Thursday 1st may,2003 11172العدد الخميس 29 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وزير الخارجية السوري غداً في بيروت: وزير الخارجية السوري غداً في بيروت:
رسم جديد للتنسيق بين دمشق وبيروت

* دمشق الجزيرة عبدالكريم العفنان:
تواجه السياستين السورية واللبنانية أسئلة حساسة حول مستقبل التعاون بينهما في ظل الضغوط الأمريكية فواشنطن تريد استثمار حالة عدم التوازن الدولي لإعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة، بشكل يتناسب مع موقفها من مختلف الأمور، وإذا كان الضغط على سورية واضحاً، فإن الكثير من الترتيبات السياسية تطال لبنان أيضا. وفق مصدر سياسي لبناني فإن زيارة وزير الخارجية السوري فاروق الشرع إلى لبنان لن تجيب على الأسئلة الحاسمة التي تطرحها الولايات المتحدة حيث من المتوقع ان تتخذ الزيارة التي ستبدأ غدا طابعا تشاوريا شاملا.
وأكد المصدر في تصريح للجزيرة أن الشرع سيحمل معه ملف الضغوط الأمريكية التي تمارس على سورية بكامله، خصوصا ان هناك بندين أساسيين يتعلقان بالوضع اللبناني، فالدبلوماسية السورية حسب نفس المصدر ليست مستعدة لاتخاذ خطوات مرتبطة بعلاقاتها مع لبنان دون الأخذ بعين الاعتبار آلية السياسة اللبنانية، فالملفات التي يمكن ان تعالج حساسة وتتعلق بأمن لبنان، وباتفاقيات عربية حددت علاقة الوجود السوري على الأراضي اللبنانية بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي كما بيَّن المصدر أن هناك نقطتين أساسيتين سيتم التباحث بشأنهما.
الأولى: تتعلق بآلية التنسيق بين دمشق وبيروت لإدارة الأزمة بخصوص الضغوط الامريكية حول حزب الله، وذلك على اعتبار ان ما هو مطلوب اليوم لا يتعلق فقط بشرعية المقاومة، إنما بحماية الوضع الداخلي اللبناني في مواجهة الضغوط، والبحث عن آلية تحفظ مصلحة البلدين، وبين المصدر ان ملف حزب الله تم ربطه دائما بمسألة الحل الشامل وانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا لكن الإدارة الأمريكية اليوم تسعى لتسوية وضع الحزب قبل أي إجراء يتعلق بعملية التسوية، وهو ما يجعل المسألة معقدة ويغلق الأبواب أمام أي شكل من أشكال الحوار بهذا الشأن.
وشدد المصدر على أن سورية لا تعتبر نفسها صاحبة وصاية على المقاومة اللبنانية، وأن موقفها من شرعية المقاومة هو الذي يجعل الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً عليها بشأن حزب الله، كما أكد المصدر ان المشروع السوري اليوم يعتمد على أن موضوع حزب الله يمكن التعامل معه داخليا وفق مشروع سياسي لبناني، لكن هذا الأمر يتوقف على تحرك عملية التسوية ككل؛ فالمسائل مترابطة ولا يمكن فصل شرعية المقاومة عن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، موضحاً أن الأوراق مختلطة في لبنان لأن التسوية السياسية الداخلية لا يمكن ان تقبل بموضوع التوطين وهو ما يعيد حسب نفس المصدر الجنوب اللبناني إلى منطقة التوتر إن لم يكن عبر حزب الله فعبر تشكيلات أخرى.
الثاني: الوجود السوري في لبنان والذي شكَّل خلال السنتين الماضيتين نقطة هامة عبر إعادة انتشاره اكثر من مرة فدمشق لا ترى أن موضوع الضغوط الامريكية يطال هذا الوجود بذاته؛ بل المشروع السياسي لعملية التسوية الذي يريد التعامل على أساس تفكيك التشكيلات السياسية في مواجهة إسرائيل، ومن هذه الزاوية فإن دمشق حسب نفس المصدر حاولت استباق الأحداث عبر تجاوبها مع طروحات السلام الحالية، ولكن السؤال هل ستكتفي الولايات المتحدة بالتجاوب السوري؟ خصوصا ان الإدارة الامريكية لا ترى رابطاً بين الوجود السوري في لبنان وعملية التسوية.
وفي هذا الخصوص شدد المصدر على أن الدبلوماسية السورية حذرة جدا في الدخول بمتاهات المطالب الأمريكية وهي تفضل فتح تشاور واسع مع الحكومة اللبنانية بانتظار ما يمكن ان تسفر عنه الحركة السياسية الأمريكية عبر جولة كولن باول في المنطقة.
واستبعد المصدر أي تجاوب سوري سريع مع المطالب الأمريكية الحالية، خصوصا أن الإدارة الأمريكية لم تحدد بشكل واضح ما يمكن عمله بشأن ترتيباتها السياسية لاستقرار المنطقة، فحتى خارطة الطريق لم تعلن بعد، وربما يطول الوقت قبل الإفصاح عنها خصوصاً انها مرتبطة بوضع أمني وليس بوضع سياسي.
وقال المصدر أن السياستين السورية واللبنانية ستظهران بصورة أوضح بعد مباحثات الشرع في بيروت فمن غير المتوقع حدوث مفاجآت إلا أن الردود السورية للإدارة الأمريكية من خلال آليات سياسية ستمارسها كل من بيروت ودمشق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved