Thursday 24th april,2003 11165العدد الخميس 22 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إقليم سدير التاريخ والأرض والطبيعة 3/7 إقليم سدير التاريخ والأرض والطبيعة 3/7
«عشيرة سدير» مدينة السيف والمنسف
نشأت عام 950هـ على بئر «الموفية» واستمدت المسمى من شجرة صغيرة

  حلقة أعدها: فهد عبدالعزيز الجعد
نحط الرحال اليوم في مدينة عشيرة سدير حيث نطوف بكم تاريخها ونشأتها وأبرز معالم آثارها القديمة.
عشيرة سدير: بضم العين وفتح الشين والياء وسكون الراء وبعدها الهاء.
هي احد بلدان سدير تقع شمال غرب مدينة الرياض على طريق الرياض - سدير - القصيم، في الجهة الشرقية لسلسلة جبال طويق، وهي ذات موقع فريد من نوعه، فهي تتربع على هضة وتقع هذه الهضبة على ضفاف وادي عشيرة «ابا لمياه» المعروف وايضا على وادي الودي. وهي تحيط بها الجبال من الجهة الغربية والجنوبية. أما الجهة الشمالية والشرقية، فهي عبارة عن سهول منبسطة وممتدة ومراع فسيحة. وهي تعتبر البوابة الشرقية لمنطقة سدير وتبعد عن مدينة الرياض حوالي 130 كم.
نبذة عن تاريخ عشيرة سدير
تأسست عشيرة عام 950هـ تقريباً. وذلك حسب أهالي عشيرة، وبداية تأسيسها يقال ان رجلا من تميم قدم الى الموقع الحالي للبلدة وكان عابر سبيل فبعد ان استظل تحت شجرة تسمى العشر، وكانت اشجار العشر منتشرة بشكل كثيف في الوادي، وبعد ان تناول زاده وارتاح قليلاً، اعجب بالموقع، فقرر الرجل حفر بئر في ذلك الموقع، فحفر البئر وزرع الارض ولقد اسمى البئر «بالموفية» لانه كان مديناً وأوفى دينه من زراعته، اسمى الموقع بعشيرة نسبة لتلك الشجرة الصغيرة التي استظل تحتها ومنها اشتق اسم عشيرة البلدة الحالية.
ولقد عاش هذا الرجل وأبناؤه في عشيرة وتوافدت عليهم اسر وقبائل مختلفة واستقروا فيها ومنها تكونت الأسر الحالية في عشيرة.
ولقد بنيت عشيرة سدير على هضبة متوسطة الارتفاع كما اسلفت سابقاً وتعرف باسم القارة مما جعل من البلدة حصنا حصينا ضد الاعداء في وقت الفوضى والحروب الدامية قبل توحيد المملكة العربية السعودية على يد جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه.
فعشيرة تقع على طريق القادم من الشمال الى الجنوب والعكس في ملتقى وممر للقبائل المتناحرة مما ولد التصادم بين اهل البلدة والقبائل الأخرى، وذلك دفاعاً عن انفسهم وعن ماشيتهم وعن مراعيهم. وكانت مباني عشيرة مبنية بطريقة متراصة بجانب بعضها البعض بحيث تشكل حصنا وكان هناك أبواب تفتح وتقفل حسب رغبة أهالي البلدة فمن الشمال باب الحوش ومن الشرق باب السليل ومن الجنوب باب الحنافا..
وقال شاعر عشيرة ابن فايز:


راس يللي قام بضربه الدجر
يوم المريدي شايلاً بيشانها
اولاد المنيعي نازلين بالخطر
وبيوتهم ما طولوا جدرانها

ولقد زار عشيرة في القرن الثاني عشر احد اشهر شعراء نجد في تلك الفترة وهو الشاعر حميدان الشويعر والذي اعجب بكرم وشجاعة أهالي عشيرة، فمدحهم حيث قال:


اهل عشيرة سيف ومنسف
وي رجال بهاك الظهره

وتعرف عشيرة باسم القارة كرمز للفخر وبث الحماس في نفوس ابنائها، كما قال شاعرها عبدالله بن عبدالعزيز الفهد الجعد في احدى الحروب مع احدى القبائل في المنطقة قديماً.


ربعي هل القارة مرويه الحدود
لاثاره الهيجاء وشب اشعالها
يوم الفشق فيها كما قصف الرعود
او مزنة هلت حقوق اخيالها

كذلك الشاعر الناصري، من اهالي الداخلة عندما مدح اهالي عشيرة واثنى على شجاعتهم وكرمهم اشار الى ان عشيرة لا يوجد فيها سور يحميها وذلك لشجاعتهم. وتعتبر عشيرة هي البلدة الوحيدة في سدير بل في نجد التي لا يوجد عليها سور يحميها لفرط شجاعتهم واقدامهم.
وبحكم موقع عشيرة الفريد، واطلالها على براري واسعة، ورياض غناء فهي ذات حدود واسعة حيث يحدها من الشمال جبل العبيد وجبل المجزل من الشرق وجبل خزة وجبيلات بليبيل والعتش المعروف ومن الجنوب ضلع ثادق والودينية ومن الغرب اعالي وادي الودي المعروف وهذه هي حدود عشيرة.
كما قال شاعرها:


حدها ضلع ثادق والودينيه
حدها العتك وبليبيل قلباني

وكذلك قول احد شعرائها في القرن الثاني عشر علي بن خميس وهو يتوجد على بلدة عشيرة بعدما غادرها لطلب الرزق ثم عاد اليها.. فيقول:


لي ديرة بالبيع ما غلى ثمنها
في خاطري يرجع لها كل مئيزان
شرقها خزه وقبلي وطنها
وادي يسمى فالمسايل وديان
ذكر عشيرة في كتب التاريخ

لم تغفل كتب التاريخ عشيرة والاحداث التي مرت عليها من حروب ومغاز، ولم يكل علماء نجد من ذكر هذه البلدة، فالمتصفح لكتب التاريخ يجد كماً كبيراً من الذكر لهذه البلدة، الصغيرة بحجمها الكبيرة بافعالها ورجالها.ففي تاريخ ابن بشر ورد ذكر عشيرة في الكثير من المواقع وايضا في تاريخ ابن عيسى ورد كم كبير من ذكر هذه البلدة وفي تاريخ المنقور ايضا وفي التاريخ الحديث على يد علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر والعلامة عبدالله بن خميس وغيرهم من علماء المملكة. ورد ذكر عشيرة في تاريخ ابن بشر في احداث سنة 1236هـ و1237هـ و1238هـ و1239هـ.
وفي تاريخ المنقورفي احداث 1099هـ ورد ذكر عشيرة عندما حاصرت قبيلة عنزة عشيرة عدة أيام وحصل قتال بينهم وانسحبوا ولم ينالوا طائلة.
هذا جزء من التاريخ القديم اما كتب التاريخ الحديث فلقد ورد ذكرهم في الكثير منها ونورد ما قاله عبدالله بن خميس في معجم اليمامة في حديثه عن عشيرةفقال:
عشيرة : بضم العين وفتح الشين وكسر الياء وسكون الراء وبعدها الهاء: هي احدى بلدان سدير تقع شمال غرب مدينة الرياض على هضبة جميلة أهلها اهل كرم ونخوة واخلاق حميدة ولقد مدحهم حميدان الشويعر بقوله:


اهل عشيرة سيف ومنسف
وي رجال بهاك الظهره

وهي بلدة يوجد فيها بعض الدوائر الحكومية وفيها مزارع النخيل وذكر بعض اسر عشيرة.
هذا شيء مما ذكر في كتب التاريخ وبعض يسير جدا مما قيل في عشيرة.
الزيارات الميمونة
لقد حظيت عشيرة سدير بشرف عظيم، وهو شرف حضور قادة وحكام المملكة من الأسرة السعودية، هذا ان دل على شيء فإنه يدل على تلاحم القادة، وحرصهم على التواصل مع شعبهم، مما ادخل البهجة والسرور على افراد البلدة وعلى المنطقة بشكل عام.
ومن هذه الزيارات:
1- زيارة الملك سعود: وذلك عندما زار الملك سعود رحمه الله منطقة سدير عام 1373هـ وكان لعشيرة شرف عظيم عندما زارها والتقى بأهاليها.
2- زيارة الملك خالد: كذلك زار عشيرة الملك خالد رحمه الله عام 97 - 1398هـ ولقد اقيم حفل كبير بهذه المناسبة، مما ادخل البهجة والسرور في نفوس أهالي البلدة. ولقد كان في معية الملك خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - عندما كان ولياً للعهد في تلك الفترة.
3- زيارة الأمير سلطان: تشرفت عشيرة بزيارة الامير سلطان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وذلك عام 1419هـ ولقد اقيم حفل بهذه المناسبة. وكان يوماً خالداً في ذاكرة أهالي البلدة.
4- زيارة الأمير سلمان: كان يوماً سعيداً وذلك عندما تشرفت عشيرة بزيارة الأمير سلمان أمير منطقة الرياض -حفظه الله- وذلك عام 1392هـ وكان يوماً سعيداً وخالداً. ولقد اقيم حفل بهذه المناسبة.
آثار عشيرة القديمة:
المباني الطينية
تعتبر عشيرة بلدة بموقعها على الهضبة المتراصة تحفة تراثية تشد القادم اليها فالمباني الطينية ذات الزخارف الهندسية البسيطة التي تعطي للمبنى جمالا وروعة فتشاهد المقاصير النجدية الجميلة والمجالس المجملة بالخطوط والزخارف والفتحات المثلثية والدائرية والشرفات الجميلة على أعلى المباني، والتي تطل على واحات النخيل المحيطة بها من جميع الاتجاهات وفي الوقت الحالي يتهدد جزء من مبانيها بسبب الامطار والرياح.
المساجد الطينية
يوجد في البلدة مسجدان مبنيان من الطين والحجارة.
الجامع الكبير: ويقع وسط البلدة في حي يسمى باب الحوش وهو كبير وجميل ومزخرف بزخارف إسلامية ومئذنة ممتدة ولكن في الوقت الحالي لم يبق منه سوي واجهته الداخلية حيث قامت الدولة بازالته وانشاء مسجد جامع حديث بدلاً عنه في نفس الموقع.
مسجد المرقب
وهو مسجد متوسط الحجم يقع في قمة الجبل وهو جميل مزخرف باشكال هندسية وفتحات ومثلثات ومصابيح وما زال هذا المسجد قائما الى وقتنا الحاضر وتهدد جزء بسيط منه.
المربعة
تقع المربعة في الجهة الجنوبية للبلدة على قمة جبل وهي عبارة عن احجار متوسطة الحجم فوق بعضها البعض بشكل دقيق وجميل ومبنية على شكل مربع وارتفاعها حوالي 5 م وعرضها 4 م * 4 م وهي رمز للبلدة، ومعلم من معالمها. وتستخدم للاستطلاع قديما.
الرجم
رجم البلد او برج المرقب وهو عبارة عن برج مبني بالحجار واللبن وهو مخروطي الشكل وممتد حيث يبلغ طوله حوالي 15 م وقاعدته بعرض 3م * 3م ويقل عرضه التدريجي الى ان يصل الى اعلى البرج وهو في قمة جبل المرقب وهو يحتوي على فتحات صغيرة للمراقبة والحراسة للبلدة من أي عدو قادم اليها. ولقد اثرت عوامل التعرية والزمن مما ادى الى سقوطه ولم يبق منه إلا جزء بسيط شاهد على العصر.
جبل خزة
عبارة عن جبل يقع شرق عشيرة وهو فريد من نوعه وممتد وسط سهل يسمى فيضة عشيرة. ويوجد في قمة الجبل آثار لمنازل قديمة وحجار مصفوفة تدل على اطلال قديمة.
وتحدث ابن خميس في كتابه معجم اليمامة، فقال: خزة جبل ململم اسمر طرف جبال المجزل من الجنوب. يقع في براح من الارض وبروزه يجعله يرى من بعيد واشتهر اسمه في المنطقة وجنوبه العتك ومواقع اودية سدير وشماله العبلة وسهول الملتهبة وجبيلات بليبيل وغرب سدير.
وخزة احيانا يسمون بها المرأة فهذا شاعر يعرض اسم محبوبته ولا يصرح بها فيقول:


سميها في فرعة العتك معتلي
رجماً طويلاً يكشف الخددونه
يا عنز ريم هيفت تتبع الظل
قناصها من طردها كلحت انيابه

جبيلات بليبيل
عبارة عن جبيلات صغيرة امتداد لجبال المجزل وكان قديما يوجد بالقرب منها ابار «قلبان» ومناهل ويعد الرواة انه كان فيها منازل قديمة واندثرت على مر العصور.
القلاع والقصور الاثرية
قصور سمحة
هي عبارة عن مجموعة من القصور الطينية المبنية بالحجارة واللبن وهي شمال بلدة عشيرة على ضفاف وادي المياه وتبعد عن عشيرة الام 3 كم وكانت تسكنها ثلاث اسر من اسر عشيرة هم البرخيل والموسى والجاسر والناصر.. وغيرهم. ومازالت بعض القصور قائمة وان تهدم اجزاء منها.
قصر جعد
هو قصر كبير ومنيع حيث بني بجدارين متلاصقين على هضبة صغيرة ويعتبر قلعة من قلاع عشيرة، ويقع شمال بلدة عشيرة الأم على وادي ابالمياه ويبعد عن البلدة حوالي 2 كم ولقد بناه جعد بن منصور السعيدي من قحطان والذي تنسب له اسرة الفهد الجعد في عشيرة.
ولقد بني هذا القصر في عهد الدولة السعودية الثانية عهد الإمام تركي بن عبدالله والقصر مقسم الى ثلاثة أقسام:
1- قصر للسكن 2- قصر للاقارب 3- قصر الضيافة.
وكان جعد احد رجال الامام تركي بن عبدالله، ولقد غرس النخيل بجانب القصر واسماها السعيدية نسبة لفخذه السعيدي.
ويقول جعد في احدى قصائده بعد بناء القصر:
يا قصر ياللي بني بيدين شجعاني
ما لفتناه عن دايج خطا طيره
قصر مشرفة
وهو قصر كبير يقع شمال البلدة ويبعد 4 كم وهو مبني على ضفاف ابا لمياه وتحيط به النخيل نخيل مشرفة المعروفة وهذا القصر تسكنه اسرة الناصر من بني تميم ومازال القصر قائما في وقتنا الحاضر.
قصور الودي
وهو عبارة عن قصرين في غربي البلدة فالقصر الأول قصر الدريس ويقع شمال الودي وتسكنه قديما اسرة الدريس والعشري من تميم والقصر الثاني قصر ابو حيمد وتسكنه قديما اسرة آل بوحيمد من بني تميم.
قصر الرفيعة
ويقع شرق البلدة وهو قصر قديم وضخم على ضفاف ابا لمياه ولقد بناه جعد بن منصور السعيدي من بني قحطان باعه على علي بن خميس من بني تميم ولقد كانت تسكنه اسرة الخميس ومازالت اجزاء منه باقية.
قصور الضبية
عبارة عن قصرين الأول تسكنه اسرة الهديب من تميم والثاني تسكنه قديماً اسرة الفلاح من بني خالد وتسكنه اسرة المزروع من بني تميم.
مراعي عشيرة
بحكم موقع عشيرة الجميل، فهي تبسط نفوذها على عدد واسع من البراري والاودية ومنها:
وادي المياه: وذكر سابقاً.
وادي اللبيب والعنيب: وهو واد كبير يمتد من الشمال للجنوب ويقع شمال وشرق البلدة، وهو واد فسيح في ارض منبسطة ويسر القادم اليه في فصل الربيع وهو مباعل لأهالي البلدة.
العبلة
وهي تقع في شمال عشيرة في ارض منبسطة وذات اودية وهي ممتدة امتدادا واسعا كبيرا.
فيضة عشيرة والمشرات
هي فيضة واسعة تقع شرق عشيرة وجنوب خزة الجبل المعروف وهي ملتقى عدة اودية مثل ابا لمياه - وادي الفقي سدير - وغيرها.
ولقد تكلم عنها ابن خميس في احد كتبه عندما قال: «انها من اجود وأخصب أراضي نجد وذات اشجار كثيفة».
وادي ابا القلات:
وهو واد جميل تحيط به الجبال ويمتد من الغرب الى الشرق ويقع جنوب عشيرة وهو جميل في فصل الربيع ومقصد لأهالي البلدة ويحتوي على مجموعة من القلات التي تحفظ الماء مدة طويلة.
وادي الودي
وهو عبارة عن واديين الفايج - والعمياء ويلتقيان ويسمى وادي الودي وهو يمتد من الغرب الى الشرق ويقع غرب البلده ويسقي بعض مزارع عشيرة.
الحمرات
وهي تقع جنوب البلدة وهي عبارة عن ارض واسعة ويوجد بها هضبتان متجاورتان وتطل على ارض واسعة ومشبعة وتنتشر فيها اشجار العشر.
الغار
وتحتوي عشيرة على مجموعة من الغيران المنتشرة في الجبال ومنها:
غار مقحم: ويقع جنوب البلدة وهو غار كبير وجميل ويسر القادم اليه ولقد قام أهالي البلدة بتوسعته وتجميله وذلك لكي يكون مريحا لزائريه وملتقى للأهالي ومكانا محببا لاحياء بعض الرقصات الشعبية مثل العرضة النجدية والسامري ومجالس الشعر في المناسبات والأعياد.
غار دبيس: غار كبير يقع في وادي ابالقلات في جنوب البلدة، وهو مقصد لأهالي البلدة في الأعياد والمناسبات.
غار ابو قاطور: يقع هذا الغار شمال البلدة في وادي الهريمي أعلى مشرفة المعروفة في عشيرة ويحتوي على ماء ينزل من الجبل ويجتمع في حوض صغير. وهو على طول العام يوجد به الماء. وسمي ابو قاطور لانه ينزل الماء منه على شكل قطرات ويرتاده هواة الصيد.
أشهر شعراء عشيرة
علي بن خميس، عبدالله الفهد الجعد، فايز الفايز العشري، ناصر الشايقي، متعب الدخيل، ناصر الناصر، عنيزان الفلاح الماضي، محمد الدريس، عليان العليان، وغيرهم من الشعراء.
الزراعة في عشيرة
تعتبر عشيرة بلدا زراعيا من القدم، فلقد كان أهلها يهتمون في الزراعة وذلك لإنتاج محاصيل تفي بغرضهم واحتياجاتهم.
فمن أهم المحاصيل الزراعية: التمر، وهو من أهم المحاصيل الزراعية في البلدة وتنتشر النخيل مشكلة واحات خضراء محيطة بالبلدة، ومن أهم أنواع التمور: السلج، الخضري، الحلوة، الصقعي، المقفزي، الخلاص، المجنون، الى اخره.
وأيضاً من أهم المحاصيل: البر، بعض الفواكه، الخضار، الشعير، البرسيم، وغيره من المحاصيل الزراعية.
مزارع عشيرة ومسمياتها
تقع المزارع في ثلاث جهات شمالية وغربية وجنوبية على امتداد وادي ابا لمياه ووادي الودي وهي كالتالي، نذكر بعضاً منها:
السعيدية، العليا، الهريمي، مشرفة، سمحة، القرهبة، الغريسي، المعمورة، ام قري، الخيس، خيس العبدالعزيز، خوينة، السلق، عسيلة، ام العوشز، الرفيعة، المظل، المروس، القبيلية، السالمية، ظحيكه، الرميلة، الريفية، الرحمانية، الضبيبة، المغرة.. الخ. وغيرها من المزارع.
أما المزارع التي على وادي الودي هي: ام عاير، الوسطى، سلام، فيد القويماني، الجرف، الحرملية، الطويلعة، قليب جعد، المسيعيدي، السلق، القريات، الطوالع، الدواخل.. الى اخره من المزارع.
الحياة الاجتماعية
في عشيرة قديماً
تعتبر عشيرة نموذجاً صغيرا للمجتمع العربي المسلم المتماسك المتمسك بتعاليم ديننا الحنيف. مجتمع عشيرة مجتمع متعاون بين بعضهم البعض منه الاسرة الواحدة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا» فهم متعاونون في جميع امورهم ففي الزراعة يعاونون بعضهم في استصلاح الاراضي وزراعة المحاصيل وسقيها وحصادها وفي بناء بيوتهم ومساكنهم وفي جميع أمورهم.
وكان في كل اسرة رجل يسمى كبير الاسرة يرجع اليه في أمور البلدة ويكون هو المتحدث باسم الاسرة. مجالس البلدة مجالس عامرة بالاجتماع وبالسمر على ما هو مفيد وعلى التوارد والقهوة والشعر. هذه كانت عشيرة قديما وماتزال على هذا النهج حديثاً.
دخول الكهرباء عشيرة
لقد بدأ دخول الكهرباء الى عشيرة عام 1391هـ تقريباً وذلك عندما اتفق اهالي البلدة على احضار مولد كهربائي باحتياج البلدة ولقد ساهم اهالي البلدة وتم احضار المولد والمكينة الكهربائية وتم تمديد الاسلاك الى المنازل. وكان كل هذا بجهود الاهالي مما جعل البلدة والمنازل مضيئة، بعد ان كان اعتمادهم على السراج في الاضاءة مما اضفى على البلدة طابع التطور باحضار بعض الاجهزة الكهربائية التي يحتاجونها. وقال شاعرها عند دخول الكهرباء:


ولعوا كهربا تجهر سلاهيبه
ولعوا دارهم ذربين اليماني

حاضر عشيرة الحديث
هي بلدة تنعم بالأمن والاستقرار فلقد تطورت وازدهرت عشيرة في الوقت الحاضر ازدهارا كبيرا ولم يكن ذلك إلا برعاية واهتمام الدولة حفظها الله بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والأسرة الحاكمة على مر التاريخ.
ولقد تطورت البلدة وشملتها النهضة العمرانية وذلك بعد ان قامت البلدية بتوزيع اول مخطط سكني في عشيرة عام 1400هـ في مكان يعرف بالمحيرس في عشيرة وكان في ارض مناسبة. ولم تقف الدولة عند هذا الحد بل قامت بمنح المواطن قروضا عقارية وذلك لمساعدة ابن الوطن في بناء مسكنه وتوفير كل ما يحتاج اليه، فعمرت المباني مما ادى الى انتقال اهالي البلدة من البلد القديم الى البلد الحديث عشيرة الجديدة والتي تقع على امتداد الخط السريع الرياض - سدير - القصيم فبنيت المساكن الحديثة والطرقات الفسيحة المسفلتة. ولم تال البلدية جهدا في إنارة الشوارع وتشجيرها ورصفها وسفلتتها وعمل بعض المجسمات الجمالية في البلدة وتشجير الحدائق والمنتزهات في البلدة.
ومازلنا ننتظر من البلدية المزيد من الجهد في سبيل تجميل البلدة وتزيينها بحكم انها البوابة الشرقية لمنطقة سدير.
المرافق الحكومية
تحتوي عشيرة على المرافق الحكومية مثل مركز عشيرة والمركز الصحي والمدارس، مدارس الأبناء الابتدائية والمتوسطة، ومدارس البنات الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ومكتب البريد ومازلنا نأمل من الدولة حفظها الله ايجاد بعض الدوائر الحكومية التي تحتاجها البلدة مثل المجمع القروي ومركز الدفاع المدني والهلال الأحمر وتوسيع شبكة الهاتف في البلدة وايضا لا يزال الأمل يحدونا في ايصال المياه المحلاة الصالحة للشرب بدلاً من المياه الموجودة والتي لا تصلح إلا للغسيل فقط.
الجمعية التعاونية في عشيرة
هي عبارة عن شركة تعاونية مساهمة من قبل اهالي البلدة وذلك لتوفير بعض الاحتياجات للبلدة من محلات ومحطة بنزين وغيرها من احتياج البلدة. ولقد نشأت الجمعية عام 1391هـ ولقد قام بتأسيسها أهالي البلدة وذلك لخدمة بلدهم وايصال الكهرباء اليها. وهي ما تزال قائمة برئيسها واعضائها ونتمنى لهم مزيدا من العطاء في سبيل خدمة بلدهم.
التعليم في عشيرة
بدأ التعليم في عشيرة منذ القدم عندما كان مطوع البلدة هو الرجل المعلم لأبناء البلدة في زمن الكتاتيب فكانوا يجتمعون بعد الصلاة في المسجد ليتعلموا أمور دينهم فكانوا يتعلمون القرآن الكريم والحديث الشريف.
وبعد توحيد المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بدأ التعلم المنظم فقد تم افتتاح اول مدرسة للاولاد عام 1374هـ تلاها افتتاح اول مدرسة للبنات في عام 1391هـ ثم اخذ التعليم ينتشر بين ابناء عشيرة حتي عمّ التعليم المتوسط والثانوي فقد تم افتتاح المرحلة المتوسطة للبنين عام 1403هـ ثم المتوسطة الأولى للبنات عام 1404هـ - 1405هـ ثم المرحلة الثانوية عام 1415هـ للبنات.
ولقد ساهمت هذه المدارس في تعليم ابناء البلدة من بنين وبنات كبيراً وصغيراً حتى اصبح ابناء هذه المدينة رجالا يخدمون بلدهم في كافة قطاعات الدولة على اختلاف مراتبهم ورتبهم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved