Tuesday 6th may,2003 11177العدد الثلاثاء 5 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمير الوليد بن طلال يلبي دعوة رئيس الجمهورية لزيارة السنغال الأمير الوليد بن طلال يلبي دعوة رئيس الجمهورية لزيارة السنغال
رئيس السنغال يقلد الأمير الوليد أرفع وسام وطني
عمدة داكار يمنح الأمير الوليد المواطنة الفخرية ويسلم سموه مفتاح عاصمة السنغال

* الرياض - الجزيرة:
نحن سعداء جدا لرؤيتكم في السنغال بهذه الكلمات رحب رئيس جمهورية السنغال عبد الحي واد بضيف الدولة صاحب السمو الملكي الامير الوليد بن طلال والوفد المرافق في القصر الجمهوري بالعاصمة السنغالية داكار. وكان الامير الوليد قد وصل الى مطار ليوبولد سيدار سنغور Leopold Sedar Senghor في العاصمة داكار السبت 26 ابريل حيث استقبله رئيس مجلس النواب ونجل الرئيس السنغالي.
ومنذ الدقائق الاولى للاجتماع بدأت واضحة متانة العلاقات التي تربط المملكة العربية السعودية بالسنغال، ونقل الامير الوليد الانطباع الجيد الذي تركته زيارة الرئيس واد للسعودية لدى الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، حيث كانت الزيارة الاولى للرئيس السنغالي بعد انتخابه، مع العلم ان الرئيس واد سبق وان زار المملكة العربية السعودية 16 مرة، تم تكريس زيارتين منها لاداء شعيرة العمرة بينما جاء الزيارات الاربع عشرة الباقية لاداء فريضة الحج.
الامير الوليد أخبر الرئيس واد ان الهدف من زيارته هو دراسة الفرص الاستثمارية في غرب القارة الافريقية لتقييمها. واشاد سموه بالاستقرار السياسي في السنغال الذي ساعد على توفير مناخ ملائم للديمقراطية التي تشجع رؤوس الاموال وتستقطبها.
من جهته قال الرئيس السنغالي انه لدى توليه مقاليد الحكم في البلاد قام بتوجيه دعوة لاصحاب الخبرات العالمية وحملة الشهادات المتخصصة من أبناء السنغال المغتربين للعودة الى السنغال لمساعدته في اعمار البلاد والنهوض بها، مشيرا الى ان نجله كريم كان من اوائل الذين استجابوا لدعوة والده الذي يرأس البلاد.
هذا وتابع الرئيس باستعراض بعض الاحصائيات عن السنغال مشيرا الى ان الناتج القومي شهد تقدما ملحوظا خلال السنوات الأخيرة ولو انه تأثر قليلا هذه السنة نظرا لقلة الامطار التي اثرت على الزراعة، وهي من اكبر القطاعات المساهمة في الناتج القومي.
ولكن الرئيس اكد ان السنغال تمضي قدما في تطبيق خطوات اصلاحية في جميع المجالات مستشهدا بالزراعة حيث سيصعد ناتج محصول الذرة على سبيل المثال الى مليون طن من المستوى الحالي عند 150 الف طن. وتقوم حاليا كل من تايوان وفيتنام بتقديم الاستشارات الى السنغال لتطوير الزراعة والثروة السمكية، ومن المعلوم ان السنغال كانت قد اعطت الاتحاد الاوروبي حق استغلال الثروة السمكية في مياهها الاقليمية.
من جهة اخرى تحدث الرئيس مع الامير الوليد عن رغبة السنغال بتطوير السياحة حيث تستمتع السنغال بشواطىء يصل طولها الى 020 ،2 كم تستقطب حاليا هي ومعالم اخرى 000 ،700 سائح سنويا. ويأمل الرئيس السنغالي ان يساهم الامير الوليد بتطوير مستوى خدمات السياحة لاستقطاب رجال الاعمال والطبقة ذات القوة الشرائية الكبيرة. ووافق الامير الرئيس في تقييمه لما يجب ان تكون عليه السياحة في السنغال واعدا ان يدرس القطاع بتمعن.
من ثم قلد الرئيس عبد الحي واد الامير الوليد ارفع وسام وطني درجة الأسد في السنغال تقديرا لزيارة سموه للسنغال التي يرى المراقبون هناك انها نقلة نوعية في استقطاب المستثمرين. وخلال وليمة العشاء التي اقامها فخامة الرئيس على شرف ضيفه السعودي، دار الحوار حول العلاقات الافريقية الداخلية والخارجية، كما وجه الرئيس الدعوة للأمير الوليد للاستثمار في قطاعات اخرى غير السياحة مثل التعدين والنقل، ومشاريع يقوم فخامته بالاهتمام بها شخصيا مثل جامعة حديثة ومركز تعليم للأطفال ومطار جديد.
من جهة أخرى قدم الامير الوليد تبرعا بمبلغ 3 ،1 مليون دولار لانشاء عشرة مدارس والمساهمة في ابحاث طبية تأتي جميعها ضمن برامج تشرف عليها سيدة السنغال الاولى التي شكرت سمو الامير على تبرعه هاتفيا لعدم تواجدها داخل البلاد حينذاك.
وفي اليوم التالي للزيارة، عقد الامير الوليد اجتماعات مع الوزراء السنغاليين للاطلاع على الفرص التي تقدمها السنغال للمستثمرين. وادار سلسلة الاجتماعات التي اخذت طابع العرض السيد كريم واد نجل الرئيس السنغالي. بدأت الاجتماعات برسالة شخصية من الرئيس السنغالي نقلها نجله الى الامير الوليد شكر فيها فخامته الامير لجعل السنغال المحطة الاولى لجولة سموه الغرب افريقية.
وبدأت السيدة اميناتا نياني Aminata Niane المديرة العامة لهيئة تشجيع الاستثمارات والمشاريع الرئيسية الاجتماعات بتقديم عرض وافٍ عن السنغال وما توفره من فرص للمستثمرين وقالت ان السنغال هي الدولة الرابعة في تطبيق الديمقراطية في القارة الافريقية لذا فهي تشهد استقرارا سياسيا يستقطب المستثمر الخارجي. واضافت ان السنغال تعتبر اكبر دول افريقيا نموا في مجال الاتصالات.
من ثم استعرض وزير المال والاقتصاد السنغالي السيد عبد الحي ديوب فرص الاستثمار المتوفرة في البلاد والتي تشمل بعض الصناعات والقطاعات الحيوية مثل السياحة والعقار والبنوك والاتصالات. كما استعرض كل من وزير المشاريع المدنية السيد سيدو ساي سال ووزير المواصلات مشاريع مختلفة في الجمهورية يمكن لسموه تطويرها او الاستثمار بها.
توجه بعد ذلك الامير الوليد والوفد المرافق الى مبنى بلدية داكار حيث كان العمدة في استقبال الامير. واحتشد المئات من السنغاليين لتحية سموه وسط عاصفة من التصفيق الحار والهتافات على وقع الطبول. ووسط القاعة التي اكتظت بالحضور من رجال السياسة والاعمال ووجهاء مدينة داكار، تلا المتحدث الرسمي للبلدية قرار منح الامير الوليد بن طلال المواطنة الفخرية وتسليم سموه مفتاح المدينة. وقام العمدة بتسليم الامير شهادة المواطنة والمفتاح فيما قامت فرقة اوكاد OCAAD، وهي فرقة وطنية سنغالية، بتقديم اغنية خاصة بهذه المناسبة.
من ثم تكلم العمدة مشيدا بانجازات الامير الوليد بن طلال وبتاريخ العلاقات الثنائية السعودية السنغالية. الامير الوليد شكر العمدة كما شكر رئيس الجمهورية على الاستقبال الحار الذي لقيه والوفد المرافق في السنغال، هذا الاستقبال الذي وصفه الامير بأنه دلالة واضحة على متانة العلاقات التي رآها الامير في طريقها للمزيد من العمق مشيدا سموه بالديمقراطية التي تتمتع بها السنغال مما وفر استقرارا سياسيا مهد لتطور البلاد.
وأضاف الامير الوليد انه الآن وقد اصبح مواطنا فخريا للسنغال، سيقوم بالاستثمار في السنغال للمساعدة في تطوير اقتصادها. وقبل التوجه الى مطار داكار للمغادرة، خط سموه كلمة في سجل الزوار معربا عن تقديره لكل ما شاهده خلال زيارته التي استمرت يومين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved