Saturday 3rd may,2003 11174العدد السبت 2 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آتً لما هو آتً
مَنْ يتصدى للضَّلال؟ وللتَّضليل؟
خيرية إبراهيم السَّقاف

منذ حملات التنصير، والتبشير، واستهداف الأرض والإنسان، ومروراً بالغزو الفكري عن كافّة الوسائل المتاحة لتحقيق الأغراض التوسعية والانتشارية والتأثيرية التي طالت أفكار المسلمين ممّن لم يتحصَّنوا بثقة ولا بعلم ولا بقدرة منطقية، ولا بحجة علمية، ولا بوسيلة لغوية، وانتهاءً إلى هذا «الاحتلال» السَّافر للأفكار، ومواقع الشبكة العنكبوتية، والمنابر، ووسائل الاتصال المختلفة من صحافة وإذاعة وقنوات فضائية، إلى بثِّ روح التخاذل عن طريق التعليم والثقافة بل الأدب والفكر بين المسلمين، بل من الاقتصاد وحركة التجارة العالمية، وآخرها هذه الحملات الشرسة على دين الإسلام المعلنة صراحة والمتَّجهة إلى الجذور وإلى الأوراق وإلى الفروع وإلى الثمار في شجرة الإسلام... وإلى كلِّ ما يحقق مطامح الاستعمار فيها الفكري والنفسي.
وكذلك الاستعمار الأرضي، بما نشاهده من استغلال كافّة الأحداث والمواقف ضدِّ الإسلام والمسلمين، الأمر الذي يتطلب أن يتجنَّد الفكر الإسلامي بسلاح اللّغة ومنطق العقل والقدرة على المنابزة بالقلم وباللّسان في محاولة جادة على الأقل لحفظ الموقف أولاً بين المسلمين أنفسهم وتعزيز انتمائهم للإسلام ومن ثمَّ منحهم الثّقة في دينهم وعلى وجه التخصيص بين المسلمين الذين لا يعرفون العربيّة ولا يدرون تفاصيل تأريخهم ولا حضارة أمّتهم ولا يلمّون بما يجب من المعرفة بهذا التأريخ المشرق وبهذه الحضارة العريقة. منذ تلك الحملات الصامتة التي بدأت منذ مئات السنوات تعمل كالنار تحت الرماد إلى هذه المرحلة التي كشفت فيها النَّوايا النقاب عن وجهها وأصبحت منابزةً «شرسة بل حرباً منظمة»، سافرة جليَّة انتهت إلى توظيف الأحداث لمزيد من الكشف عن نواياها التوسعية أرضاً وبشراً...، ولعلَّ أخطر ما تستهدف هذه الحملات ضد الإسلام أمر التعرض لكتاب اللّه حفظه اللّه من سوء نواياهم وأحبط أيَّ عملٍ يستهدفه... إذ أُنشىء موقع بل مواقع عبر الشبكة العنكبوتية تؤلف فيه «الأغراض» المحاربة للإسلام ما يسمونه «بالقرآن» تعالت كلمة اللّه تعالى عن التقليد أو التشبيه.
ولئن عجز أهل العربيّة وساداتها في صدر الإسلام عن الإتيان بسورة من مثله فإنَّ أيَّ مخلوقٍ في الوجود سيبقى عاجزاً عن ذلك كما أكده تعالى في محكم تنزيله، وكما هي معجزة محمد بن عبداللّه بهذا الصدد بين أهله صلى اللّه عليه وسلم، إلاَّ أن الخطر الذي يستدعي نهضة التَّصدي هو أنَّ هذا العمل إنَّما يُبثُّ بين من لا ينطقون العربية، بما يؤكد أنَّ الهدف من هذا الأمر ليس بثّ القرآن وإنَّما بثَّ الأفكار التي تحملها هذه المحاولات الحاقدة وما على المسلمين وعلماء الإسلام، والقادرين علماً ولغةً وفكراً إلاّ محاجّة هؤلاء وذلك بإنشاء عمل يناقض ويصوّب ويصحّح هذا التّوجه في عقر الدار وعن طريق ذات الوسيلة ألاَّ وهي الشبكة العنكبوتية.
وكما جاءتني المواقع ممّن لديهم حميَّة إيمانية فإنّني أدعو علماء المسلمين كي ينهضوا ويروا ما يحدث في هذه المواقع تحت هذا العنوان: http://www.thequran.com )ويمكرون ويمكر الله و الله خير الماكرين( [الأنفال: 30]».
تقول من كتبت إلي: «إنَّ الذين يقرؤون القرآن بالعربية من السهل جداً أن يفرقوا وأن يدركوا مدى التحريف والتأليف والخطأ في القرآن المزعوم وعظمة كلام اللّه جلّت قدرته.
لكن كيف يكون حال من يتلقون «القرآن» على أنَّه الأساس لكتاب اللّه عن هذا الموقع؟!» .
قال تعالى (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) <الحجر> فاللّه اللّه بهذه الأمانة يا أهلها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved