ضربة وقائية استبقت الكارثة

حققت الأجهزة الأمنية إنجازاً متقدماً عندما كشفت المؤامرة التي يتضح من حجم الأسلحة والمتفجرات التي كانت ستستخدم فيها أنها كبيرة، وهكذا تكون هذه الأجهزة الأمنية قد وجهت ضربة وقائية مهمة للغاية، وأنقذت بإذن الله أرواحاً كانت ستروح ضحية لهذه المؤامرة.
ويبقى الكثير من العمل الذي يتطلب مضاعفة الجهد ومشاركة الجميع فيه.
فالوطن هو المستهدف وأمن المواطن أيضا؛ لذا بات على الجميع أن يتحلوا باليقظة والحذر، لتطويق هذه الأخطار والقضاء عليها.. وينبغي دائماً أن نتذكر أن كل مواطن خفير.. وأن الواجب يحتم على كل فرد منا أن يجند نفسه ضد هذه الفئة التي فضلت العمل في الظلام؛ لتدمير المكتسبات التي تحققت لهذه البلاد عبر عقود عديدة.
كما ينبغي أن تكون حالة الاستنفار مستمرة .. فالذين خططوا لهذا العمل وتم كشفه، ربما يحاولون إعادة الكرة ولو بعد حين.
إن الضربة القوية التي وجهتها الأجهزة الأمنية لهذه الخلية الإرهابية قد جردتها من كل وسائل عملها، كما شتت عناصرها ومع ذلك فإن الحذر مطلوب وكذلك الاستعداد.
ويستلزم الأمر إلى جانب ذلك عملاً فكرياً وتربوياً عبر مختلف وسائط التوعية؛ لمحاربة التيارات المتطرفة التي قد تجد طريقها إلى شبابنا وتصور لهم الأمور بطريقة تقنعهم بالانخراط فيها.
ومن المهم دائما توجيه أبنائنا الى المقاصد الخيرة لعقيدتنا السمحة باعتبار أنها تنبذ الغلو.. والتطرف وقتل الأنفس بغير حق؛ كما تنبذ تدمير أسباب الحياة وتجريد المجتمعات من مكتسباتها عبر هذه الأساليب الإرهابية المنبوذة.
إن الثقة في الأجهزة الأمنية تتعاظم مع مثل هذه الانجازات التي تعكس أداءً مهنياً رفيعاً، يمكن ان يتعزز من خلال إدراك المواطن دوره في الوصول الى مثل هذه النتائج في تجنب الاخطار.
ويستلزم الحفاظ على التميز ترسيخ أسلوب العمل الوقائي في كافة صوره الأمنية والتوعوية في صميم ثقافتنا العامة، فالترتيبات المسبقة لأي أمر، والافتراضات الواعية، تسهم في تجاوز الكثير من المصاعب وأحيانا الكوارث مثل هذه الكارثة التي لم تحدث بحول الله وقوته.