Friday 2nd may,2003 11173العدد الجمعة 1 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الخطوة الأولى الخطوة الأولى
ما بين قلبي وعقلي!!
نجود أحمد (*)

الدنيا قد توُقفنا لحظات تدمع العين فيها يوماً.. وتزيلها بسمة الغد.. وأتراح الساعة تزيلها أفراح الساعة القادمة..
فكما لكل شيء مني هذه الدنيا نقيض.. كالحزن والفرح.. كالميلاد والموت.. كالخير والشر.. كالحب والكره.. أجد في نفسي أعظم نقيضين والصراع معهما قد هد كاهلي.. ألا وهما قلبي وعقلي..!!
فمن لم يصادفه يوماً صراع ما بين القلب والعقل.. سيجد هذه السطور مملة.. أما من واجهته، فسيدرك معاناتها.. معاناة الصراع بين الواقع والحلم.. قلبي الذي تملك عرش كياني وضميري فأصبح الموجه لي في الحياة فأسلكني دروباً مظلمة.. ومنعطفات شائكة فيها أصناف العذاب والمرار..
وقد لامني بعض الصحب على ما وجدوني عليه.. فكان ردي.. عقلي سيسلب مني محبة.. الناس.. وقلبي يهبها لي.. فالأفضل أن يغشى هذا العقل في سبات عميق..!
ولتحي المحبة.. واتباع قلبي الصادق بنواياه.. وماذا حدث بعد ذلك؟! تمزقت إرباً.. إرباً.. خسرت كل شيء.. خسرت ذاتي وكياني في مجتمع شحيح غير معطاء..
وبدأ عقلي يطرق نوافذ ضميري راجياً التدخل.. وكم من مرة رفضت الامتثال لما يصدره لي.. وكنت أفعل عكس ما يمليه لي.. حتى بدأت أؤمن به.. حينها أدركت حقاً أهمية التفكير المزدوج بين العقل والقلب.. وأدركت أن العيش الهني هو تركيبة من عقل وقلب.. فلماذا يا قلبي تمردت على عقلي..؟! لماذا يا قلب خذلتني..؟!! إذا كانت الأمور قد ترتبت هكذا.. لماذا يضعنا القلب أحياناً في فوضوية تبعثر ما نظمه العقل..؟!!
أأعلن عصياني على قلبي..؟ أم على البشر..؟!
ولأنني أدرك الآن أن من لم يعرف صراع العقل والقلب.. سيضع الظنون بي..
إنما الجرح الجديد في جسدي أنا، ولذا أجدى بي أن أطرد قلبي وعقلي معاً على ألا تدوسني أقدامهم وظنونهم.
إن شجاعتي تنهار وبين رغبة جنونية للصراخ دون عقلي..
عقلي الذي يطالب بطرد حلمي من قلبي.. وقلبي يهددني بمغادرتي كي يسكن تحت نوافذ الحلم..
إن عقلي منحاز إلي.. لكن قلبي عنيد بحبه مثل بحر مجنون.
وأيهما أفضل.. أن يغادرني عقلي فأعيش مجنونة..؟! اما يغادرني قلبي فأموت..؟!؛
فلا غنى بعضهما عن بعض.. فإذا أخذت بعقلي كسبت كل شيء أريد وسأخسر أعظم شيء ألا وهي محبة الآخرين..
وإذا أطلقت العنان لقلبي كسبت محبة البشر.. ولكن سأخسر الكثير والكثير.. فسوف يتجاوزني قطار الحياة.. وسأظل جاثمة على ركبي أنظر إلى من بعدي من الأجيال..!!
فلا غنى للعقل عن قلب يتوجه بحلاوة الكلام..
ولباقة التصرف..
ولا للقلب غنى عن عقل يدير ويوجه إليّ الأمر السديد..
فالعقل والقلب صديقان حميمان مكملان بعضهما البعض..
فهنيئاً لمن جمع بينهما..

(*) الرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved