Saturday 19th april,2003 11160العدد السبت 17 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لماذا نركز على جانب القصور لدى الصم ولا نركز على جوانب القوة لديهم!؟ لماذا نركز على جانب القصور لدى الصم ولا نركز على جوانب القوة لديهم!؟
عبدالهادي بن عبدالله العمري (*)

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد...
لا يزال بعض افراد مجتمعنا ومع الأسف ينظر للشخص الأصم على انه شخص كسول غير منتج محدود القدرات وذلك مخالف تماما لشخصية وقدرات الأصم حسب ما أثبتته العديد من الدراسات والبحوث العلمية حيث أثبتت ان الشخص الأصم لا يختلف عن الشخص السوي من حيث القدرة العقلية أو البدنية.
وهنا يجب ان نسأل انفسنا لماذا هذه النظرة لا تزال عند بعض افراد مجتمعنا؟ وما هو السبب في جعل الأصم شخصاً متكلاً على الغير غير مستفيد من قدراته وطاقاته لتطوير نفسه وتحقيق ذاته.
من وجهة نظري ان هناك عدة أمور تلعب دوراً كبيراً في صقل شخصية الأصم وتكوين فكرة صحيحة عن نفسه وتعريفه بإمكاناته ومن هذه الأمور:
أولاً: الأسرة فعطف الأب والأم الزائد بلا مبرر في بعض المواقف يزيد من دلال الابن الأصم مما يعوده على الكسل كما ان عدم الثقة في هذا الابن وعدم تدريبه على الاعتماد على نفسه يوثر على جعله شخصاً مستقلاً قادراً على مواجهة مشكلات الحياة مستقبلاً .
ثانياً: المدرسة وما فيها من بعض المتخصصين الذين لا يطبقون جميع ما هم ملمون به من خصائص الأصم وطاقاته وتفعيلها على أكمل وجه بل الاسوأ من ذلك التساهل مع الأصم بشكل مفرط ادى إلى تعود الأصم على التكاسل وعدم الاجتهاد في التحصيل الدراسي بالشكل المطلوب، ومن جهة اخرى المنهج الخاص بالأصم الذي لا يلبي جميع متطلبات الأصم ولا يتناسب مع قدراته وإمكانياته كما لا يؤهله بشكل جيد لسوق العمل فيما بعد.
ثالثاً: المجتمع نفسه وما فيه من أفراد وأصحاب العمل والمؤسسات الذين لا يتيحون الفرصة الكافية والملائمة للأصم كي يثبت قدرته وإمكانياته وذلك بسبب نظرتهم القاصرة للشخص الأصم.
وفي الختام أقول إنا ما زلنا نجهل قدرات وطاقات الأصم وإمكانياته وبالتالي نضع الشخص المناسب في المكان غير المناسب ونطالبه بما هو اكبر من قدرته وهذا ما لا شك فيه سبب جعل الأصم معتمداً على الآخرين غير مستقر في ميدان عمله كما يريد اصحاب العمل.. كلمة أخيرة أدعو بها جميع أصحاب العمل والشركات من أبناء هذا الوطن المعطاء وبمناسبة أسبوع الصم العربي (28) تحت عنوان «إيجاد فرص عمل وتبني المشاريع الصغيرة وسبل دعمها لمساعدة المعاقين سمعيا». أقول الأصم يتمتع بطاقة وقدرة على العمل والعطاء فلنركز على ما لديه من قدرات ونوجهها التوجيه الصحيح ونبحث معاً عن ما هو ملائم لإمكانياته في سوق العمل وأذكر هنا بعض المهن التي من الممكن ان يقوم بها الأصم وذلك على سبيل المثال لا الحصر: الحاسب بجميع فروعه وتخصصاته كالبرمجة وتصميم المواقع والشبكات والطباعة، أيضا التصوير والخياطة والتجارة والمراقبة والتموين والشحن.. الخ.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

(*) مدير نادي الصم بالرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved