Tuesday 6th may,2003 11177العدد الثلاثاء 5 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

علي بن عبدالعزيز النفيسي أقدم الإعلاميين علي بن عبدالعزيز النفيسي أقدم الإعلاميين
عبدالرحمن الشبيلي

برحيله يوم أمس الأول، يفقد الوطن واحداً من أقدم الإعلاميين السعوديين، منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمهما الله.
وكنت قد نشرت على صفحات هذه الجريدة (العدد 9494 في 6/6/1419هـ) مقالاً عنه بعنوان: إعلامي في الظل، رجوت من خلاله أن يبوح بشيء من ذلك التاريخ التراكمي الذي تختزنه ذاكرته منذ أن التحق بالديوان الملكي في أوائل الستينيات الهجرية (أي قبل ستين عاماً).
وبفقده يوم أمس الأول، يفقد الديوان الملكي ما أظنه أقدم موظفيه الذين بقوا على رأس العمل مديراً لواحدة من أقدم الشُّعب: مكتب الصحافة والأنباء، أو شعبة الإذاعة والأنباء كما كانت تسمىّ من قبل.
فلقد أنشئت هذه الشُّعبة في منتصف الخمسينيات الهجرية (الثلاثينيات الميلادية) من القرن الماضي، لرصد الإذاعات التي بدأت تنتشر في تلك الفترة، بدءاً من إذاعة باري (من إيطاليا) ثم لندن وأنقرة وبرلين، فالقاهرة، وقد أُلحقت في البداية بالشعبة السياسية التي كانت بمثابة (وزارة الخارجية) داخل الديوان الملكي بالرياض ، حيث كانت وزارة الخارجية - ومن قبلها مديرية الشؤون الخارجية قد أُنشئت في مكة المكرمة.
كانت شعبة الإذاعة والأنباء تضم مجموعة من المثقفين وممن كان لديهم إلمام بالإنجليزية والتركية وغيرهما، وقدرة على الإلقاء الجيّد، فكان من بين منسوبيها: عبدالله العبدالمحسن البسام وعبدالعزيز ماجد وعبدالله بلخير وعبدالله بن سعد السلطان رحمهم الله وأحمد عبدالجبار حفظه الله، وقد عملوا جميعاً في فترات متقاربة، يطلق عليهم تسمية:
(مذيعين) ويرافقون الموكب الملكي حيثما حل أو ارتحل.
وكانت تقوم على رصد الإذاعات العربية والأجنبية على مدار الساعة، ويتناوب موظفوها على تلاوة ما جمع من أخبار أو تعليقات أمام الملك عبدالعزيز في مجلسه، في ثلاثة مواعيد معروفة خلال اليوم، ثم يتناولها جلالته مع مستشاريه بالتحليل ومتابعة ما يجدّ عليها، وقد قامت تلك الشعبة بدور كبير في تزويد ديوان الملك عبدالعزيز بآخر المستجدات السياسية والعسكرية إبان الحرب العالمية الثانية بالذات.
وبعد ان انتشرت الإذاعات، وأُنشئت مديرية الإذاعة والصحافة والنشر (في عهد الملك سعود) بدأت أعمال هذه الشعبة تنحسر تدريجياً لتقتصر في نهاية المطاف على متابعة ما تنشره الصحافة العربية والأجنبية، ولذلك أصبحت تسمى شعبة الصحافة والأنباء، لكن الشيخ النفيسي، ظل الوحيد بين زملائه - عمدةً لهذه الشعبة، فلقد تفرقت السبل بكل من عبدالله بلخير (سكرتيراً ومترجماً وإعلامياً للملك سعود) وأحمد عبدالجبار (في ديوان ولي العهد) وعبدالعزيز ماجد (في المراسم الملكية) وعبدالله السلطان (في أمانة مجلس الوزراء) وهكذا.
وقد شارك الشيخ النفيسي ممثلاً للديوان الملكي في عضوية لجنة تخطيط السياسة الإعلامية، التي قرر مجلس الوزراء إنشاؤها برئاسة وزير الإعلام الأسبق (8/3/1387ه) لتصبح نواة المجلس الأعلى للإعلام.
الشيخ النفيسي من عنيزة، ولد ودرس في مكة المكرمة حيث كان يقيم والده، وقد عايش في صغره دخول منطقة الحجاز في الدولة السعودية 1343هـ (1925م)، فهو بهذا يكون قد تجاوز الخامسة والثمانين من العمر.
عفا الله عنه، وأكرمه برضوانه، وأنعم على ذويه.
بحسن العزاء..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved