Saturday 3rd may,2003 11174العدد السبت 2 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

11-5-1390هـ 14-7-1970م العدد302 11-5-1390هـ 14-7-1970م العدد302
الفن الشعبي في حائل

ان فنوننا الشعبية المتعددة هي ولاشك منحدرة من فن واحد لم يتجزأ الا في فترات زمنية.
كان الانتجاع من تلك العوامل التي أوجدت فنونا من فن. وان كان التقارب بين فنوننا واضحاً لايحتاج ابن الشمال ان يتذوق فن ابن الجنوب خاصة مما كان على مستوى أكثر من المتوسط الواضح.. ولا ننكر ان النهضات المتعددة في طول البلاد وعرضها، قاربت ان تصهر الفنون في بوتقة الفن.. وسنرى ان شاء الله مستقبلاً أن يتحقق ذلك..
عبر هذه الاحرف.. وبناء لتحقيق رغبة.. اتحدث ومبقدار المسطتاع عن الفن الشعبي في جزء من بلادنا العزيزة«في حائل» الفن هناك يكاد ان يكون توأما للفن الشعبي بنجد، فالفن في حائل يمتاز بتعدد موحياته ومعطياته.. والمشاركة.
فالاغاني هناك تردد وتروج وسيان لدى الناس جودتها أو سواها- لاسيما ان الروح المتذوقة هناك متواجدة.. ويبقى الجيد أما ما سواه فيترك على الرفوف حتى تحين المناسبة له.. فالطبيعة في حائل عامل مهم في أن توجد الالهامات المتعددة في خلق الجو الممتاز في التحليق عبر ايحاءات تجعل الفرد هناك يأخذ القسط الاوفى من التذوق الفني.
الاغاني.. نجدها تردد في المناسبات المتعددة، كالأعياد، وأفراح الزواج، وفي الرحلات، وفي الاعمار.
1- في الاعياد تقام الرقصات للعرضة النجدية المعروفة هي العرضة المتوارثة منذ القدم، يقوم بها الرجال مدة أيام العيدين في كل يوم فترتين ضحى وعصراً، وتكون العرضة كندوة ممتعة يلتقي فيها مختلف الطبقات التي تذيبها العرضة بعرض الالوان- الملابس- التي تجعل الفرد مزهوا بنفسه مباهيا بها- والمخرج ملئ كما يقال..
2- الزواج: ويقوم الفرح على الوان غنائية متعددة، كالسامري، والسوقية، والعود يشارك الرجال وحدهم في الغالب.. أما النساء فهذا فرض يؤدينه.. والمتطوعات كثر.. بالفرح في الحارة مثلاً للجميع بين النساء.. وتؤدي النساء غناء ايقاعيا يعد بالنسبة للبيئة نفسيا ممتازاً رغم عنف وقعه على الاذن لأول وهلة ويؤدين ايضاً نوعا من السوفية اللطيفة.
واذا قلت المقارنة بين تلك الايقاعات ومثيلاتها، فهي تحاكي صخباً يشبه لحد ما ضربات المطر على غرفة تنكية.. لكن بانتظام.
في الرحلات الآن: نوعان من الغناء يتحددا في ذلك بالمقام الاول السوفية.. وفي الثاني على الاغاني المسجلة على الاسطوانات.. وكلها تقارب البلدي مع التعشق السريع لأغانينا في أنحاء البلاد.
فالرحلات هناك لاتخلو من شيء يحرك الرأس، اللهم ان فقد بين اعضاء الرحلات الشباب والمتوسط.
3- أعمار المنازل تقام- في أثناء العمل- المشاركة الغنائية الشجية المداعبة للآمال المادية التي تريح من الطين وشغله.. وأمر الخلاط و«الاستاد» والحلم الجميل في الحب المؤدي إلى حياة عائلية فيها ميزات وميزات.ثم لاننسى أن للنساء قسطاً كبيراً في العمل في المنازل في عمل تبليط الاماكن سابقاً، وصقل الارضية صقلا جميلا رغم ان ذلك من طين.. وبالطبع يغنين غناء لطيفا في نبرات شجية جياشة بالقرب، والبعد، والاخوة، والامومة، وصد الحبيب الخ.
كما لايفوتنا ان هناك مناسبات لم أتطرق اليها وهي التي يؤدي فيها الغناء كالحصادو الجذاذ ومناسبات ربما اندثرت الآن.. من هنا نستخلص ان الفن في حائل مؤدى بأمانة ما بعدها امانة ويعاش كما ينبغي له.. ومحتفظ به احتفاظاً بلا مغالاة وبلا تضييع لاصالته رغم ادخال التغيير وان كان ذلك طفيفا، ولكن لا يؤدي إلى ضياعة مطلقا.. والأحسن من هذا أن النفسية هناك تستوعب الفن ببلادنا بلطف غير نافر.. بل لا نغالي اذا قلنا ان اغاني مطربينا تردد هناك وربما نسيت فنجد من يبعثها حية جديدة.. وبعد فهذه لمحة موجزة أيها القارئ عن الفن في جزء من بلادنا العزيزة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved