Saturday 3rd may,2003 11174العدد السبت 2 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
ما يهم الإسرائيليين من خارطة الطريق
جاسر عبدالعزيز الجاسر

لنقنع أنفسنا مرغمين بأن الرئيس جورج بوش مقتنع بما طرحه من مقترحات لتسوية الصراع العربي الاسرائيلي وفق «خطة الطريق».
ولنقنع أنفسنا أيضا بأن بوش ومعه الأوروبيون والروس والأمم المتحدة جادون في التنفيذ الدقيق لهذه الخطة، ولكن وحسب أفعال بني صهيون في اسرائيل هل يمكن ان نقنع أنفسنا قبل الفلسطينيين بأن هؤلاء القوم جادون في التعايش بسلام مع الفلسطينيين..؟!
الجواب جاء عملياً فجر يوم الخميس، قتل بدم بارد استهدف الأطفال الرضع في حي الشجاعية في غزة وفي الخليل.. مجزرة مركبة في القطاع والضفة كانت حصيلتها خمسة عشر مدنياً فلسطينياً.. هذا هو رد بني صهيون على مبادرة الرئيس بوش «خارطة الطريق».
الإسرائيليون ومن خلال كُتّاب زوايا الرأي في صحفهم، يعتبرون خارطة الطريق خطة تكتيكية، إذ يرون فيها أسلوباً لإضعاف موقف الرئيس ياسر عرفات إذ يرى الكاتب عوزي لنداو من صحيفة يديعوت ان القرار -خطة الطريق- مرغوب فيه لإسرائيل لأسباب تكتيكية، إجراء مفاوضات مع ابومازن واقتراح بادرات طيبة (ولكن ليس كتلك التي لا رجعة فيها) يمكن تعزيزه على حساب عرفات والنظر إذا كان بالفعل يعمل على خلق كيان «مغاير وجديد» حسب رؤية بوش. ولكن لا يجوز ان نضلل أنفسنا بالنسبة لنوعية الرجل ونوعية المنظمة التي يمثلها. لا يجوز في التنازلات من طرف واحد التي تتناقض وسياسة مكافحة الإرهاب في السنتين الأخيرتين ان نبث التشويش وفقدان التصميم. لا يجوز ان تصرفنا الرغبة في الاحتفال بتغيير عرفات عن الهدف الاستراتيجي: تغيير جذري في نوعية السلطة الفلسطينية وفي الأهداف التي يتيح تحقيقها فقط حياة الأمن والسلام.
السلطة الفلسطينية ستكون «مغايرة وجديدة» فقط إذا اعترفت علنا بحق وجود إسرائيل وبالحاجة إلى السلام معها، وحلت منظمات الإرهاب وتنازلت عن عودة اللاجئين وأكسبت قيمة السلام للجيل القادم من خلال تغيير المنهاج التعليمي وإزالة كل كتب التعليم التي تبني الجيل القادم من المخربين الانتحاريين. وقبل ان تتوفر هذه الشروط فإن القبول لخريطة الطريق سيكون جائزة للإرهاب ومصيبة لإسرائيل. وفي هذه الاثناء فإن المسيح لم يأت، المسيح لم يقرع الجرس أيضاً. يمكن إعطاء أبومازن فرصاً ولكن لا يجب الانجراف.
هكذا ينظر الاسرائيليون ل «خطة الطريق» التي نعول عليها نحن العرب والفلسطينيين بل كل الحالمين بالسلام.. في حين كل هم الإسرائيليين تقليص نفوذ ياسر عرفات كإحدى مراحل تغييب القضية الفلسطينية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved