Tuesday 6th may,2003 11177العدد الثلاثاء 5 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأزمنة الأزمنة
الطواويس.. حين تنفش ريشها..!
عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس

نفشت الطواويس الأمريكية ريشها فخاراً.. فيما سموه انتصاراً في الحرب على العراق..
وكأنهم قد حاربوا سكان الكرة الأرضية بما فيهم من القوى الكبرى والصغرى.. وانتصروا عليهم..!
هل بلغ بهم الغرور بالقوة التي يملكونها.. وهي أقوى قوة بعد قوة الله أن يفاخروا بانتصارهم على دولة يرأسها طاغية أرعن لايعرف ادارة الحروب.. وليس له محب في بلده.. ولا حتى حرسه الجمهوري يحمل له من الولاء ما يجعله يدافع عنه كرمز للوطن..؟!
ان كراهية العراقيين لرئيسهم الطاغية المستبد صدام حسين لا تقل عن كراهيتهم للمعتدي الأمريكي الذي قتل آلاف العراقيين ودمر وطنهم.. ولا تقل عن كراهية روسيا لرئيسهم الطاغية البلشفي (جوزيف ستالين) ولكن أهل العراق لا يستطيع واحد منهم أن ينبس بكلمة واحدة ضد صدام خوفا منه وذعراً ولذلك فهم مستضعفون ومهزومون نفسيا.. وليس في أيديهم ما يواجهون به الغزاة الأمريكيين وحلفاءهم المبتزين..!
لذلك فالفخر بالانتصار عليهم هو فخر أجوف.. لا قيمة له ولا محصلة من ورائه.. الا كمحصلة العصابات التي تسطو على منازل الأبرياء العزل لتقتل، وتسرق، وتخرب.. وتفعل كل الأفاعيل المحرمة..!
يحق للرئيس الأمريكي أن يلبس (لأْمَةَ الحرب) التي لبسها وهو ينزل على حاملة الطائرات العائدة من الخليج فيما لو كان قد حارب دولة أو عدة دول تمثل قواتها نسبة معقولة الى القوات الأمريكية أما وأنه قد انتصر على بلد ضعيف.. ليس فيه جيش مسلح بأسلحة حديثة.. وليس فيه تواؤم بين الجيش ورئيس الدولة.. ولا بين الشعب كله ورئيسه فإنه يفاخر بما لا فخر له فيه..!
فغلبة القوي على الضعيف أمر طبيعي. ليس محل فخر ولا اعتزاز..!
ألا يذكر جورج بوش أن أمريكا عجزت عن هزيمة (اليابان) في الحرب العالمية الثانية.. إلا بعد أن ارتكبت أكبر جريمة حربية.. بضرب مدينتي (هيروشيما) و(ناجازاكي) بالقنابل الذرية..؟!
فهل لها فخر بقتل مئات الألوف من اليابانيين.. ومسح مدينتين من الوجود بأفتك (أسلحة الدمار الشامل) التي جعلتها إحدى ذرائعها لهذا الغزو الظالم للعراق.؟ ولعلها الآن تحس بالخجل والحرج مما ادعته من سلاح الدمار الشامل في العراق.. والذي كذبه الواقع الحي..؟
وها هي أمريكا وقد احْمَرَّتْ أنيابها بدماء المدنيين العراقيين... وزاد ذلك من سعارها.. ها هي تتجه إلى (سوريا) لضربها كدولة تطالب بحقها في اعادة أرضها.. الجولان.. إليها.. وأمريكا هي الناطقة والفاعلة باسم إسرائيل ونيابة عنها.. تأبى أن تقر لسوريا بحقها الشرعي هذا.. وتكتفي بشيء من الوعود الضبابية.. كما هو حالها ومعاملتها للشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل تحرير وطنه.. ومقدساته.. وإقامة دولته المستقلة التي أقرتها له الشرعية الدولية.. منذ عام 1948م.. وتصف نضاله هذا (بالارهاب).. «سبحانك هذا بهتان عظيم»..!
ان حملة أمريكا الظالمة على سوريا ولبنان بعد العراق تعطي دليلاً واضحاً أنها لا تحارب ماتزعمه من «ارهاب» ومن تطوير «اسلحة دمار شامل» لا صحة لوجودها في سوريا ولا في أي بلد عربي أو إسلامي.. وانما هي تخلق هذه المزاعم لتجعلها وسيلة لتتوسع (إسرائيل) في أرض العرب والمسلمين.. وتكون هي القاعدة الحربية الكبرى لأمريكا في منطقة (الشرق العربي).. الذي نذرت نفسها لمحاربته عقائدياً واقتصاديا.. حيث هو منطقة إسلامية شبه كاملة في ديانتها عدا (اليهود) في فلسطين، وبعض المسيحيين في مصر ولبنان.
ونقول، أخيراً، لأمريكا ان (سوريا) ليست كالعراق.. ففيها قيادة حكيمة، وشعب وجيش يهزان الأرض تحت أقدام الغزاة اذا ما حاولوا ، بغرور القوة، إعادة ما فعلوا في العراق..!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved