Thursday 24th april,2003 11165العدد الخميس 22 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شجاعة الأخضر الإبراهيمي شجاعة الأخضر الإبراهيمي
د. معن أبو نوار



ترى الرجل النحيل فتزدريه
وفي أثوابه أسد هصور
ويعجبك الطرير إذا تراه
ويخلف ظنك الرجل الطرير
ضعاف الأسد أكثرها زئيرا
وأصرمها اللواتي لا تزير

عرفته عام 1973 قبل ثلاثين عاما سفيراً للجزائر في لندن خلال وجودي سفيرا لوطني فيها، تعلمت الكثير منه، وأيدني تأييدا كاملا في مهمتي، وقامت بيننا صداقة بل إخوة صافية. وبانت بيننا السنين.. حتى التقيته في أوكسفورد منذ خمس سنوات؛ ثم افترقنا حتى سمعت عن مهمته في أفغانستان التي نجح فيها نجاحا باهراً.
الأخضر رجل نحيل الجسم، معتدل القامة، خفيض الصوت، هادئ حتى السكون، يكاد يزن كل حرف ينطقه، عميق التفكير، نقي الضمير والوجدان، عربي اللسان لكنه يتقن الانجليزية والفرنسية اتقانا عفويا كالعربية، مسلم الانسانية حتى النخاع، أهم ما في شخصيته وكيانه وقيمه شجاعته الفائقة، وتنطبق عليه أبيات الشعر السابق ذكرها.
لماذا؟
قرأت الخبر التالي عن موقفه حول الحرب على العراق:«بدء الاقتباس»
«أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان، الأخضر الابراهيمي أن الحرب التي شنت على العراق لم تكن مشروعة ولذلك فإن ما يتعرض له العراق الآن هو احتلال من قبل القوات الأمريكية والبريطانية.
وأضاف الابراهيمي في مقابلة مع محطة دورداشان العامة الهندية ان هذه الحرب لم تكن ضرورية. وان اللجوء الى القوة لا يمكن ان تقرره غير الأمم المتحدة وهذا لم يحدث في العراق. وأوضح أن «العراق تعرض للغزو ومهما قال الشعب العراقي، فالحقيقة ان العراق يخضع حالياً للاحتلال».
وأشار الابراهيمي الى الفرق بين الحرب التي شنت في أفغانستان ضد نظام طالبان وشبكة القاعدة، والحرب على العراق «لازاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين». وقال: إن هناك فرقاً أساسياً بين هاتين الحربين «فأفغانستان لم تتعرض للاجتياح».
وانتقد الابراهيمي من جهة ثانية موقف الولايات المتحدة في أفغانستان مؤكداً ان واشنطن تتحمل مسؤولية التدهور الأمني الأخير، وقال إنها ركزت على توقيف «ارهابيين محتملين» عوضا عن البحث عن سبل تحسين الوضع في البلاد عموما». «انتهى الاقتباس».
شجاعة الأخضر الابراهيمي شجاعة الصدق في القول والموقف، فهو يعلن ما يبطن بكل صدق وصراحة.. قال ما لم يقله غالبية الدبلوماسيين العرب الذين يبطنون المواقف المناوئة لأقوالهم تحت ستار الدبلوماسية.
حياك الله أيها الأسد الهصور.. الأخضر الابراهيمي الجزائري المقدام.
* أوكسفورد

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved