Tuesday 6th may,2003 11177العدد الثلاثاء 5 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من المحرر من المحرر
المعلمات ومشكلات التصحيح؟!!
عمرو بن عبدالعزيز الماضي

ليست هذه المرة الأولى التي تتناول فيها الصفحة مشاكل التصحيح ومعاناة المعلمات سنوياً منه، فقد سبق أن تناولنا هذا الموضوع الهام الذي يشكل معضلة حقيقية تواجه الكثير من المعلمات وكنا نأمل من شؤون تعليم البنات أن تتجاوب أو ترد أو تتفاعل إلا أننا لم نر شيئاً وظل الحال كما هو، فقد تناولنا سلبيات اللجان المركزية لتصحيح شهادة الثانوية العامة في منطقة الرياض، بعد انتهاء فترة الامتحانات والتصحيح وأشرنا إلى بعض جوانب القصور التي تواجه المعلمات ومدى مناسبة المقر وغيره من الأمور.
ففي كل عام يبدأ «السيناريو» المتعب ونحن على أبواب بداية هذا «السيناريو» الممل للمعلمة والمرهق في آن واحد، ولم نسمع أو نقرأ من أن شؤون تعليم البنات لديها النية في أن تتحرك، أو حتى عن نيتها في دراسة وضع الامتحانات وتقييمه وتطبيق أسلوب جديد هذا العام يقضي على السلبيات التي تكررت في الأعوام الماضية!
كنت أتمنى من بعض المسؤولين في شؤون تعليم البنات الذين يؤدون أعمالهم من مكاتب مكيَّفة ومريحة في مبنى شؤون تعليم البنات، أن يخرج البعض منهم بعد الساعة الثانية ظهراً ويسير بسيارته أمام مقر لجنة التصحيح المركزية ليرى المدة التي سيستغرقها للخروج من ذلك الازدحام وليرى عشرات المعلمات اللائي يقفن على الأرصفة تحت درجة حرارة عالية لمدة تزيد عن نصف الساعة والساعة تقريباً بانتظار أزواجهن!
ماذا عملت شؤون تعليم البنات؟ هل وضعت مظلات هل وضعت برادات مياه في الشارع، ما علمته فقط هو اختيار مكان مزدحم تحيطه شوارع ضيقة لا يتعدى عرض البعض منها ثمانية أمتار!!
لقد اختارت «شؤون تعليم البنات» هذا المقر على قناعة منها بأنه يتوسط مدينة الرياض، وألزمت جميع المعلمات في المدينة «جنوب، شرق، غرب، شمال» الحضور إلى هذا المقر يومياً في فترة لا تتجاوز السابعة والنصف صباحاً ومن ستتأخر عن هذا الموعد ستتلقى سيلاً من التهديد والوعيد من قبل الموجهات من الحرمان من خمسة الأيام التي ستعطى للمعلمة كإجازة في فترة عودة المعلمات التي تكون عادة المدارس فارغة من الطالبات ماعدا من لديهن دور ثان!!
لقد التقت الزميلة منار الحمدان بعدد من المعلمات اللاتي يشاركن في التصحيح كل عام واستقصت آرائهن ونحن نضم صوتنا إلى صوتهن لماذا تصرُّ شؤون تعليم البنات على إلزام المعلمات بالحضور إلى مقر اللجنة في شارع الوشم ولماذا لا تصحح الأوراق في مكاتب الإشراف النسوي في شرق وغرب وشمال وجنوب الرياض. بدلاً من تعريض المعلمة إلى المتاعب والمشاق.. لتترك أطفالها الصغار منذ الصباح الباكر وحتى قبيل صلاة العصر مباشرة!!
إذا كانت المشرفة التربوية مسؤولة عن فتح المظاريف وإقفالها وتسليمها لماذا لا تتولى ذلك في مكاتب الإشراف في كل منطقة؟! خاصة وأن مكاتب الإشراف لن تواجه الازدحام الذي سيواجهه المبنى الذي يتم فيه التصحيح سنوياً.. أو حتى اختيار مدرسة مناسبة وكبيرة تخصص كمقر للتصحيح؟!
إن نتائج المقابلات التي أجرتها الزميلة منار عكست عدم توفر عدالة في التعامل مع المعلمات فمن تسرع في الإنجاز تعطى مزيداً من الظروف والأوراق ومن تتحدث مع زميلاتها وتقضي الوقت في ذلك تعامل مثلها مثل المعلمة النشيطة ناهيكم عن أن هناك من تلزم بالتصحيح سنوياً من المعلمات وهناك ممن لم تشارك في هذا التصحيح أو حتى شاركت به فترات متفاوتة ومنهن من لم تشاهد أو تعمل في المبنى حتى الآن؟!!
هناك معلمات يصححن لمدة أسبوع في مدارسهن للمرحلة الأولى ثانوي والثانية ثانوي ومع ذلك يذهبن ويكلفن في تصحيح المرحلة الثالثة ثانوي لمدة أسبوعين آخرين ومع ذلك يعاملن معاملة غيرهن من المعلمات فأين العدالة في ذلك؟!
إن تجربة العديد من المعلمات عكست ضيقاً شديداً من المبنى الحالي فهو قديم جداً وغير مهيأ التهيئة اللازمة لاستقبال هذا العدد الكبير من العلمات في وقت واحد ولا تتوفر به سبل تحقيق الراحة للمعلمات من مقاصف إضافة إلى أن جميع الشوارع المحيطة به ضيقة جداً.
إن المشرفات التربويات اللاتي يحضرن إلى مقر اللجنة يومياً للإشراف على عملية التصحيح يحصلن على مميزات مادية ومعنوية أكثر من المعلمات اللائي لا يحصلن إلا على إجازة لمدة خمسة أيام «لا تغني ولا تسمن من جوع» ولا تعكس مدى الجهد الذي بذلته المعلمة طوال أسبوعين من الجهد والعرق والتعب لمدة تزيد على سبع ساعات يومياً.
فالمعلمة تعمل بشكل متواصل يومياً لأكثر من أسبوع بمعدل سبع ساعات يومياً وتعطى مقابل ذلك خمسة أيام كإجازة في فترة الإجازة السنوية ولا ندري لماذا لا تقوم شؤون تعليم البنات بمكافأة هؤلاء المعلمات أو حتى إعفائهن من الحضور إلى المدرسة في فترة عودة المعلمات إلا بعد أن يبدأ العام الدراسي.
إن ظروف المعلمة النفسية والاجتماعية وتكوينها الفسيولوجي يختلف كثيراً عن الرجل فالمعلم الذي يكلف بالتصحيح لن يواجه ارتباطات المنزل والأولاد التي تتحملها المعلمة فهو قادر على التصرف بشكل أسرع من المعلمة المسكينة التي تبقى مدة طويلة تحت الشمس الحارقة بعد انتهاء فترة التصحيح التي تزيد على سبع ساعات متواصلة.
إن أي شخص يمر بشارع الوشم بعد انتهاء فترة التصحيح يومياً يرى عشرات من المعلمات يقفن في الشمس الحارقة فيرحم حالهن ويشفق عليهن ورغم ذلك لم نر «شؤون تعليم البنات» تحركت أوو ضعت أي حل من الحلول على مدار سنوات ماضية.
إننا بحاجة إلى تفاعل أكثر من قبل «شؤون تعليم البنات» مع كل ما يهيىء الجو المناسب والراحة للمعلمة وعدم التركيز على الجوانب التي تقف دائماً ضد راحة المعلمة والتي كثيراً ما تنطلق للأسف على شكل اقتراحات من قبل المشرفات التربويات ومكاتب الإشراف ولا أدري سبباً لإخفاق الإدارات النسائية في مكاتب الإشراف والوقوف دائماً ضد ما يهم راحة المعلمة.. هل لأن المرأة تغار من المرأة.. أم لأن المرأة أساساً غير مناسبة لتولي المسؤولية الإدارية؟!
لا يجب أبداً أن تعتمد شؤون تعليم البنات على اقتراحات وتقارير ورقية مقدمة من مكاتب الإشراف النسوي والتي كثيراً ما تقف ضد المعلمة، بل يجب أن تعد الدراسات العلمية المناسبة التي يشارك بها متخصصات من الجامعات ومن خلال استمارات استبانات يؤخذ فيها رأي المعلمة المغيَّب للأسف من قبل مكاتب الإشراف النسوي، إنني أوجه سؤال للمسؤولين في «شؤون تعليم البنات» أولاً وللمسؤولات في مكاتب الإشراف النسوي كم هي المرات التي صدر فيها تعميم يتعلق بالمعلمة، وتم أخذ آراء المعلمات حوله؟!
إن ما يتم حالياً هو عبارة عن آراء المشرفات التربويات اللاتي لا يتعرضن لنفس الظروف التي تمر بها المعلمة مما يجعل الكثير من القرارات والتعاميم تفشل في النهاية لأنه لم يؤخذ رأي المعلمة التي تعتبر محور العملية التعليمية وأساس نجاحها.
فقط ما تريده المعلمة من شؤون تعليم البنات ومكاتب الإشراف.. مزيد من الرأفة والاهتمام..!

ص.ب: 86923 الرياض: 11632

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved