فعل الخير هو من الأفعال الموصلة للجنة بإذن الله، وهو الأمر الذي لا يمكن حصره بشكل وحيد أو طريقة واحدة أو عمل معين، لأن فعل الخير يشمل كل مجالات الحياة وحالاتها وظروفها، ويمكن القيام به بأساليب عديدة وبظروف مختلفة وبأشكال يصعب حصرها، ويرتبط فعل الخير بصاحبه، فالقلب العامر بالإيمان نرى صاحبه يقوم بفعل الخير بشكل لا شعوري على الدوام ليل نهار وبشكل لا يتوقف، لأن حياته هكذا، كلها خير بخير، أما الذي يحاول اصطناع فعل الخير فعليه أن يمضي بصورة حقيقية إلى الطريق الخير ليصل درجة أن يصبح فعل الخير من طباعه.
أما الذين يراؤون، ويعملون الخير لمجرد المديح والثناء، فأمرهم خطير، وعليهم التفكير بالفائدة المطلقة من فعل الخير الحقيقي، ألا وهو نيل رضوان الله.
أما الذين يتهربون من فعل الخير فهؤلاء هم الخاسرون حقاً سواء عن حسن نية أو عن سوء نية، فعلى سبيل المثال ما نقص مال من صدقة، كما يقول الحديث الشريف، فما بالك بالذي يتهرب من الصدقات خوف الفقر وخشية الفاقة والعوز، وما بالك بالذي يبتعد عن الإحسان للناس بحجة أنهم أشرار في معظمهم؟!
بالطبع لا يجوز هذا، وبالطبع يلزم مساندة ومساعدة هؤلاء لكي يفعلوا الخير ويحثوا عليه، رغم أننا نعلم أننا لا نستطيع أن نهدي من أحببنا إنما الله يهدي من يشاء.
الأخطر بالأمر هو الذين يفعلون الشر، ويبتعدون عن فعل الخير، ويحرضون الناس على فعل الشر فأولئك شرٌّ مكاناً، وجزاؤهم جهنم وبئس المصير، والعياذ بالله، ونسأل الله العافية لنا ولكم من مرض النفس الذي يودي بصاحبه من حيث لا يدري.
إن الاعتصام بحبل الله وعروته الوثقى هو الذي يوصل الإنسان للسعادة، وفعل الخير بشكل لا يعرف التردد، ولا التوقف، وهذا هو النعيم بإذن الله.
| 
