Friday 2nd may,2003 11173العدد الجمعة 1 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حدث في المحكمة حدث في المحكمة
يرويها فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن صالح الخضيري ( * )
الهيئة خير معين للقضاة

جاء إلى القاضي وهو في ريعان شبابه يبكي ألماً وحسرة ثم كتب ورقة جاء فيها: إني أصبت حداً فطهرني فدخل القاضي معه في مكان مختصر، وقال له: أبك جنون؟ قال: لا، قال: هل أنت عازم على أمرك؟ قال: نعم، ولكن لا أريد أن يعلم أحد، أريد أن تطهرني وتقيم علي الحد في هذا المكان ثم تخرجني فوراً، دعاه القاضي إلى أن يتبع هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عبادة بن الصامت وكان أحد النقباء البدريين قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئاً ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به فهو كفارته ومن استتر بستر الله عليه فهو إلى الله إن شاء عفا وإن شاء عاقبه» رواه البخاري، وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله عليه فإنه من يبدي لنا صفحته نعاقبه» وجاء عن النبي عليه الصلاة والسلام: «إذا بلغت الحدود السلطان فلعن الله الشافع والمشفع»، وقد دعا القاضي هنا هذا الرجل إلى أن يستتر بستر الله عليه، وأن يصدق مع الله تعالى بالتوبة وذلك لعلمه الأكيد أن مثل هذه القضية لم تُحل إليه بصفة رسمية فلا ولاية له فيها ولم تبلغ السلطان وهو الملك أو الحاكم الإداري الذي ينوب منابه أو القاضي إذا وردته من جهة رسمية تملك الإحالة إليه وحينئذ نصح القاضي هذا الرجل الشاب أن يتجه إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليتلقى منهم المعين في التوجيه والنصح والارشاد فكم قتيل لإبليس قد أحيوه بإذن الله، وكم من صريع للهوى قد أفاق على أيديهم، وكم من بيت من بيوت المسلمين أظلها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فباتت في خير وسعادة وأجل نعمة، وكم من عرض حرسوه، وكم من فضيلة رعوها، وكم من شرف قاموا به، ولهذا تظل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خير معين للقضاة، وخير مساعد لهم فانطلق هذا الرجل إلى أحد أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبدى له ما عنده من ألم وحسرة وتوبة وندامة واقبال على الله فزاده أمراً بالمعروف وحثه على الخير وأمره أن يستتر بستر الله عز وجل، فستر الله عليه ولهذا يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -» من ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة» وهذه مزية الشريعة العطرة وهذه كرامة الدولة المباركة الفتية المملكة العربية السعودية لتحكم بكتاب الله وسنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فيقول الناس كل الناس أمامها.. سمعنا وأطعنا.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved