Thursday 1st may,2003 11172العدد الخميس 29 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

12 - 4 - 1390هـ/الموافق 16 - 6 - 1970م/العدد 298 12 - 4 - 1390هـ/الموافق 16 - 6 - 1970م/العدد 298
معرض الآراء
بقلم أحمد عبدالقادر الفقيه

كنا في مجلس ضم نخبة من وجهاء الرياض ودار الحديث.. والحديث ذو شجون كما قيل ووصل بنا إلى مستوانا الزراعي وما تنتجه أرض هذه الجزيرة المعطاءة وشدني إلى الحديث أكثر قول سعادة الشيخ محمد الجميح.. بالرغم مما ينتجه المزارع لدينا وبالرغم مما يورد للأسواق من مواد زراعية محلية إلا أننا لا نزال نعتبر ما نستورده من الخارج هو أرخص بكثير مما ينتج في بلادنا وهنا سكت هنيهة ثم أردف لكن لا يستغرب فالتكنولوجيا قد خدمت المزارع العربي أكثر مما هي عليه لدينا والعلم وحده هو ما جرف الغرب وأوروبا إلى التصدير بدلاً من الاستيراد وسرني كثيراً وسر الحاضرين هذا القول لأنه صدر من وجيه وضع النقاط على الحروف وفعلا قارنت بين ما ينتجه مزارع وطني وما ينتجه المزارع الكندي حيث وقعت تحت يدي احصائية مقارنة بينهما ملخصها أن كل ثلاثة عمال زراعيين لدينا ينتجون ما يكفيهم ويكفي احتياج شخص واحد فقط والمزارع الكندي ينتج ما يكفيه ويكفي عشرين شخصاً غيره، حقاً أن البون شاسع ولكن ما هو السر.. الأمر بسيط، الأيدي العاملة لديهم أغلى والحصول على الأيدي الماهرة ليس من السهولة..
ونحن على الرغم من عدم فهم مزارعنا لما يزرعه ولمقدار انتاجه ولماذا وكيف وما هي فوائد هذا المحصول نجد أن ما ننتجه أقل بكثير وكثير جداً من المزارع الكندي وهذا عزوه إلى الفلاح ذاته فلو فكر في نوعية الأرض التي يختارها ونوع المحصول الذي يريد انتاجه وكميته وما سيخسر عليه من النفقات وأجر الأيدي العاملة لكان حري به أن يعلم ربحه من خسارته ولكن معظم المزارعين يميلون إلى هذا القول «لو حسب الزارع مازرع» إذا.. كان هذا هدفه فلماذا يزرع؟ لماذا لا يترك الزراعة لمن هو أعرف بشؤونها، أشياء وأشياء تنقص مزارعنا لا يزال يجهلها.. ونتيجة نقصها الاستهلاكية، نعم الكل يذكر أن كيس القمح الكندي يباع بثلاثة وعشرين ريالاً بينما القمح الوطني يباع بأربعين ريالاً بالاضافة إلى أنه ليس هنالك عليه ضرائب أو ما شابهها لأن دولتنا ساعدت ومازالت تساعد الفلاح بالمرشدين والآلات والمبيدات.. الخ بينما القمح الكندي أخذ عليه جمارك وحمولات وغيرها.. هل يعتقد فلاح بلادي أنه لو كان انتاجه بالوفرة وعلى جودته أرخص من المستورد أنه سيبقى بين يديه؟ كلا!
أنا أجزم بأنه لن يُستوردَ شيئاً إذا كان الانتاج يكفي ووفقاً لسعر أرخص.. لكن عدم أخذ المزارع بمبدأ الزراعة الحديثة واعتماده على معلومات قديمة كل هذا اثر في انتاجه، وبالتالي صرف المستهلك إلى شراء ما هو أرخص بغض النظر عن النوع أو المصدر فهلا فكرت عزيزي المزارع معي قليلاً قبل أي نقاش وعملت على الأخذ بما هو كفيل بإنماء محاصيلك الزراعية وبلورت معلوماتك بمساعدة المرشدين ووعيت ما نصحوك به، ثم اختبار نوع الأرض وانتاج ما هو حري بأن يكون محصوله أوفر من غير فلكل تربة نوع من الشجر.. وليست كل تربة قابلة للانتاج.. هذه خاطرة رأيت تدوينها وأملي كبير بأن أراك وأنت يشار إليك بالبنان.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved