Friday 2nd may,2003 11173العدد الجمعة 1 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

« شواطئ » تروي قصة الكلب الياباني فيكتور « شواطئ » تروي قصة الكلب الياباني فيكتور

هناك الكثير من القضايا التي حيرت العلماء، وتركتهم في دهشة وذهول على مدار الأيام، حتى وقفوا عاجزين عن فهمها وتفسيرها تفسيراً منطقياً مقنعاً.. ومن بين تلك القضايا التي تدعو للعجب الشديد هي «قدرة الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب والسمك والطيور.. وغيرها» على العودة إلى أماكنها الأصلية ومهما كانت المسافة بعيدة ومدة انقطاعها عن تلك الأماكن طويلة جداً»!!
هذا اللغز المحير لم يكن من تأليف رجل متفرغ لاختراع الألغاز الصعبة! ولكنه جاء من واقع الأرقام التي أشارت إليها «رحلات عودة تلك الحيوانات من أماكن بعيدة».. ولكي تشعر أخي قارئ الشواطئ بمدى أهمية الموضوع وتدرك البعد الحقيقي من إثارة هذه الظاهرة في الأبحاث العلمية المكثفة، اقرأ معي بعضاً مما جاءت به الدراسات حول هذا الموضوع.
** تستطيع طيور «الخرشنة» أن تقطع مسافة «45000» كم من سيبيريا.. إلى أوروبا إلى الأمريكتين.. وحتى شواطئ القطب الجنوبي.. ومع طول هذه المسافة المذهل، إلا أن الخرشنة تعود إلى المكان الذي خرجت منه دون أن تتوه في الطريق!! «أجل ليش نتعجب من الطيارات؟!!».
*، تخيل أن أسماك السلمون عندما تتزاوج تهاجر إلى أماكن بعيدة وتموت هناك.. ولكن العجيب هو أن فراخها تعود إلى الموطن الأصلي «بعد ولادتها» مع العلم أنها جاءت إلى تلك الأماكن وهي في بطون أمهاتها!!» فلله في خلقه شؤون».
** استطاع الكلب الياباني «فيكتور» في عام 1922م أن يحقق أعلى رقم قياسي على مستوى الحيوانات الأليفة.. حيث قطع المسافة من ميناء فانكوفر إلى كولومبيا ثم إلى اليابان وتحديداً إلى يوكوهاما.. ويبدأ البحث عن صاحبه الذي تركه هناك على متن احدى السفن البحرية، ليقطع بذلك ما يقارب 9600كم «حتى كلابهم ما هي سهلة؟!!».
** أما تلك القطة الرقيقة فقد تبعت مربيتها من نيويورك إلى كاليفورنيا عام 1974م بمسافة قدرها «4000 كم» لتأتي في المرحلة الثانية بعد الكلب الرحالة «فيكتور».
** وبعدهما جاء الكلب «فوكس» الذي قام برحلة استغرقت «2880كم».. ولا ننسى السلحفاة البرازيلية الخضراء التي قطعت مسافة «2200كم» عبر البحار!!
وبعد - أخي القارئ - إذا كانت هذه حال الحيوانات الأليفة كالقطط والطيور.. وهذه حال الأسماك والسلاحف!! فماذا نقول عن تلك النملة «الصغينونة» التي تقطع مسافات طويلة حاملة مؤونتها فوق ظهرها وعائدة إلى مسكنها الذي لن تضيع عنه؟؟
وماذا نقول عن نحلة «طنانة» تنطلق من الصباح آلاف الكيلوات ثم تمتص الرحيق وتعود إلى الخلية بأمن وسلام، دون أن تدخل عن طريق الخطأ في خلية «الجيران»؟؟
وإذا كان هذا هو حال الحيوانات والطيور والأسماك والحشرات الصغيرة.. فماذا نقول عن مخلوق أعطاه الله العقل والتفكير والتمييز.. ولكنه كثيراً ما يتوه عن الطريق الصحيح في ذهابه وإيابه.. في أفكار ومعتقداته.. في طريقة فهمه وتحليله لأمور الحياة اليومية؟؟

جميل فرحان اليوسف
سكاكا - الجوف

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved