Friday 2nd may,2003 11173العدد الجمعة 1 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

« شواطئ » تستنطق عبدالله بن بخيت في حوار ساخر وساخن: « شواطئ » تستنطق عبدالله بن بخيت في حوار ساخر وساخن:
أوقفت بسبب (الدنبوشي) وأجيد «المحيور داخل الثمنطعش»!!
أحببت (الفليت) وعشقت الغبار وهكذا تطرد من (شلة الحداثيين)!!
كل (عيال) الرياض هلاليون ومحمد عبده له سلطة ديكتاتورية!!

  حوار: فهد الغريري
عبدالله بن بخيت كاتب مشاغب بمعنى الكلمة أو هجومي كما يحب ان يطلق على نفسه، صاحب مقالات مثيرة دائماً ما تختلف حولها الآراء ولكنه يظل صاحب أسلوب ساخر مميز ومطلوب، ابو يارا كشف أوراقه من خلال (شواطىء) وقال هنا ما لم يقله في (يارا).
* أين كانت بدايتك الصحفية؟ وهل تذكر عنوان ومضمون اول مقال لك؟
بدايتي كانت في اليمامة ولا اذكر اول موضوع لي ولكني اذكر اول مقال جاد لي وهو عبارة عن رد على عبدالله الزيد الشاعر المعروف والرجل الكريم وهو المقال الذي جعل الناس تعرف عبدالله بن بخيت.
* هل هذا المقال هو الذي كوّن الصورة عنك بأنك كاتب (مشاغب)؟
غير صحيح، السبب الوحيد الذي كون هذه الصورة هو اني الوحيد الذي دخلت في صراع مع محمد العلي في اوائل التسعينات وتشكلت هذه الصورة عني بسبب ان محمد العلي لم يدخل معه احد في صراع مشابه، لكونه احد الأسماء «المجللة» في الساحة!
* ولكن عرف ايضا عنك انك كثيرا ما تثير الآراء حولك بمخالفتك التوجهات السائدة؟
ذلك لأني كنت معتزاً برأيي فرغم اني كنت من ضمن (شلة) الحداثة ذلك الوقت ولكني كنت مختلفاً عنهم تماماً ولم انضم الى ما كل ما يعتقدونه فقد كنت اتفق معهم من حيث الجوهر ولكن من حيث التفاصيل لم أكن من ضمن الفريق فمثلا لم أكن أتفق معهم في كل شيء محمد العلي وفيروز وما إلى ذلك من الأسماء المسيطرة على الذهنية الثقافية ولذلك ظهرت في صورة المعارض أو (المشاغب).
* ولكننا نشاهد الآن ردود فعل كثيرة من خلال عزيزتي الجزيرة تختلف معك في كثير مما تطرحه بل انه خلاف يصل إلى حد التهجم أحياناً!
القراء انواع مختلفة والناس الذين ينتقدونني هم نوع واحد الى درجة اني اشك ان هناك تنسيقاً بينهم! السبب هو اني أكتب رأياً مخالفاً للسائد لأنني لو كنت مؤمناً ان السائد صحيح فلماذا اكتب؟ هل اكتب لأكرر ما يقوله الآخرون أو لإثبات ما هو ثابت وسائد؟! أنا أنتقي الزاوية التي أرى اني اختلف فيها مع ما يطرح ولهذا يحصل الصدام، ثم ان هناك رسائل كثيرة تصل لي تؤيدني فيما أذهب اليه ولكن عندما تنتقد وتعبر عن رأيك بوضوح تأتي ردود الفعل على شكل الهجوم وهذا ما يجعلها تبدو كثيرة!
* السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا ترد على منتقديك، هل هو غرور؟
أنا أشد الناس تواضعاً، ولكن هل تعتقد انه من الممكن الرد على هؤلاء؟
* انا انقل لك وجهة نظر وتساؤلات شريحة من القراء والمتابعين.
في مجال النشر قد تصل إلى أشياء عندما ينتقدك فيها أحد، وتريد ان ترد يبقى لزاما عليك ان تتخطى خطاً معيناً انت لا تستطيع ان تتخطاه! وبما انك قلت رأيك فإن العودة للدفاع عن رأيك ودعمه بالأدلة والبراهين يعتبر تخطياً لبعض الخطوط التي لا يقبل رئيس التحرير بتخطيها! فمثلا مقالتي عن مأساة الشباب السعودي المتمثلة في قلة الفرص المتاحة للمتعة والترفيه في هذه السن أثارت ردود فعل شديدة كلها تتهمني بتجاهل تعاليم معينة، والرد عليهم جاهز ومنطقي وهو في ذهن الكثير حتى من القراء انفسهم ولكنه يبقى في حدود المحظور بسبب أن هؤلاء المنتقدين يمثلون الصوت العالي على مستوى المجتمع او الصحف فهم ضمن التيار بينما تعتبر أنت ضد التيار! ثم إن زاويتي يفترض فيها أن أكون أنا من يكتبها وليس القراء ولذلك إذا أردت الرد فسأرد من خلال عزيزتي الجزيرة وليس من خلال الزاوية وهو ما فعلته قبل ذلك لأن أريد لقراء زاويتي ان يجدوا طرحاً جديداً في كل مرة.
* هذه المكتبة المليئة بالروايات والقصص يبدو اثرها واضحاً على كتاباتك واستشهاداتك ما العلاقة بين الأدب والثقافة عند عبدالله بن بخيت وبين (السوالف) الشعبية البسيطة التي تطل علينا بين فترة واخرى من خلال (يارا)؟
كان اهتمامي أصلا في القصة والرواية، كنت اقدم بعض الدراسات والترجمات وسبق أن ترجمت كتاباً كاملاً حول الرواية في جريدة الرياض ولكن الذي جعلني اميل للكتابة الصحفية أكثر لاني بطبيعتي احب الأدب الواقعي النقيض للأدب الحداثي، الأدب الشعبي البسيط بحيث يكون فيه تواصل مع المتلقي، باختصار انا عندما اكتب لا أضع في ذهني النقاد ولكن الناس البسطاء ولذلك أكتب النص بحيث يفهمه رجل الشارع البسيط وهذا ما جعلني اترك الصفحات الثقافية وأتحول لكتابة زاوية يارا.
* في زاويتك تضع الايميل والفاكس، لماذا هذه التقليدية؟
انا أول من وضع ايميله في الصحافة السعودية ولكني اضفت الفاكس لأن الكثير من القراء لا يستخدمون الايميل وانا يهمني التواصل مع قرائي (حتى لا تقول اني متعالٍ على الناس)! علما بأني ضد فكرة وضع الكاتب عنوانه في مقالة فهي فكرة غير مفيدة للكاتب ولا للجريدة وذلك لانه لو كان في الجريدة سكرتارية حقيقية بحيث يكون رد القراء عن طريق الجريدة وينشر هذا الرد، فالآن ردود الفعل التي تأتي للكاتب كأنها رسائل شخصية، وهذا غير صحيح لانها ردود فعل على مقال نشر في الجريدة، وإذا كل كاتب يضع عنوانه فهو بذلك امتص من الجريدة مادة هامة جداً.
* اطلقت اسم ابنتك على زاويتك فهل هذه (نرجسية)؟
ولماذا هذا التفسير الغريب؟ انا ما اخترت هذا الاسم لابنتي أصلاً إلا لأنه جميل وأعجبني ولذلك فأنا تقدير للقراء أضع اجمل ما عندي.
* كتبت مقالاً عن (الدنبوشي) أثار ضجة كبيرة وأوقفت بسببه، هل أنت مؤمن بما قلته وادى الى إيقافك؟ أم أن ميولك الكروية كان لها دور في رأيك الذي اثار حفيظة بعض الناس؟
- سؤال مهم حقيقة فالصورة لم تتضح لدى الكثير، والحقيقة ان المقال كان مقالاً ساخراً فحتى الأسماء والمصطلحات التي وضعتها واضح انها غير حقيقية وكنت أداعب ناصر الجوهر بكلامي، ولكن هناك جهة معينة لديهم إحساس اني هلالي ولذلك لا يرضيهم أي شيء يكتب ولذلك اخذوا هذا المقال على انه اتهام وتجنٍ بينما هو مجرد دعابة ونكتة، وأصلا انا شخصيا غير مؤمن (بالدنبوشي) واعتبره خرافات وضحكاً (على الدقون)! مثلها مثل الزار وغيره كلها اعتبرها من المخيال الشعبي وقد كتبت عنها لطاش ما طاش كنوع من الاستهزاء بهذه المعتقدات، ولكن يبدو أن من لديهم حساسية تجاهي بسبب ميولي (المزعومة) وظفوا هذا المقال حسب نظرتهم فقاموا بتقديم شكاوي تتهمني بأني اتهم نادياً أو أشخاصاً معينين بالتعامل مع (الدنبوشي)!
* بعد أن انتهت فترة إيقافك كتبت مقالة أشرت فيها الى ان الكاتب يجب عليه أن «يحيور في منطقة الثمان طعش»، هل يمكننا القول ان هذه المقالة (رغم توجيهها للكتاب) هي عبارة عن رسالة للرقيب؟
هي رسالة للاثنين، الذي طرح هذه الفكرة هو الزميل عبدالمحسن الماضي حيث قال عني: عبدالله بن بخيت (من الناس اللي يحيورون في خط الثمنطعش)، فكتبت تعليقا على كلامه اني لو اخرج من هذا الخط واتراجع للوراء فأنا لا أعتبر كاتبا! الكاتب الحقيقي هو الذي يحمل طابعاً هجومياً ولا اقصد متهجماً بمعنى إيذاء الناس، ولكن اقصد النقد واقتحام المواضيع المؤثرة وقول الرأي، فإن كان الرأي صحيحاً يناقش، وان كان خاطئاً فهو مردود، وقلت ومازلت أقول: الكاتب الذي لا يراقب.. ليس بكاتب!
* ينتقد عليك في زاويتك تقسيمها أحياناً إلى أجزاء لأن هذا التصرف يقطع الصلة بين المتلقي ومقالتك، ما رأيك؟
كلام صحيح، ولكن احيانا الموضوع يكون طويلاً والزاوية مساحتها محددة هذا عدا أني لا أحب أن تخرج زاويتي طويلة جداً لأن القارىء عندما يرى شكلها سيهرب منها (ولو انها ذهب!)، فأضطر إلى تجزيئها دون أن أضع أرقاما لها لأن القارىء مثل ما ذكرت إذا عرف أنها سلسلة لن يقرأها غالبا وخاصة أن زاويتي يوماً بعد يومٍ وليس يومياً، وفي نفس الوقت أحاول اني اجعل كل جزء موضوعاً مستقلاً بحيث لا يتأثر تلقي القارىء للمقالة إذا فاته أحد الأجزاء.
* لماذا لا تكتب مقالة يومية؟ هل تعاني من مشقة في إيجاد الأفكار؟
بالعكس، أنا كاتب محترف وليس لدي مشكلة أن أكتب يومياً ولا مشكلة مع الأفكار، ولكني لم أصل إلى اتفاق مع إدارة الجريدة بخصوص هذا الشأن إلى الآن.
* في إحدى مقالاتك تكلمت عن صورتك ووضعها أو عدم وضعها، ما الدافع لكتابة مثل هذا المقال؟
(ضاحكا): (ابغا اوريك ان الفكرة هي تولد نفسها، لما شلت الصورة صار عندي مقال جديد!)، الحقيقة انني لم اطالب بعدم وضع صورتي إلا لأن لدي اسبابي ولذلك أحببت التعبير عنها، وفي رأيي ان الصورة غير مفيدة لأنها قد تؤثر على التلقي، بل حتى ان كنت أتمنى ألا يكون هناك عنوان للزاوية، ولا عنوان للمقال نفسه! (ما فيه الا اسمي بس) وربما تلاحظ ان عناويني دائماً سيئة لاني غير مقتنع بالعنوان اصلا فهو في نظري تقييد للمقال في ذهن المتلقي وانا لا أريد تقييد ما أكتب.
* هذا الكلام قد ينطبق على نص أدبي إبداعي، بينما انت تقول انك تكتب مقالاً صحفياً يحمل كلمة واضحة ومباشرة ويستهدف المتلقي البسيط، وهذا النوع ليس له علاقة بالتأثير والتأطير في ذهن المتلقي؟
أنا إرثي ليس صحفي بل أدبي، ودخلت الصحافة من غرفة الأدب ولذلك فعملي اقرب إلى الإبداع منه إلى المعالجة، فلست ممن يعالجون القضايا الاجتماعية، فلم اكتب قط عن الكهرباء مثلا إلا من باب المزح او السخرية، أو أكتب عن المدرسة الفلانية والمصلحة الفلانية، هذا الكلام لا يوجد لديّ، أنا لديّ فكرة طرأت على بالي فأميل إلى أن تكون عملية إبداعية لا تعبر إلا عني أنا وليس هناك من هو ملزم بتنفيذ ما جاء بها.
* إذن كيف (تحيور داخل الثمنطعش) وتقتحم المناطق المؤثرة؟
عن طريق الإبداع، فلن تجدني وقد كتبت مقالة بعنوان (يا وزير المعارف لماذا حصل كذا) أو (يا وزير الصحة كيف حال مستشفى الشميسي؟) ولكني أكتب انطلاقا من ذاتي، فمثلاً سبق وكتبت عن مستشفى الشميسي ولكن من زاوية علاقتي الشخصية بهذا المستشفى عندما كنت صغيرا وذكرياتي عنه، وفي نهاية المقال وجهت شكر لوزير الصحة لأنه ابقى مستشفى الشميسي على ما هو عليه كجزء من تراثنا (ما جلس يغير فيه ويبربس ويطور!)، بحيث عندما يجرفني الحنين أذهب وأجده هو هو لم يتغير!
* اشتهرت بحكاياتك عن الرياض القديمة والأحياء الشعبية (الشيمسي، عسيلة، دخنة) وغيرها، لماذا هذا الهروب من حاضر الرياض؟
هذا غير صحيح، مثل ما قلت لك انا كاتب شعبي وواقعي ولذلك فأنا استغل يارا لكتابة هذا النوع من القصص التي لم تكتب من قبل، هذه قصص وليست هروباً، وهي أحد أركان زاوية (يارا)، لأني أرفض تحويل (يارا) إلى نقد خدمات، الكاتب الذي يواصل نقد الخدمات بدون توقف هذا (عرضحالجي) أريد ل( يارا) انها تكون زاوية تطرح طرحاً ثقافياً ابداعياً صحفياً بحيث يتناسب مع جميع الناس.
* هل نتوقع قريبا رواية تحمل نفس المضمون بقلم عبدالله بن بخيت؟
فعلا، وكنت سأنهيها خلال السنة هذه او التي سبقتها ولكني انشغلت بكتابة السيناريو وخاصة انه يأخذ وقت وجهد وهو أكثر مباشرة وأسرع في الوصول مثله مثل الحضور الصحفي بعكس الرواية التي قد تحتاج إلى سنين حتى تصل الى الشرائح المختلفة.
* ذكرك للسيناريو يقودني للسؤال عن برنامج (آخر كلام) الذي قدم في رمضان الماضي من تأليفك وبطولة عبدالله عامر.
(آخر كلام) الحقيقة (سُلق) بسرعة وانجز بفترة قصيرة وبأقل التكاليف لذلك ما كان نجاحه بالحجم الذي اتمناه، مع انه حسب كثير من الناس يعتبر من البرامج الناجحة، لكن عموماً الآن ليس لي علاقة به.
* ولكن هناك كثيراً من الناس ايضا يرون عكس ذلك ويقولون ان السبب من الممثلين وليس من الأفكار، هل انت مقتنع بأداء الذين قدموا العمل، وقبولهم عند الناس؟
في رأيي أن عبدالله عامر لم يعط الفرصة، وانا لا اقول هذا الكلام دفاعا عن عبدالله أبدا، سمعت أن كثيراً من الناس لا يحبون تمثيله واداءه ولا يرون انه ممثل جيد، ولكني حريص ألا اتبنى آراء الآخرين بل أقوم بالتجربة بنفسي وخاصة ان عبدالله كان ظهوره الأكبر في البرامج المنوعة الشبيهة (بالكاميرا الخفية) وليس الدراما.
* وما جديدك في مجال كتابة السيناريو؟
الآن أعمل على مسلسل جديد اسمه (مثلك عارف) انتهيت منه وأعمل الآن على مسلسل آخر عن الرياض القديمة والرياض الحديثة من حوالي 30 حلقة ولم يحدد أبطاله وعنوانه المؤقت ( ذلك اليوم البعيد).
* لن أسألك عن فريقك المفضل فالمعروف عنك انك هلالي؟
فعلاً هلالي ولكن التعصب ومتابعة كرة القدم زمان ايام الشباب اما الآن فلا اهتم كثيراً وان كنت إذا تطرقت للكرة لا اكتب الا عن الهلال والنصر بسبب الإثارة بينهما ولأن سجلي في كرة القدم قائم على الصراع بين الهلاليين والنصراويين فأنا من أبناء (شارع العطايف)، و(شارع الخزان)! ولذلك لو تطلب مني الكتابة عن الهلال والاتحاد لن أعرف كيف أكتب إلا اذا كان الهلال والنصر طرفاً في الموضوع!
* لماذا اخترت الهلال لتشجيعه؟
كل (عيال) الرياض هلاليون! أقصد في جيلنا و(على وقتنا)، اما النصر فظهر بعد ذلك وصار له جمهوره، انا شخصياً ما اذكر احداً يشجع النصر في حارتنا أو في حواري الرياض القديمة (الخزان) وغيرها، جيلنا هو جيل الهلال عندما فاز على الوحدة ثم فاز على الاهلي وزاد الحماس له انه خرج من الرياض ليسيطر على بطولات المملكة، ولو كان فيه منافس للهلال في جيلنا فهو الأهلي ولكنه للأسف سقط ولم يقاوم مع الهلال!.
* ابويارا على ذكر الحواري القديمة ما تفسيرك لظاهرة الركض وراء سيارات الفليت؟
ما شافوا خير!! وانا منهم فقد كنت مشارك بقوة! والآن انا عندي حساسية شديدة في الأنف ولكن ليس من الفليت ولكن لأنهم عندما كانوا (يقضون شارع الشميسي الجديد كلما قضوا جدار قامت الغبرة من الريغا وما تلقاني الا وسط الغبار مناقز مبسوط ومن قدّي! الآن لو أشوف ولدي يسوي كذا قلت مات!!).
* ما تفسيرك لظاهرة (الخبل او الصحيح) في الأحياء الشعبية قديما؟
هؤلاء عاديون جداً فهم مرضى نفسيون ولكن في ذلك الوقت لم تكن هناك صحة نفسية والناس يميلون إلى «أسطرة» وضع هؤلاء وهذا بسبب حب الإثارة «لانهم فاضين ما عندهم شغل»، لم يكن هناك زخم معلوماتي مثلما هو الآن قنوات وانترنت وغيرها، ليس هناك الا «سوالف» الناس وغالبا هي عن ثلاثة عناصر رئيسية: الجن، و«الحرامية» و«اللي مهوب صاحين!!».
* س: لن أسألك السؤال التقليدي: من فنانك المفضل؟ ولكني سأقول: تطرب لمن في الوسط الفني؟
فعلا هو سؤال تقليدي وقديم، لأنه في السابق كان هناك تعصب في الفن «تلقى الناس طقاق بين محمد عبده وطلال مداح (رحمه الله) «اما الآن فهناك اكتساح وموج فني!» ما يمدي الواحد يطلع الا جاي واحد وماسحه وماخذ محله!».
* س: ولكن هناك أسماء فنية لم تنته؟
لم تنته فنيا ولكن لا يفترض أن تتحول إلى رموز! أم كلثوم أصبحت رمزاً ومقياساً، وفيروز أصبحت رمزاً للمثقفين! هذا خطأ، الفن لا يفترض أن توضع فيه أسماء الفنانين كمقياس لأن هذه الأسماء لابد أن يأتي من يتجاوزها وإذا لم يتجاوزها أحد فهذا يعني ان هناك خللاً في المجتمع لأنه بهذا الشكل يعتبر مجتمعاً ميتاً! ممكن يكون هذا الاسم قدم شيئاً عظيماً ولكنه يظل فرداً فكيف لا يستطيع المجتمع ان يتجاوز هذا الفرد إلا اذا كان مجتمعاً ميتاً.. أو أن هذا الاسم له سلطة ديكتاتورية يمارسها عبر الآخرين!
* س: هل تقصد ان بعض الاسماء الفنية تحولت إلى نوع من «التابو»؟
بالضبط، هل تستطيع ان تنقد محمد عبده على مستوى السعودية؟ أو ام كلثوم على مستوى الوطن العربي؟ أو فيروز على مستوى المثقفين؟ الجواب في كل الحالات: لا! هذا هو «التابو»!!
* س: فيروز والقهوة التركية عناصر اساسية في التركيبة «الذوقية» لما أسميته ب«شلة الحداثيين»، ما السبب في رأيك؟
ج: في فترة من الفترات تشكل هذا التيار وتشكلت له طقوس واركان لا تستطيع تجاوزها! احيانا تقرأ شعراً غامضاً وغير مفهوم وركيكاً ولكنك لا تستطيع التصريح بأنه غير جيد والا لخرجت من «شلة الحداثة» واعتبروك متخلفاً!.
وفيروز واحدة من هذه الأركان مع ان فيروز لا تعرف القراءة ولا الكتابة وهي أمية تماما وهي غير قادرة على التحدث وليس عندها طرح أو فكر أو أي شيء! وسبق طرحت هذه الفكرة و«زعلوا ناس واجد» وجاءني ردود وانتقادات و«بلاوي»!.
* س: كيف هي علاقتك بالإنترنت؟
ج: استخدم الإنترنت بحثا عن المعلومة والبريد وان كنت أمر على بعض المنتديات ولكني لا أطيل حتى لا أقع في الفخ فوقتي ليس فيه مجال ابداً.
* س: ماذا تقول لهؤلا؟
خالد المالك: نطالب بالتخفيف من المركزية قليلاًَ
محمد العلي: أتمنى لك الصحة والعافية.
جار الله الحميد: متى تعود للكتابة؟
* س: هل لديك في الأخير ما تقوله لنا؟
ج: سلامتك، وشكراً لكم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved