بريمر بين الإرهاب والعراق

يهم العراقيون والعرب بشكل عام التوصل وبطريقة عاجلة إلى نوع من الحكم في العراق يعمل على تهدئة الأوضاع ويحفظ الأمن، وهذه أولوية قصوى، ويسعى لتأمين الترتيبات الخاصة بالتعليم والصحة وغيرهما من الخدمات.
ومع ذلك فإن للولايات المتحدة التي قادت العمل العسكري في العراق أولويات تتفق مع بعض تلك التي وردت لكنها تتحرك في إطار استراتيجية وضعتها وليس من الضروري أن تتطابق بشكل كامل مع تطلعات العراقيين وشعوب المنطقة.
كما أن آلية تحقيق هذه الاستراتيجية الأمريكية يبدو أنها تخضع لصراع بين ما يسمى الصقور والحمائم في إدارة بوش.
ولبعض الوقت اعتقد الناس أن جاي غارنر هو الحاكم العسكري للعراق، بينما صدر أول أمس أمر جورج بوش بتعيين بول بريمر في منصب أعلى من غارنر بالعراق، وقد أعاد المراقبون ما حدث إلى ذلك الصراع مشيرين إلى انتصار جناح وزير الخارجية الأمريكي باول الذي يقف وراء بريمر.
وبريمر المعروف بالتصدي للإرهاب يتفق عمله مع طبيعة الاحتلال العسكري القائم الآن في العراق، ومن المؤكد أن طبيعة اهتماماته ستجعله أكثر ميلاً لمواصلة عمله في محاربة الإرهاب وفقاً للمفهوم الأمريكي، الذي يمكن أن يدرج المناضلين من أجل استقلال بلادهم في خانة الإرهابيين.
هذه الاهتمامات للحاكم الأمريكي الجديد قد تصرف نظره عن الاحتياجات العاجلة للعراق، ومنها الأمن وإقامة الحكومة الانتقالية التي تهتم بالمتطلبات العاجلة، كما تهتم بالترتيب لانتخابات عامة للحكومة المقبلة. وقد يعمد بريمر، وفقاً لاهتماماته، إلى ملاحقة من يظن أنهم إرهابيون قبل أن يشرع في أي مهمات أخرى. ونشير إلى أن ملاحقة الإرهابيين قد تجعل نظره يمتد إلى ما وراء الحدود بحثاً عنهم أينما كانوا بينما العراق تعصف به مشكلات الأمن وعدم الاستقرار.
وفي الظروف الراهنة فإن مسألة الأمن تحظى باهتمام كبير، حيث لا يزال الانفلات الأمني هو المسيطر؛ ما دفع هيئة مثل الصليب الأحمر الدولي إلى تذكير القوة المحتلة بواجباتها وأولها ترسيخ الأمن.
ويحظى الأمن باهتمام الدول المجاورة، ومنها المملكة، حيث دعا سمو وزير الخارجية قوات احتلال العراق إلى تطبيق مقررات معاهدة جنيف فيما يتعلق بالأمن وإنشاء حكومة انتقالية في الدولة المحتلة بأسرع ما يمكن.