Friday 9th may,2003 11180العدد الجمعة 8 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رسالة إلى معالي وزير التربية والتعليم رسالة إلى معالي وزير التربية والتعليم
عبدالعزيز بن عبدالله العريني/موفد من وزارة التربية والتعليم إلى جامعة الملك سعود لنيل الدكتوراه في إدارة التعليم العام

معالي الوزير:
لقد مضت سنوات تحولت الوزارة إلى ورشة عمل كبيرة يزينها التعاون والعمل بروح الفريق الساعي إلى الفوز والكابتن هو أنتم.
معالي الوزير:
لا يستطيع أحد من القريبين أو البعيدين عن الوزارة أن ينكر الجهود الكبيرة والتغييرات الإيجابية التي حصلت في وزارة المعارف على مدى السنوات الماضية، لقد صدر العديد من القرارات الحاسمة في التعليم والتي كان لها الأثر الفاعل في استمرار المسيرة التعليمية المباركة في بلادنا العزيزة ومن هذه القرارات على سبيل المثال:
الاهتمام بالموهوبين وذوي الاحتياجات الخاصة - التغيير الإيجابي المستمر في المناهج الدراسية والكتب والمقررات - التغيير الإيجابي في لائحة تقويم الطالب وأهمها وأجملها التقويم المستمر- الانفتاح على المنظمات العالمية في التربية والتعاون معها في كثير من المجالات - اختبار الكفايات للمعلمين والمشرفين التربويين ومديري المدارس - صدور لوائح عديدة من أهمها القواعد التنظيمية للعاملين في قطاع التربية والتعليم - إيفاد العاملين في الوزارة في الداخل للحصول على درجة الدكتوراه - الاهتمام بما يدور في العالم في مجال التربية عن طريق فرق العمل التي قامت بزيارة لبلاد العالم لاعتماد التربية المقارنة في تطوير العمل التربوي - الاهتمام بالمعلم وتحويل أقسام التدريب التربوي بالوزارة وبإدارات التعليم إلى إدارات خاصة في التدريب التربوي.
معالي الوزير:
إن الذي يعمل بهذا القدر الذي عملت به وزارة المعارف لا بد ان يكون في عمله بعض القصور ولا بد ان يكون هناك مع زحمة العمل بعض الثغرات أو السلبيات ومن منطلق تدارك السلبيات والنظرة المستقبلية، ولقربي من الميدان واشتراكي في تدريب مجموعات مباركة من المشرفين التربويين ومديري المدارس والمعلمين فقد حاولت تلمس همومهم والتعاون معهم في حصر أهم المشكلات الملحة في عملهم والتي نتمنى جميعاً أن تنظر لها وزارة التربية والتعليم في مستقبلها القادم، وهذه الملاحظات هي نتاج مناقشات ومداولات على مدى السنتين الماضيتين في مركز التدريب في كلية المعلمين في الرياض وإدارة التدريب التربوي في إدارة التعليم بالرياض، قمت بحصرها وتنظيمها ولعلي أعرضها هنا باختصار عسى أن يكون فيها شيء من الفائدة للقائمين على تطوير العمل في وزارتنا الغالية وزارة التربية والتعليم ومن هذه الملحوظات ما يلي:
1- على مدى السنوات الماضية انطلق التطوير من مركز الوزارة وكان هناك أعمال جبارة في الوزارة لكن صداها في الميدان كان يصل أقل من الطموح وذلك للفجوة الواضحة بين المطورين ومتلقي التطوير، ولعله في الفترة القادمة يقلب الهرم فينطلق التطوير من الميدان بمعنى أن ننظر إلى إمكانات المدارس وننطلق منها حتى لا تكون بعض أعمالنا أحبارا على أوراق غير قابلة للتطبيق في ظل ميدان لا يملك تطبيق بعض ما يتم تنظيره في الوزارة.
2- أساليب الإشراف التربوي الحالية لا تحقق الحد المرغوب من الاشراف التربوي الحقيقي، فالمشرفون التربويون الفنيون - يشكون واقعهم- حيث يغلب على عملهم العمل الإداري والمتابعة أكثر من الإشراف الفني، كما أن زياراتهم المتقطعة للمدارس غير مجدية البتة فأصبحوا ضيوفا ثقلاء على المدارس همهم في المقام الأول تقويم المعلم، وهم معذورون في ذلك حيث تلاحقهم كثرة الأعمال، إن الأسلوب الأمثل هو توطين الإشراف التربوي داخل المدارس بأي شكل إما عن طريق المعلم الأول أو المشرف التربوي المقيم، في ظل انشغال (مدير المدرسة، بوصفه مشرفا تربويا مقيما) في الأعمال الإدارية الصرفة وتراكم الأعمال اليومية الروتينية واستقبال الضيوف وأولياء الأمور.. الخ من الأعمال التي تصرف مدير المدرسة عن الجانب الهام في عمله وهو الجانب الفني.
3- من السلبيات الواضحة في الميدان خاصة في المدن الكبرى في المملكة هو عزوف المعلمين المتميزين عن إدارة المدارس في ظل الأعمال الكثيرة الموكلة لمدير المدرسة وقلة الطاقم الإداري المساعد أو انعدامه في كثير من المدارس، إن العزوف لا يعني عدم وجود مدير لكل مدرسة - رغم وجوده - لكن العزوف الحقيقي هو عزوف الكفاءات التي تستحق هذا العمل، لا بد أن يعطى مدير المدرسة ميزة عن غيره حتى يكون هناك تنافس للعمل في إدارة المدارس، إن مشرفي الإدارة المدرسية يعانون في إقناع الأكفاء في العمل في إدارات المدارس، وسوف أسوق مثالا واحدا يوضح حجم هذا العزوف، ففي إدارة تعليم الرياض التي تضم أكثر من ألف مدرسة في التعليم العام لم يتقدم من يرشح نفسه لإدارة المدارس إلا (2) فقط!!
4- يشتكي العاملون في الميدان وأولياء الأمور من المعلمين المتهاونين وازديادهم يوما بعد يوم في ظل ضبابية الثواب والعقاب في التعامل مع المعلمين المتهاونين، وتشكل لجان تلي لجاناً لتحديد مكامن الخلل والنتيجة ان كان هناك نتيجة النقل إلى مدرسة مجاورة، إن الله سبحانه وتعالى وهو الرحيم بخلقه أنزل في كتابه الثواب والعقاب وحد الحدود ليستقيم الناس، فلا أقل أن نكون عادلين ومنصفين لطلابنا من بعض المعلمين المتهاونين.
5- يعاني كثير من الطلاب في بعض مدارسنا من سوء المباني المستأجرة وما تفرضه عليهم وعلى معلميهم من نمط تقليدي في أساليب التعلم وطرق التدريس مما يدعو إلى ملل الطلاب وعدم تقبلهم للمدارس وانسياقهم للمدارس بتثاقل كيف نريد إبداعاً وتفكيراً وتعلماً ذاتياً لطلاب يعيشون هذه الأجواء؟ إني على يقين ان معالي وزير التربية والتعليم وجميع العاملين في الوزارة غير راضين عن هذا الوضع، لكننا نحمل معالي الوزير همنا ونطالبه أن تكون هذه المباني من أهم الهموم التي يفكر بها ويسعى جاهدا لطرق كل الأبواب الحكومية والأهلية للتعاون لانتشال المدارس من هذا الواقع.
6- التقويم المستمر وتقويم الصفوف الأولية هو من الفتح والتجديد الرائع في الوزارة، وهو الطريق للقضاء على الرسوب والتسرب والهدر المالي، كلنا أمل أن يتم تدريب المعلمين عليه وتعديل مكامن الخلل فيه باستمرار عسى أن يشمل المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في السنوات القادمة، وأن يدعم بفصول صعوبات التعلم التي تساعد على استمراره وأن نبتعد عن أي تعديل فيه يعيدنا إلى الدرجات الكمية.
7- ومن المشكلات الملحة والتي تبحث عن حل عاجل تلك الأنشطة الطلابية التي أضافت ثقلاً على ثقل في طريقتها التقليدية وأساليبها المرتجلة وقلة الاهتمام بها، فمن المفترض أن تقسم ساعات الدراسة وخاصة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة إلى قسمين متساويين الأول يهتم بالمواد الدراسية والآخر بالأنشطة بكافة صورها والتعلم باللعب، وكم نتمنى أن تنقلب مدارسنا إلى ما يشبه المراكز الصيفية ترى الحركة والنشاط والحيوية في وجوه وأذهان وأجساد التلاميذ فهل من عدل بين الجانبين. آمل أن يكون في ما كتبت شيء من الفائدة لتطوير عملنا التربوي، والله من وراء القصد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved