Saturday 19th april,2003 11160العدد السبت 17 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رحمك الله يا أبا فهد الكليبي رحمك الله يا أبا فهد الكليبي
بقلم: عبدالله بن محمد أبابطين

الموت حق على رقاب العباد ولا بقاء إلا لله العزيز الكريم.. ولكنها الدمعة الحزينة على فقد رجل حبيب وغال على أهله ومحبيه خصوصاً عندما يكون هذا الرجل عميد أسرة الكليبي «الشيخ سليمان بن محمد الكليبي» ذلك الرجل الذي أصبح مدرسة يقتدى بها في الأخلاق الفاضلة وحسن التعامل والقول الحق والتواضع والكرم والزهد في الدنيا والاحسان الى الفقراء.. عندما تجتمع مثل هذه الصفات في رجل لابد أن يكون لفقده فراغ عظيم. زارني في مكتبي بالخبر قبل وفاته بأيام قليلة تبادلنا أطراف الحديث.. ضحك بابتسامته المعهودة عندما طلبت قيمة وصفة طبية لآلام الركب وحاولت جاهدا ان استلم خمسمائة ريال ولكنه بعد استلام الوصفة مكتوبة أعطاني كلمة أغلى من كل شيء لعل الله يقبلها (جزاك الله خيراً) وهذه كما يقال: كروة أهل سدير.. طلب وصفة أخرى في مقابل ان ينشر هذه الوصفة للآخرين ويستلم قيمتها فقلت له «آسف يا عم.. المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين».. ضحك وقال ما تنلام تاجر ولد تاجر.
عرفته قبل سبعة وثلاثين سنة كان هو وأخوه عبدالله أصدقاء لوالدي رحمهم الله جميعاً.
طوال هذه السنين كنت أنا المستفيد من حكمته وتجاربه ومصداقيته فعلاً كان مدرسة لجيل بدأ ينقرض تمنيت لو كتبت بعضا من حكاياته مع الحياة ومع الناس وهو يتكلم دائما عن أقوال أخيه عبدالله ذلك الرجل الذي عرفه الجميع بكرمه وسخائه ومحبته لفعل الخير.. فعلاً تمنيت ان أسجل لأبنائه وأبنائي وأفراد أسرته ولمحبيه كيف ان هذه الأسرة الكريمة كان ولا يزال ان شاء الله بها أمثال هذا الرجل العظيم.
سليمان الكليبي رحمه الله كان ملتقى الريادة والتواضع والمصداقية لذا أحبه أهالي نجد وأهالي الشرقية وإن الحضور الكثيف للصلاة عليه ودفنه نرجو الله العزيز الكريم أن يقبل دعاءهم وان يثيبهم على الوفاء لفقيدهم الغالي.
حضر الصلاة والدفن الصغير والكبير القريب والبعيد والكل نرى آثار الحزن على وجوههم فقد كانت فاجعة ومصابا جللا.. ولكنها حكمة الله وقضاؤه.. ورضينا بما شاء وفعل واليوم أجد سليمان الكليبي في فهد واخوانه فالابن صنو أبيه.. وأجد الوفاء والمحبة في هذه المرأة الفاضلة أم فهد التي صحبته في أسفاره وكانت نعم الزوجة ونعم المرأة التي أرخصت كل شيء في سبيل خدمة أبي فهد فلها ولأولادها وبناتها ولأبناء أخيه ولأهله ولمحبيه خالص العزاء والدعاء الى رب كريم ان يجعل مثواه جنات النعيم وان يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان.
وكلمة أخيرة أعرضها على محبيه فقد كانت رغبته في المساهمة بانشاء مستشفى في مدينته التي أحبها وأعطاها بسخاء «روضة سدير».
ولاحتساب الأجر من الله الكريم ووفاء «لهذا العزيز الذي فقدناه أرجو ان يتبرع كل محب له بتحقيق هذه الرغبة واطلاق اسمه على هذا المستشفى.. فهذا أقل ما يستحق ان يكرم به».
وطلب أخر الى بلدية روضة سدير أن تطلق اسمه على أحد الشوارع الرئيسية بالروضة.. ولن أعدد ما قام به لأجل الروضة وأهلها فقد كان لا يرغب أن تذكر أعماله وأن يدخرها لوجه الله تعالى.
والله الموفق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved