوا في التعبير عن ألوانها وأنماطها وأشكالها وسرعاتها!!
فليس من اللاَّئق بشعراء هذا العصر أن يعجزوا عن بلوغ قدراتهم أن ترصد دواء للحماقة المتفشّية في هذا العصر، ذلك لأنَّ:


«لكلِّ داءٍ دواءٌ يُستطبُّ به»
داءُ الحماقةِ من يأتي يداويه؟!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved