Friday 2nd may,2003 11173العدد الجمعة 1 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سوريا بين الضغوط الدبلوماسية والاتهامات الأمريكية البريطانية المتزايدة سوريا بين الضغوط الدبلوماسية والاتهامات الأمريكية البريطانية المتزايدة
د. عبدالله بن سالم الزهراني

أثناء الحملة الدبلوماسية التي حشدتها الولايات المتحدة وبريطانيا لاستصدار قرار من الأمم المتحدة بشأن عودة المفتشين دون شروط قبل قرابة خمسة أشهر، نجحت في الحصول على إجماع فيما يخص قرار مجلس الأمن رقم 1441 بعد أن صاغته مع بريطانيا بطريقة ضمنت فيه الإنذار بعواقب وخيمة على العراق. سوريا سعت مع فرنسا وروسيا والصين إلى إجراء تعديلات على هذا القرار قبل صدوره ونجحوا إلى حد ما بحيث لا يكون ذلك القرار مخولاً لاستخدام القوة العسكرية ضد العراق آلياً رغم أن أمريكا وبريطانيا تعتبران أن ذلك القرار يخولهما ضرب العراق دون الحاجة لقرار ثانٍ من مجلس الأمن.
هذا الموقف السوري كان بحكم موقعها كعضو غير دائم في مجلس الأمن ولذا فإن الولايات المتحدة كانت حريصة على كسب صوتها بشأن ذلك القرار. ولكنها لم تنجح لاستصدار قرار ثان لأنها لم تستطع الحصول على الأصوات التسعة اللازمة. وكان قرار سوريا رافضاً لاستصدار قرار ثان يجيز استخدام القوة ولذلك سجل عليها هذا الموقف واعتبرته أمريكا موقفاً عدائياً رغم أن هذا موقف دول عديدة أخرى في المجلس.
إن هذا الموقف الأمريكي البريطاني من سوريا وهذه الاتهامات لم يفاجأ بها المراقبون ولا المحللون السياسيون ولا الدول العربية ولا حتى سوريا ذاتها، لأن الولايات المتحدة وحتى من قبل غزوها للعراق وهي محددة ومرتبة مواقف لترويض سوريا ومحاولة احتوائها وبالذات مع تشدد موقف سوريا ضد حرب أمريكا وبريطانيا وغزوهما للعراق.. ربما يكون المفاجئ في هذا الشأن هو تشدد الموقف الأمريكي بعد مرور أسبوعين من الحرب و محاصرة القوات الأمريكية بغداد والشعور بالخطر أو افتعال الشعور بالخطر من الحرب الليلية واتهام سوريا بتزويد العراق بمناظير ليلية. ولكن بعد سقوط بغداد زادت حدة الاتهامات كما زاد عدد الاتهامات. إن السبب قد يكون محاولة من أمريكا وبريطانيا لشد انتباه العالم لأمر جديد بحيث يجعلهم يفكرون وينشغلون ويتساءلون عن جدية أمريكا واحتمالية غزوها لسوريا وبالتالي تجاهل ما يحدث للمدن العراقية ومؤسساتها التعليمية والثقافية من سلب ونهب وما يحدث للعراقيين من قمع وقتل تحت إشراف الولايات المتحدة وبريطانيا وبمباركتهما. و ربما يكون ذلك من باب مبدأ ضرب الحديد وهو حامٍ. بمعنى أن أمريكا وبريطانيا وصلتا بقواتهما واحتلتا العراق وأصبحت الفرصة سانحة لتصفية حسابات قديمة ولمحاسبة سوريا على مواقفها القديمة والحديثة ومحاولة إخضاعها للإملاءات الأمريكية لكي تقبل بسلام منقوص مع الكيان الصهيوني. إن لدى أمريكا فرصة لتضغط على سوريا طالما قوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني أصبحت بقدرة قادر على الحدود السورية العراقية بدلا من استدعائها في فترة زمنية لاحقة أخرى.
بوش ورامسفيلد قالا إن أمريكا طلبت من سوريا أن توضح موقفها هل ستكون مع الغزو أو مع النظام العراقي وخلال 12 ساعة ردت سوريا بأنها ستكون مع الشعب العراقي. رامسفيلد وبوش وكونسليزا رايس وفليشر يكررون بين وقت وآخر خلال الأيام الأخيرة موقف سوريا وردها وينظران إلى هذا الموقف بأنه جريمة تستحق سوريا عليها العقاب. لم يقولوا عن ألمانيا أنها اختارت ولا عن فرنسا ولا عن روسيا ولا عن الصين ولا عن كثير من الدول العربية فماذا يعني تحديد سوريا وتذكيرها بموقفها بين وقت وآخر.
ما فتئت أمريكا منذ فترة طويلة وهي تتهم سوريا بالإرهاب وبأنها بلد يأوي الإرهاب ويحميه بل ويسلحه وفي ذلك الوقت كان ذلك الموقف الأمريكي تضامنا مع المواقف الصهيونية العدائية ضد سوريا.
وعلى كل حال حتى الضغوط الأمريكية هذه الأيام هي تضامن مع العدوان الصهيوني وتحقيق لرغبات شارون ومنها رغبة بأن تقوم أمريكا وبريطانيا بوظيفة الحرب ضد سوريا بدلا من أن يقوم بها شارون.
لم يكن الموقف السوري ليعجب الولايات المتحدة منذ زمن بعيد لا لشيء، إلا لأن جزءاً من أراضي سوريا تحت الاحتلال الصهيوني كما هو الحال بالنسبة لأراضٍ لبنانية ولأراضٍ فلسطينية. سوريا تقف مع القضية الفلسطينية ومع جارتها لبنان وتؤيد مواقف اللبنانيين والفلسطنيين تجاه حقوقهم.
وفي الوقت نفسه فإن سوريا تسعى إلى استرداد أراضيها المحتلة منذ عام 1967م. دخلت سوريا في ثلاث حروب ضد الكيان الصهيوني منذ عام 1948م مشاركة مع الدول العربية الأخرى ناهيك عن الهجمات المتقطعة وتبادل إطلاق النار بين الطرفين والهجمات الفردية من قبل جيش الاحتلال الصهيوني على سوريا وكذلك غزوها للبنان عام 1982م.
كل ذلك يجعل سوريا على الدوام تأوي اللاجئين وبعض قياديي المنظمات التحريرية الفلسطينية ودفعها إلى مساندة حزب الله في النضال من أجل إخراج الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان. كما تسانده في المواقف السياسية من أجل هذا الشأن وهذا ليس موقف سوريا لوحدها ولكن موقف كل دول العالم العربي والعالم الإسلامي والعالم المتحرر الذي يؤمن بحقوق الشعوب في النضال والكفاح من أجل طرد الاحتلال. إن مواقف سوريا السياسية كانت تتطلب منها رفض المواقف الأمريكية الداعمة مادياً ومعنوياً للمواقف الصهيونية تجاه سوريا ولبنان وفلسطين.
إذا كانت هذه المواقف السورية تجاه قضيتها وأرضها وتجاه القضية الفلسطينية وتجاه احتلال جنوب لبنان تسمى إرهاباً فماذا نسمي المواقف الأمريكية تجاه ما تفعله للكيان الصهيوني وما تفعله ضد مصالح الشعب الفلسطيني وضد مصالح الدول العربية في عمومها؟ ماذا نسمي دعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني بالسلاح والمواقف الدبلوماسية المنحازة منذ نشأة الكيان الصهيوني؟ ماذا نسمي تزويدها بالسلاح لشارون لاستخدامه في قتل الفلسطينيين نساء ورجالاً وشيوخاً وشبابا وجل هؤلاء من المدنيين؟ ماذا نسمي وصفها لشارون بأنه رجل سلام وأنه راغب في السلام ومحب السلام بينما يديه ملطخة بدماء الفلسطينيين واللبنانيين والمصريين والأردنيين؟ كيف يكون رجل سلام من منظور أمريكا وهو مسؤول مسؤولية مباشرة عن قتل ثلاثة آلاف فلسطيني في صبرا وشاتيلا؟ وماذا نسمي مباركة الولايات المتحدة وتأييدها لمحاصرة القرى والمدن الفلسطينية في صبرا وشاتيلا؟ ماذا نسمي مباركة الولايات المتحدة وتأييدها لمحاصرة القرى والمدن الفلسطينية وترويع سكانها وتخويفهم من قبل العسكرية الصهيونية الظالمة طوال أكثر من سنتين دون أن تتدخل الولايات المتحدة؟ ماذا نسمي قيام الكيان الصهيوني بحرق الأرض وتجريفها في فلسطين وهدم آلاف المنازل وتشريد السكان الفلسطينيين وأمريكا تساند وتبارك؟ أليست كل تلك المواقف الأمريكية عدائية؟ أمريكا تسمي هذه المواقف دبلوماسية ولكن تطلق على مواقف سوريا تجاه سياسات أمريكا بأنها عدائية!!
النظرة الأمريكية غريبة وعجيبة وهي أن مفهومها للإرهاب نابعة من منظورها لوحدها لهذا المفهوم وتفصيل مقاس محدد من الفولاذ ليس فيه مرونة للتمدد ولا للتمغط لكي يقبى استثناءات أو وجهات نظر، حيث أن مفهوم أمريكا للإرهاب يحاول بل يسعى جاهداً إلى خنق حق الشعوب في مقاومة الاحتلال ونعت هذا الحق بأنه إرهاب. وكل ذلك من أجل منع العرب من ممارسة حقهم في الدفاع عن أرضهم واستردادها. تود أن تميت المقاومة الفلسطينية حيث تعتبر كل المنظمات الصهيونية وتود أن تميت المقاومة السورية في استرجاع هضبة الجولان والعودة إلى حدود عام 1967م. كل هذا النوع من النضال لن يكون مستثنى من مفهوم الإرهاب الذي تتبناه الولايات المتحدة. أمريكا تسعى للحيلولة دون أن يكون هناك اتفاق على مفهوم الإرهاب تناقشه وتقره الأمم المتحدة.
إن أمريكا وعما قريب ستعتبر ما يقوم به الشعب العراقي ضد تواجدها على أراضيه إرهاباً وستعتبر أن من يقاوم ضد تواجدها هم من أتباع النظام العراقي ولذلك فهم يستحقون القتل.
وبهذه التهمة ربما تقضي على معظم الشعب العراقي بتحويرها لمفهوم هذه التهمة. إن هذا هو ما تفعله أمريكا والنظام المساند لوجودها في أفغانستان حيث يقتل العديد من الأفغان بحجة أنهم من اتباع طالبان واتباع تنظيم القاعدة بينما هم أناس يرون في التواجد الأمريكي على أرض أفغانستان استعماراً وانتهاكاً لسيادة الوطن الأفغاني وأنه لم يقدم خدمة للشعب الأفغاني بل على العكس قتل الآلاف من أبناء الشعب الأفغاني وأخذ أعداد منهم إلى جوانتانامو. ولم يحقق هذا التواجد لا سلاماً ولا أمناً ولا رخاءً.
بعد أن زادت الاتهامات على سوريا بامتلاكها أسلحة دمار شامل وأنه خبأت أسلحة عراقية للدمار الشامل هربت إليها وأنها جربت أسلحة كيماوية قبل سنة ونصف السنة بدأت سورياً في هجوم سلمي مضاد عن طريق الأمم المتحدة لكي تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.
سوريا تقول إنه بدلاً من توجيه الاتهامات لها من قبل أمريكا ودخول بريطانيا على الخط كحليف لأمريكا لماذا لا نضع الموضوع كله في يد الأمم المتحدة إذا كان الهدف الحقيقي للولايات المتحدة هو نزع أسلحة الدمار الشامل بعدما تعتقد أمريكا أنها سعت إلى ذلك في العراق رغم أنها لم تجد أي شيء من أسلحة الدمار الشامل في العراق حتى الآن ولكن لا يزال الأمل يحدوها بأن تكتشف أو ترتب الأمر أن يخلق ليكتشف. إن ذلك لا يزال في علم الغيب ولكن كل الاحتمالات بالمصطلح الأمريكي مطروحة بكشفها أو إيجادها وكشفها ومن له القدرة غير أمريكا على إظهار الحقيقة أو دفنها!!.
السؤال الذي طرحته سوريا هو ماذا عن أسلحة الدمار الشامل في إسرائيل؟ على هذا الأساس تقدمت سوريا مدعومة من الدول العربية بمشروع قرار إلى هيئة الأمم المتحدة ممثلة في مجلس الأمن يوم الأربعاء 16/4/2003م للمطالبة في جعل منطقة الشرق الأوسط برمته خال من أسلحة الدمار الشامل. وهذا يعني استعداد سوريا المبدئي لتوقيع أي اتفاق وخضوعه للمراقبة فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل ولكن في نفس الوقت فإن ذلك يعني أن كل دول المنطقة بما فيها الكيان الصهيوني لا بد أن يخضع لهذا القرار وعلى ما يقر من مجلس الأمن وكذلك الموافقة على نزع أسلحته النووية والكيميائية والبايلوجية. وكذلك الخضوع للرقابة والتفتيش.
إن المؤكد هو أن الكيان الصهيوني هو من يمتلك أسلحة دمار شامل رغم أن هذا الكيان لم يعترف يوما بامتلاكه لمثل هذه الأسلحة ولكن الاعتقاد السائد لدى أغلب دول العالم أن هذا الكيان الصهيوني يمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية بالذات. فهل توافق الولايات المتحدة على مشروع هذا القرار أم تقف ضده قبل التصويت عليه أو استخدام الفيتو عند عرضه للتصويت؟
من المؤكد أن القرار لن يمر بسهولة وسيكون هناك تدخلات وضغوط أمريكية بريطانية ربما لإعاقة تبنيه، هذا يعني أنه مسودة مشروع ولكي يصبح مشروعاً لابد أن يتبناه على الأقل تسعة أعضاء في مجلس الأمن. وعند التبني لن تترك أمريكا وبريطانيا هذا المشروع دون تمحيص وصياغة ربما يجعلان فيها ثغرات يفلت منها الكيان الصهيوني وقيود تلزم سوريا وبقية الدول العربية وهذا يعني أن سوريا ربما لن تقبل وستحاول عرضه بالصيغة التي تلزم جميع الأطراف في المنطقة بنزع أسلحة الدمار الشامل. عندها سيعرض القرار وستستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضده.
إن على سوريا أن تتعامل مع هذه الأزمة بحكمة وروية في اتخاذ القرارات الصائبة وتضع في حسبانها أنها أمام قوة غاشمة لم تعد تهتم بالمنظمات الدولية ولا بقراراتها ولا بالعودة إليها وستستمرئ العدوان على الآخرين دون الرجوع لمجلس الأمن. كما أن على سوريا أن تدرك أن مواقف الدول العربية ومهما تشددت لن تستطيع أن توقف العدوان في هذه المرحلة لو فكرت فيه الولايات المتحدة.
سيجب العرب والمسلمون ودول عدم الانحياز وكثير من دول العالم الضغوطات والاتهامات على سوريا ولكن لن تستطيع عمل شيء إذا تطورت الأحداث إلى مرحلة الحرب.
ليس من مصلحة سوريا في الوقت الراهن أن تأوي أحداً من نظام الحكم العراقي لأنه من المفترض أن أياً من قياديي الحكومة العراقية لا يخرج من العراق. إنه من الأشرف لكل منهم أن يبقى ويقاوم الأمريكان والبريطانيين على أرض العراق ويموت على أرض العراق أو يحيا. الشهامة العربية وإيواء المستغيث شيء جيد ولكن الأكثر جودة هو أن يقاتل هؤلاء ويختبئون ويناورون على أرض العراق ليس من الشيم العربية الجبن والفرار والتخلي عن الوطن. لا بد لسوريا أن تحسب المعادلة بهذا الشكل في هذا الشأن.
أما فيما يخص أسلحة الدمار الشامل فقد بدأت سوريا بخطوة المشروع المقدم إلى الأمم المتحدة وعلى سوريا أن تطالب بإثباتات عن الإدعاءات الأمريكية سواء في تهريب الأسلحة أو تجارب الأسلحة الكيماوية. ولكن على سوريا أن ترفض رفضا قاطعاً عملية التفتيش من أساسها لأن التفتيش أثبت دائماً أنه تمهيد للغزو وإذا كان لابد من التفتيش فليكن بعد قرار مجلس الأمن ومعاهدة لنزع الأسلحة موقعة من سوريا والكيان الصهيوني وكل دول المنطقة.
سوريا بحاجة إلى تكثيف العمل الدبلوماسي والاستمرار في الحوار المفتوح مع الولايات المتحدة ومحاولة الابتعاد عن الخطابات السياسية العنترية والمستفزة في هذا الظرف. سوريا بحاجة إلى دبلوماسية نشطة موجهة إلى دول العالم المؤثرة مثل فرنسا وألمانيا واليابان وروسيا واليابان. سوريا بحاجة إلى دعم الدول العربية والإسلامية من خلال تحركات سياسية لكل هذه الدول ليس تجاه بعضها فقط وإنما إلى دول العالم المختلفة لشرح وجهة النظر السورية والرد على المواقف الأمريكية إذا لم ينجح الحوار المباشر مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
سوريا بحاجة إلى ضبط النفس أمام الاستفزازات الصهيونية التي لا شك أنها المحرك الأساسي لهذه الاتهامات الموجهة إليها من الولايات المتحدة وبريطانيا. سوريا بحاجة إلى تنسيق المواقف مع اللبنانين والفلسطينيين بما يحافظ على المصالح القومية لسوريا ولبنان والقضية الفلسطينية.
إن تصريحات المسؤولين الأمريكيين وصناع القرار في الولايات المتحدة وعلى رأسهم الرئيس لا تطمئن وتفرض نوعاً من التشاؤم عند كثير من المحللين السياسيين وخاصة عند تفحص خطاب الرئيس بوش الذي ألقاه في شركة بيونج في وسط الولايات المتحدة عندما قال: إن الإرهابيين والدكتاتوريين لن يكونوا بمنأى عن الملاحقة الأمريكية لهم في أي مكان وهذا يعني إياك أعني واسمعي يا جارة بغض النظر عن صحة الوصف بالدكتاتورية. سوريا وإيران جارتان للعراق. فهل هما الجارتان المعنيتان؟؟

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved