Saturday 10th may,2003 11181العدد السبت 9 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«فيفاء الخضراء» تصافح السحاب على بعد 7000 قدم «فيفاء الخضراء» تصافح السحاب على بعد 7000 قدم
جازان لؤلؤة الجنوب.. عروس الفل والكادي (الجزء الثاني) 1 / 6
تكسوها الخضرة وتنعشها الأمطار طوال العام
«الطمطمانية» أشهر اللهجات الجبلية بجازان

  حلقات كتبها ورصدها: إبراهيم بكري
جازان الفاتنة بسحرها تعود مرة أخرى عبر حدود الوطن في «الجزء الثاني» ردودكم ورضاكم عما كتبناه في «الجزء الأول» يعني لنا الكثير.. جازان أرض خصبة للإبداع في شتى المجالات.
في الجزء الأول تناولنا تاريخ جازان العريق.. آثار جازان وشموخها.. جازان الحاضر ومحافظاتها.. العادات والتقاليد وجمالها.. فرسان الجزيرة الحلم والخيال.. السياحة الفاتنة في أرض جازان ساحرة الطبيعة ومستقبلها المشرق.
بقدر ما تمتلك جازان من جزر فاتنة وشواطئ ساحرة ذات رمال ذهبية تمتلك أيضاً جبالا خضراء تتلاحم مع بعضها لتعانق السحاب، شلالات تتدفق من القمم لتحتضنها سهول الجبال الشامخة، أودية تركض هنا وهناك في لوحة طبيعية نعجز عن وصفها، إبداع الخالق في أرضه، القطاع الجبلي بمنطقة جازان يقف شامخاً وسط مقومات المنطقة السياحية ليلوح بمستقبله الموعود وسط الاستثمارات السياحية المقبلة في شتى أنحاء المنطقة في ظل الجهود الجبارة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان لتنمية القطاع الجبلي بجازان.
ولأهمية القطاع الجبلي بجازان سوف نذكر عبر حلقة اليوم أبرز ملامحه ومدى سحره وشموخه في أجمل لوحة من الطبيعة الخضراء:
جبال فيفاء:
تعتبر جبال فيفاء أشهر جبال القطاع الجبلي بمنطقة جازان وتبعد عن مدينة جازان بمسافة 110 كلم وتتميز بارتفاعها الشاهق عن مستوى سطح البحر بحوالي 7000 قدم والجميل في جبال فيفاء ذلك التناغم والتناسق بين جبالها ال 19 المتصلة مع بعضها بشكل جميل وجذاب تتعانق معها السحب وتكسوها الخضرة طوال السنة مع هطول للأمطار بشكل مستمر لتكون لوحة من الطبيعة الفاتنة، وتعتبر من أهم المعالم السياحية بمنطقة جازان، طبيعتها البكر تتيح أكبر الفرص لأعظم مشاريع الاستثمار السياحي، يسكن جبال فيفاء حوالي 45 ألف نسمة ينتمون إلى 19 قبيلة كل قبيلة تسكن جبلا من جبالها المتصلة كما أنه لكل قبيلة شيخ وجميع مشايخ جبال فيفاء يرتبطون بشيخ شمل قبائل فيفاء.
وتتميز بمدرجاتها الزراعية التي يزرع بها البن والموز وأشجار العرعر والزيتون البري والتمر الهندي والأشجار العطرية ذات الرائحة الذكية، وسوف نتناول في الحلقة القادمة العديد من جبال فيفاء نجمة الجنوب.
جبال بني مالك:
تعد محافظة بني مالك بطبيعتها الجبلية الخلابة وغطائها النباتي الأخضر والحياة الريفية الهادئة منطقة جذب سياحي لا ينقصها سوى زيارتها للتمتع بجمالها مع ضرورة التعريف بها والتوسع في الخدمات الموجودة والطرق والاستثمار الناجح من قبل رجال الأعمال لاسيما أن مشروع ربط محافظة بني مالك بطرق رئيسية مع منطقة عسير عن طريق الطرف والربوعة سيفتح لها آفاقا جديدة في مستقبل سياحتها المشرق وكذلك قربها من جبال فيفاء نجمة الجنوب يزيدها تميزاً وجمالاً والأكثر جمالاً هي سهولة الوصول لجبال بني مالك من خلال طرقها المعبدة المحاطة بالخضرة من شتى الجوانب وجبال بني مالك تتكون من عدة جبال تفصل فيما بينها أودية عميقة مناظرها خلابة وغطاؤها النباتي كثيف وحياتها الفطرية متنوعة، كذلك تشتهر بالمدرجات الزراعية الجميلة وتزرع فيها الحبوب: كالذرة والدخن وغيرها: كالموز والبن، وقد نمت زراعة الأناناس والجوافة والمانجو والبرتقال واليوسفي بنجاح، ومن أهم أشجارها العرعر واللبخ والزيتون البري والأشجار العطرية: كالكادي والبعيثران والريحان.. ومن أهم جبال بني مالك جبل طلان والذي يعتبر أعلى جبل في منطقة جازان، ويمتاز بجوه البارد ومناظره الطبيعية الخلابة وهو مطل على واد جميل يسمى وادي دفا يصب فيه الماء بشكل جميل وجذاب ويقع بجوار جبل طلان العديد من الجبال التابعة لبني مالك وأهمها جبال الحشر وجبال العريف وجبال آل امصهيف وجبال آل سعيد وجبال خاشر وجبال العزة وجبال ثهران وجبال العنقة وجبال حبس وجبال شهدان، ومن أهم أوديتها وادي جوري ووادي ضمد ووادي دفا.. وتحتل جبال بني مالك تاريخا شامخا من قديم الزمان، وقد ذكرها ياقوت في معجم البلدان والهمداني في صفة جزيرة العرب، كما ورد ذكرها في الآثار والأشعار القديمة كدليل صادق على تاريخها العريق.
وتتميز جبال بني مالك بمناخها الجميل ذي البرودة شتاء والمعتدل صيفاً مع استمرارية هطول الأمطار بمعدل درجة حرارة سنوية أقل من (19) درجة مئوية وذلك على المناطق الجبلية وفي بطون الأودية يميل إلى الحرارة صيفاً حيث يكون متوسط درجات الحرارة السنوي «29» درجة مئوية.
وتهطل الأمطار بصفة عامة في فصل الصيف «يونيو، يوليو، أغسطس» ويقدر عدد سكان محافظة بني مالك حوالي (70) ألف نسمة وتعود قبائل بني مالك نسباً إلى خولان بن عمرو بن قضاعة وهي قبائل قحطانية سكنت المنطقة منذ العصر الجاهلي.
ويمتاز موقع جبال بني مالك بأهمية كبيرة لكونها تتوسط العديد من المحافظات والمراكز بالمنطقة وذلك ساهم بفعالية بنجاح سوقها الأسبوعي الذي يعد من أهم الأسواق الأسبوعية في المنطقة.
أهم المواقع السياحية بجبال بني مالك ما يلي:
1- العين الحارة:
هي عبارة عن عين متدفقة فوارة شديدة الحرارة تقع في شعيب بين تكوينات صخرية بركانية تبلغ درجة حرارة مائها 90 درجة مئوية. تقع العين الحارة في وادي ضمد قرب الحدود الدولية وتبعد عن الداير 20 كم وقد أقيمت عليها مسابح ودورات للمياه وبها قسم خاص بالسيدات وهي مسورة من جميع جهاتها وتشرف عليها هيئة تطوير وتعمير منطقة فيفاء وبني مالك.
يقصدها الناس من كافة مناطق المملكة والخليج العربي واليمن للاستشفاء والعلاج لأن ماءها الحار يحتوي على العديد من الأملاح المعدنية التي أكدت التجارب المخبرية فاعليتها في علاج العديد من الأمراض الجلدية وأمراض المفاصل والعضلات وغيرها من الأمراض.
2- موقع مَوهِد:
تكوين بركاني هائل وخانق جبلي عظيم يعترض مجرى وادي ضمد الكبير، حيث يضيق هذا الوادي عند اختراقه إلي عرض مترين إلى ثلاثة أمتار ولمسافة تزيد على الألف متر مشكلاً للعديد من الشلالات الكبيرة والأعماق المائية السحيقة مع تعرجات شديدة وتكوينات صخرية مثيرة وأحياء مائية ونباتية متنوعة.. علماً أن هذا الخانق مجاور للعين الحارة حيث يبعد عنها 2 كم والماء فيه يجري بغزارة طوال العام.
3- القرى الأثرية:
اشتهرت جبال بني مالك بقراها الأثرية لتؤكد تاريخها الشامخ والعريق وتتميز قراها الأثرية بالأبراج العالية المربعة والمستديرة المبنية من الحجر حيث برع أهل المحافظة في بناء هذه الأبراج الهائلة بعلو عشرة أدوار بأشكال هندسية بديعة تدل على ولعهم بالبناء واتقانهم له حتى عهد قريب، وكانت هذه القرى الأثرية تجمع بين الاستخدام السكني والعسكري كما يتضح من اطلالها الشامخة الباقية رغم مرور مئات السنين ولا يخلو واد أو جبل من هذه القرى، كما أن لكل قبيلة قرية معروفة ومن أشهرها قرية قيار الأثرية التابعة لقبائل آل خالد وهي عبارة عن منزلين على شكل قصبتين طويلتين ذواتا ارتفاع شاهق على شكل اسطواني ويتردد بأنها ترجع للعهد العثماني الأول وكذلك أيضاً من أشهر القرى قرية المسترب الأثرية في جبل طلان التابع لقبائل آل علي وهي قرية أثرية اسلامية الطابع تتميز بزخارفها ونقوشها الإسلامية وهي ذات ارتفاع شاهق على شكل مربع ولعل من أهم القرى الأثرية بجبال بني مالك قرية الثاهر وقرية الخطام وقرية خدور وقرية القزعة وقرية المسيجد وقرية الموفا وقرية المزترب وقرية حنينة وقرية علاية وقرية دامحة وقرية العتقة وقرية الولجة وقرية العصيمة وقرية الثهير وقرية حصيبة وغيرها من القرى الأثرية الشامخة التي لم يعرف تاريخها العريق حتى الآن.
4- الغابات والمطلات:
توجد قمم جبلية مرتفعة تكسوها غابات خضراء من أشجار العرعر والزيتون البري والشجيرات المختلفة مع برودة الجو ورقة النسيم ومناسبته للرحلة والاستجمام وهي في نفس الوقت مطلات جميلة على الأودية والجبال المجاورة في منظر بديع وتوجد هذه الغابات في جبال العريف وطلان والحشر وآل امصهيف والغويفر وغيرها من جبال بني مالك الفاتنة بسحر الطبيعة.
5- المنتجعات:
تتميز جبال بني مالك بالعديد من المنتجعات الطبيعية الخلابة ذات الجو اللطيف المصاحب لقطرات الندى من الزهور والأشجار العطرية ومن أهمها منتجع القرحان ويمتاز بقربه من مدينة الداير ويقع على طريق جبال الحشر وادي الحياة المنبسط ذي الأرض المستوية والأكثر جمالاً شلالات مائية وأشجار كبيرة ومعمرة توفر ظلاً مناسباً للاستراحة والتأمل في عظمة وقدرة الخالق وابداعه في حسن وجمال جبال بني مالك عروس الجبال وزينة السهل الأخضر والوادي المتدفق بجمال الطبيعة والسحر الفاتن.
الجبل الأسود:
ويقع الجبل الأسود شرق مدينة جازان بحوالي 165 كلم على ارتفاع حوالي ثلاثة آلاف متر عن سطح البحر ويمتاز الجبل الأسود الذي يعد من أجمل جبال منطقة جازان بالغابات الكثيفة من أشجار العرعر والزيتون البري المعروف بالعثم وجمال الطبيعة الذي يبعث السعادة والبهجة في النفس والهواء العليل الممتع بنسماته الباردة طوال أيام السنة والمدرجات الزراعية التي تدل على عظمة واتقان سكان الجبل الذين حولوا الجبال الشاهقة الى مدرجات زراعية تجود بكل أنواع الحبوب والخضراوات والفواكه والنباتات العطرية التي تعطر أجواء الجبل بشذاها الطيب ويتميز الجبل الأسود بالأمطار الغزيرة التي تتواصل عليه معظم أيام السنة وتنتقل السحب البيضاء بين جنباته بهدوء وكأنها تستريح في أحضانه من كثرة سفرها وترحالها.
وقد سمي الجبل الأسود بهذا الاسم نظراً لكثافة الغابات التي تكسوه من أشجار العرعر والأشجار العطرية والزيتون البري ولأن الغابات الخضراء الكثيفة تحجب ضوء الشمس عن الوصول إلى أرض الجبل لذلك سمي الجبل الأسود والذي يستحق أن يطلق عليه الجبل الأخضر بدلاً من الأسود.
ويقطن الجبل قبائل آل عمر التي يبلغ تعدادها ثلاثة آلاف نسمة وينقسمون إلى تسعة فروع وهي: العاقلين وآل شعثان وآل زهراء وآل هملان والمحرقة وآل مشوقة وآل عقاية وآل الضباح والحكس.
جبال بلغازي:
تقع جبال بلغازي شمال شرق مدينة جازان وتبعد عنها مسافة 100 كلم تقريباً مجاورة لجبال فيفاء وجبال بني مالك وتتميز جبال بلغازي بالعديد من الأماكن السياحية الجميلة وكذلك القرى الأثرية القديمة التي تجسد اطلالها تاريخاً شامخاً لأمم قد فنت وبقيت آثارها شامخة تحاكي الزمن وبجانب ذلك تتميز جبال بلغازي بأوديتها الجميلة المتدفقة بالمياه الغزيرة طوال العام من أهمها وادي قصي ووادي القاط وبهما الغابات الفاتنة بجمالها ذات الأشجار العطرية التي تعطر الجو اللطيف وسط ظلال الأشجار وأنغام صوت الماء وهو يرتطم بالصخور مخلفاً جوا شاعريا مفعما بحب الطبيعة والجمال ووسط ذلك تقف المدرجات الزراعية بجمالها تختال بزراعتها المتعددة من محاصيل الحبوب والفواكه ومن أشهر جبال بلغازي جبل صماد وجبل مصيدة حيث المناظر الجميلة والمدرجات الزراعية والهواء العليل.
جبل منجد:
جبل أخضر رائع يقع بين الجبل الأسود وجبال بلغازي ويمتاز بالمدرجات الزراعية الدائرية والمنازل الحجرية الجميلة والخضرة والطبيعة البكر والجو اللطيف على مدار العام والخضرة تكسو الجبل من السهل إلى القمة مع تعانق الضباب والسحب معه معظم فترات السنة.
جبال الريث:
أهم المناطق السياحية بمنطقة جازان واجملها لوجود أفضل الأودية وادي لجب الذي يعتبر من أفضل المنتجعات السياحية وجماله يصعب وصفة وهو يحاكي الطبيعة بنفسه كواد متدفق وسط جبلين عملاقين والنخل باسق بارتفاعات شاهقة والأكثر جمالاً تلك المياه العذبة الصالحة للشرب المتدفقة من شلالات كبيرة حجماً وعظيمة خلقاً وفاتنة جمالاً ويخيم على وادي لجب هدوء وسكون يسحر النفس بالاطمئنان والراحة النفسية ولعل حرص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان على زيارة وادي لجب بين فترة وأخرى أصدق دليل على أهميته كموقع سياحي جذاب يحلم بأنامل المستثمرين الصادقة لدعم استثمارات أرض جازان المتعطشة للنمو والارتقاء.
جبال هروب:
تقع منطقة هروب شمال شرق المنطقة على بعد 110 كلم من مدينة جازان ويبلغ مساحتها 200 كيلومتر مربع تتميز بهطول الأمطار الغزيرة صيفاً ومناخها معتدل وجميل خاصة في قمم الجبال العالية التي يزيد ارتفاعها عن 1500م فوق سطح البحر ولعل قمة جبل الشديد الواقعة شمال القرنة وجنوب الجبل الأسود أعلى قمة جبلية حيث يبلغ ارتفاعها 2419م فوق مستوى البحر ويأتي بعدها قمة جبل القرنة البالغ ارتفاعها 2245م فوق مستوى سطح البحر. المدرجات الزراعية الجميلة تكسو جبال هروب بالخضرة ومن جبال هروب الجميلة تنحدر أودية أجمل كوادي شهدان المتوشح بالخضرة طوال العام حتى أصبح مكانا هاما في السياحة الجيزانية الغنية بجمال الطبيعة وهناك أودية أخرى لها نفس صفات وادي شهدان تنحدر من أعلى قمم جبال هروب مثل وادي هروب ووادي الرزان ووادي صبيا ووادي وعال وغيرها.
سكان جبال جازان يتكلمون لهجات اللغة السامية:
بعد أن عرفنا ما تتميز به جبال جازان من طبيعة ساحرة هناك سحر أعظم تمتلكه هذه الجبال انه سحر التاريخ العريق الممتاز لآلاف السنين بالرغم من أن وعورة تلك الجبال وقسوة طبيعتها حالت بينها وبين أبحاث المؤرخين واستكشافاتهم التاريخية لكن بقيت استمرارية تواصل سكان جبال جازان بلهجات عامية مختلفة متعددة مميزة لا تفهم معانيها ولا يتقنها سواهم من أبرزها اللهجة الطمطمانية وهي من لهجات اللغة العربية الباقية وتنحدر من اللغة السامية نسبة إلى سام بن نوح عليه السلام.. هذه اللهجات التاريخية فتحت آفاقا جديدة أمام المؤرخين التاريخيين لمعرفة تاريخ جبال جازان القديم المجهول عمراً والخالد شموخاً من خلال المخطوطات القديمة التي ورثها سكان جبال جازان عن أجدادهم ولعل تمسكهم بتلك المخطوطات بشكل كبير لدرجة حرمان المؤرخين الطامعين لمعرفة حل اللغز التاريخي لهذه الجبال حرمها معرفة تاريخها الذي بدأ يتطاير في الهواء مع تهالك كل مخطوطة وأصابتها بعوامل التعرية وتلفها في المستودعات المغلقة بحجة الحفاظ على وصية الأجداد وتحطيم احلام المؤرخين التاريخيين الحالمين بيوم شروق الشمس على هذه المخطوطات القديمة تاريخيا الغنية بفنون عدة تمتد لعصور ما قبل الإسلام.
أما اللغة السامية التي تنسب إلى سام بن نوح عليه السلام هي اللهجة الغالبة بين معظم سكان جبال جازان ويتحدثون بها فيما بينهم وتنسب هذه اللهجة إلى قبائل حمير التي سكنت جنوب الجزيرة العربية قديماً وهذه اللهجة عبارة عن إبدال لام التعريف ميما ساكنة مثل الجبل إمجبل ومن شواهدها كلغة قديمة تاريخياً قول الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه اللهجة «ليس من امبر امصيام في امسفر» أي ليس من البر الصيام في السفر، وهناك ألفاظ عديدة ومسميات أخرى يتخاطب بها أهالي سكان جبال جازان فيما بينهم لا يكاد يفهمها غيرهم ولعل بعض هذه الألفاظ قريبة من اللغة الفصحى أو مشتقة منها مثل:
كلمة: آت خير؟ معناها: أأنت بخير؟
كلمة: هش معي؟ معناها: اذهب معي؟
كلمة: القني معناها: قابلني.
كلمة: تراقب لي معناها: انتظرني قال تعالى: {فارتقب انهم مرتقبون}
كلمة: حرد معناها: غضبان، قال تعالى: {وغدوا على حرد قادرين}
كلمة: توحلي معناها: انتظرني.
كلمة: حل لي معناها: اخبرني.
كلمة: هراشة معناها: أكلة تؤكل بين العصر والمغرب.
كلمة: امثروة أصلها: الثروة وهي المال الكثير ومعناها في هذه اللهجة: البنت الصغيرة.
كلمة: امرباء أصلها: الرباء وهو الزيادة ومعناها في هذه اللهجة: الولد الصغير.
كلمة: عمت امطريق معناها: ضللت الطريق.
كلمة: شفرة معناها: سكين.
كلمة: عروم القوم معناها: سيد القوم وأشجعهم.
كلمة: هبشة معناها: مجموعة من الأشياء.
كلمة: امطور معناها: الجبل المرتفع.
كلمة: إمهوه معنها: أسفل.
كلمة: بيس معناها: سيئ وقبيح.
كلمة: هذره معناها: كثير الكلام.
كلمة: آت يا هو محاه معناه: أأنت محمد؟
كلمة: توحني وعاه معناها: انتظرني يا علي.
كلمة: عد جم علي معناها: عند جابر علي.
يتميز سكان جبال جازان بلهجتهم جعلهم يتميزون بأمثال شعبية تتداول بينهم لا يفهمها سواهم وان هذه الأمثال تدل على غزارة وغناء لهجتهم بالمفردات والكلمات ومن هذه الأمثال الشعبية ما يلي:
المثل: يمص ليمة معناه: كناية عمن فاته شيء ويستحيل الحصول عليه.
المثل: وربي ما جملت معناه: ما قمت به من عمل ناقص وغير كامل.
يصفق لي فدان مغنم معناه: كناية عن شيء لا يمكن الحصول عليه.
عادات وتقاليد ملابس القطاع الجبلي بجازان:
ملابس الرجال:
تتسم ملابس الرجال بالبساطة، وألوانها الصارخة، وعلى العموم أصبحت هذه الملابس ترتدى كنوع من المحافظة على الماضي، أو عند أداء الرقصات الشعبية، وهذه الملابس هي الحوك «الازار» من القماش الثقيل وله فتحة من الأمام تقفل بمشبك تسمى «زناقة» وتثبت عند لبسها بحزام من الجلد ومنها أيضاً «المصناف» وهو من القماش الثقيل باللون الأبيض المقلم بالألوان الأخضر والأزرق والأصفر وله أطراف معقودة ويوجد منه باللون الأحمر المقلم بعدة ألوان وبه خيوط ذهبية متداخلة محلى بأشرطة ذهبية من الأسفل.
ملابس النساء كبيرات السن:
تلبس المرأة «الكرتة» وهو الثوب الواسع وله زم من الجوانب يشبه الثوب العسيري والقصيمي.. وهو ذو تفصيل واسع بأكمام عريضة وتلبس تحته السديرية من الكتف إلى الصدر كالبلوزة وبألوان تناسب الثوب الذي يلبس تحته، كما تلبس الوزرة أو الفوطة.
ملابس الفتيات:
كانت الفتيات في القطاع الجبلي بجازان متميزات بالألبسة المتنوعة وكن يطلقن عليها الألفاظ والمسميات المختلفة كالثوب الذي يسمى «كرتة» كما ان منها الجبيرة والميل والسديرة والنقبة والمصر وأسماء أقمشة الفتيات ولباسهن كمشة كبيرة وكمشة صغيرة وصاروخ الفقراء وصاروخ التجار وعاش مرتين وخاني طريق مصر. أما الألبسة المشهورة في المناسبات فهي الثوب الميل، والمقنع، والمقنع الميل والمطرز، ويكون لونه أحمر أو أزرق وتلبس الفتاة بعض الحلي من الفضة والذهب مثل الخلخال الذي يوضع في القدم تحت الثوب وأكثر الفتيات يحرصن على لبس ثوب أسود اللون مطرز في أماكن مختلفة بخيوط حمراء وبيضاء وغيرها ويتدلى من الرأس الهامة المصنوعة من الفضة أو الذهب.

ملاحظة: الصور من كتاب «الطبيعة الساحرة في جبال جازان «تأليف أحمد بن حسن الفيفي»

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved