Thursday 24th april,2003 11165العدد الخميس 22 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سؤال يتردد صداه هذه الأيام سؤال يتردد صداه هذه الأيام
هل تعيد الحرب الأغنية العراقية لدائرة الضوء؟

  * الرياض- عبدالرحمن الناصر:
هناك ضرورة ملحة لتأكيد الجانب الإبداعي في الفن وجماليته لدى الإنسان العراقي.. وقد يكون مقدار ذلك التماسك هي العلاقة القوية وصدقها الشعوري بين الفنان وموضوعة الفني وقيمته الجمالية.. وبين الوظيفة التي يستخدم الفن من أجلها والتعبير عن غايتها. ولأن الفن الموسيقي العراقى تصحبه عدة الوان فلكل منطقة طابعها الانشادي الشعبي الخاص ولكل مناسبة الوان عدة ولهذه الالوان الحان خاصة تؤدى بها وتتسم بالطابع التقليدي القديم الذي ولد بالعصر العباسي ومازال..
وقد كانت الاغنية عبر التاريخ وما تزال حاجة ملحة واساسية في حياة الانسان العراقي.. وبرغم ما تمر به العراق بوقتنا الراهن من غزو فقد وقفت بتاريخها وأصالتها الاغنية العراقية وبالأخص الاغنية الوطنية لشد أزر الشعب وبث الحماس فيهم من خلال التعدد من الايقاعات والانغام.. وإذا عدنا إلى الماضي البعيد وعلى الرغم من سقوط «بغداد» أمام جيوش هولاكو».. فقد عظم شأن العلوم الفنية ومنها الموسيقى إلى اسمى درجات التقدير فتأسست المدارس الفنية في ذلك العهد وبرز منهم صفي الدين عبدالمؤمن والاخوان الصفاء وعلي المنجم وغيرهم من العلماء الموسيقيين وتم تشجيع الموسيقى في قصور الخلفاء العباسيين وكذلك بني أمية.. ويعيد التاريخ نفسه عام 1991م، بعد الحصار الذي دام ثلاث عشرة سنة ليبرز لنا الأغنية العراقية من جديد وعبر اسماء فنية عرفت عربياً بعد بدء الحصار أمثال كاظم الساهر وعلي العيساوي وصباح اللامي وغيرهم من المطربين العراقيين الذين لامسوا النجومية العربية بعد الحصار. والآن والعراق تدافع عن أرضها وكرامتها فوجه الاعلام مركز على ما تفرزه الاغنية العراقية من «مقامها العراقي» وعبر نغماتها الفرعية المختلفة، التي دائماً ما تحكي عن الارض وعن دجلة والفرات وكرامة الانسان العراقي.. فهاهم فنانو العراق يقفون أمام نقابة الفنانين ليقدموا مشاريع استشهاد وفداء باللحن وبالكلمة من فن وعطاء لتبقى العراق أبية في وجه المعتدين.. الفن العراقي دائماً ما يقفز عبر نكساته وعلى مدّ التاريخ من القادسية إلى هولاكو الى تاريخنا المعاصر، فقد تغنوا للأمة وللعروبة وللطفل الذي يشهد الموت من هذا الحصار فهاهم يقدمون أفضل الاوبريتات العربية باسم «الجهاد» وها هو كاظم الساهر يتغنى للعراق في أمريكا وعلي العيساوي في دمشق وصباح اللامي أصدى بمووايلة في دبي من أجل العروبة وسعدون جابر الذي أعاد اغنيتة الشهيرة «غربة وطن» وفنان العراق الكبير الذي شارك في أوبريت «الجهاد» الياس خضر كتب الجهاد على العراق، طفل يموت دم يراق.. اطفالنا ومن الحصار. شهداء في وضح النهار.. نفس المصير بغداد والقدس الأسير نفس العداء لنا يعود بثياب امريكا يهود.. لمع وعاد الياس خضر من جديد ها هي الاغنية العراقية تعود وتقفزبأمة العزم والانبياء. يامن أعزك رب السماء يا أهل العرب انكم خير امة اخرجت للناس، ها هم يتألقون بعد كل سقوط وحصار وانتصار ليتسيدوا القافلة الغنائية العربية من خلال أناشيدهم وهنا تلازم تفوق «حادي البرنو» في اغنيته الاخيرة التي برزت كثيراً العراق الحر والاهم من ذلك ما يرافق تلك الاغاني من لقطات مهمة تبين مدى كذب وخداع الاعلام الغربي عن غزوه للعراق وعن كرمة للشعب العراقي بتوصيل المؤن لهم ورعايتهم.
وهذه الاعمال الغنائية دائماً وابداً ما تتجلى في بوتقة الشعب العراقي لا للحرب لا للدمار. الاغنية العراقية ستظل حاملة لواء الابداع لواء المقامات والايقاع والنغم العراقي الاصيل والذي أحببه كل العرب».
الاغنية العراقية تسير على نهجها الصحيح برغم ما تعانيه من تعدد طرق الابداع المقفلة فهاهم يعودون كما كانوا، فشهادة اسحاق الموصلي للاغنية العربية تدل على ان الموسيقى والانشاد نبتت في الاصل هنا في شبة الجزيرة العربية وازدهرت في جوها ثم استحدثت ولبست ثوباً جديداً من الحداثة في بغداد التي تعدت الاربعة وعشرين لوناً من الاعمال الفلكلورية الشعبية.
ومن وجهة نظر المتابعين للأعمال العراقية الغنائية يجدون فيها نبتة البروز من جديد عبر آفاق هذه الحرب وتجلي نجمها كما السابق في سماء الوطن العربي وتعيد مدرستها الغنائية المفقودة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved