Thursday 1st may,2003 11172العدد الخميس 29 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد أن كان الخجل حاجزاً بين المريض والعيادة.. بعد أن كان الخجل حاجزاً بين المريض والعيادة..
تزايد الوعي بأهمية العلاج النفسي
النساء أكثر تأثراً من الرجال بالعوارض العصبية
الأزواج والآباء عليهم مسؤولية خاصة تجاه الزوجات والبنات

تقرير: سميرة عبدالله
تزداد نسبة الوعي بأهمية الإصحاح النفسي ومعالجة العوارض والأمراض النفسية وتفهم الكثير من المرضى لهذه الأنواع والأوضاع كما أن المجتمع بشكل عام هنا بات على وعي شبه تام بحتمية تعرض بعض أفراده لمثل هذه العوارض التي تتطلب علاجاً كغيرها من الأمراض الأخرى دون حرج أو وجل أو شكوك من وصمهم بالمجانين أو المتخلفين عقلياً.
في الأسطر التالية نورد أمثلة لحالات مشابهة ونتحدث لأحد الاختصاصيين لمزيد من الايضاح..
أمثلة ومواقف
* تقول الأخت س. أ لها أربع سنوات تعاني من مرض نفسي وما زالت تراجع المستشفى النفسي ولكن خفية من الناس ولا يعلم بها إلا الأهل وبعض الأقارب، ولا تريد أن يعلم بها أحد وخاصة أنها كثيراً ما تواجه بالسخرية من بعض الجهلاء في الأمراض النفسية وأن هذا المستشفى سجن للمجانين.
* وتضيف. م. م. بأنها مريضة نفسياً وقد تعطلت عن الدراسة منذ فترة غير وجيزة وهذا المرض هو الذي أعاقها عن تكملة دراستها وخاصة أن حالة التشنج كانت تنتابها من بين حين وآخر وكانت تشعر بخوف الزميلات منها وقلة اختلاطهن بها، وآخر يوم لها في المدرسة عندما أتاها المرض فترة وجيزة جداً ولم تشعر بالإغماء بل شعرت بدوار في رأسها وشعرت بأن زميلاتها يصرخن ويركضن ولا تعلم بأن هذا خوف منها وهذا ما زادها ألماً وجعلها تمتنع عن الدراسة وتفضل الجلوس في المنزل على الذهاب إلى المدرسة.
وتأخذ طيبة. م. خيط الحديث وتقول إن العلم ميز الأمراض العقلية عن الأمراض النفسية كثيراً فالمختل عقلياً لا يعلم بشيء خلافاً عن المريض النفسي تماماً الذي يعاني من الألم وهو يعي ما حوله، وما يزيد الأمور دقة أن هناك أماكن خاصة بالمتخلفين عقلياً وهذا شيء ملحوظ.
وتقول ع. ن. انه يقال عمن يدخل المستشفى النفسي أنه مجنون ولذلك أتحاشى الذهاب إليه وملفي موجود لديهم لكن قطعت المراجعة خاصة أنني رأيت به امرأة كبيرة في السن مختلة عقلياً فخفت من النظرات الجاهلة بأن ينظروا إليّ بمثل هذه النظرات الجاهلة.
ماهية الأمراض النفسية؟
* الدكتور أحمد محمد أحمد يوضح أن الأمراض النفسية تنقسم في مجملها إلى الأمراض الذهانية كالفصام وغيره والأمراض العصبية كالقلق والوسواس القهري وغيرهما، وتختلف نسب الإصابة بهذه الأمراض من منطقة إلى منطقة ومن جنس إلى جنس ومن مرحلة عمرية إلى مرحلة أخرى، أما بالنسبة للنساء عامة فتزيد فيهن نسبة الأمراض العصبية عن الرجال.
ومن ضمن الأمراض التي تصيب النساء بنسبة عالية كالقلق القهري والإحباطات والأعراض الاكتئابية البسيطة وأحياناً يصبن بذهان ما بعد الولادة وهي حالة ليست منتشرة كثيراً ويظهر بعد شهر ونصف الشهر من موعد الولادة، وقد قامت الدولة بتوفير جميع الإمكانات المطلوبات كالمستشفيات النفسية والعيادات الخارجية بالمستشفيات العامة مدعمة بالأطباء النفسيين والباحثين والاخصائيين الاجتماعيين لتوفير جميع خدمات الصحة النفسية وفي كل من هذه الأماكن تجد العيادات الخاصة بالنساء والباحثات النفسيات والاخصائيات الاجتماعيات لتقديم العون للسيدات، ويشمل العلاج جميع الطرق الممكنة كالعلاج الكيميائي بالأدوية والعلاج النفسي السلوكي بمشاركة الباحثين النفسيين والاخصائيين الاجتماعيين فكلهم تكملة لبعض، ومن النصائح التي نسديها إلى السيدات أنه إذا شعرت بأي من الأعراض التي تنبئ بالأمراض النفسية كالأرق المستمر أو الإحساس بالخوف، أو الضجر وكثرة البكاء وظهور بعض الخيالات البصرية أو السمعية بسرعة اللجوء إلى أقرب عيادة للأمراض النفسية، أما بالنسبة للنصائح التي نوجهها إلى الأزواج والآباء بأن يتقون الله في أزواجهم وبناتهم وأن يروحوا عنهن فلقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «روحوا عن القلوب ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت»، ولهذا يجب الاهتمام بالمرضى وخصوصاً النساء بحيث يكون الاهتمام بهن والخروج بهن إلى المتنزهات والأماكن التي تسمح للمرأة بتجديد طاقتها ورؤية المناظر التي تسرها، فإن هذا سيساعدها بلا شك في التخفيف من أعباء الأمراض النفسية.
أما بالنسبة لنظرة المجتمع إلى المريض النفسي فقد اختلفت تماماً عن السابق فقد أصبح المرض النفسي مثله مثل كل الأمراض ومن أقرب الأمثلة أن أحد المرضى قد أخبرني أنه كان في السابق إذا أوقعه حظه مع سائق سيارة أجرة يعرفه كان يضطر إلى النزول قبل أو بعد المستشفى حتى لا يعلم هذا السائق أنه يراجع المستشفى النفسي وأما الآن فهو لا يضطر إلى ذلك لأن الوعي قد زاد وأيقن الناس فائدته وأنهم محتاجون إليه مثل المستشفيات الأخرى وقد كانت نسبة النساء ضيئلة جداً والآن أصبح عدد المراجعات أقرب ما يكون إلى عدد الرجال وهذا دليل على زيادة الوعي.
وتعد المملكة من أكثر الدول اهتماماً بالصحة النفسية من جميع النواحي العلاجية والوقائية، والذي يشهد على ذلك الشهادة الصحية لاتمام الزواج التي لا تهتم بالأمراض العضوية فحسب، بل تهتم بالكشف الطبي النفسي على العروسين للتأكد من خلوهم من الأمراض النفسية والعقلية التي قد تورَّث إلى الأجيال القادمة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved