Monday 12th may,2003 11183العدد الأثنين 11 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الإسلامي بالقاهرة في فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الإسلامي بالقاهرة
آل الشيخ: مستقبل الأمة الإسلامية معلق بإرادة أفرادها
المشاركون يطالبون بإقامة تكتل اقتصادي إسلامي لمواجهة التحديات

* القاهرة مكتب الجزيرة فتحي أبو الحمد:
أكد الشيخ صالح عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية ان المسلمين مطالبون بتحقيق التكامل والمشاركة الفعالة في صناعة المستقبل وهذا يتطلب من العلماء المشاركين في المؤتمر الإسلامي مواجهة التحديات التي تحيط بالامة لايجاد الآمال المعقودة عليهم وتحقيق النهضة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وقال في الجلسة الأولى لفاعليات اليوم الثاني لمؤتمر مستقبل الامة والتي ترأسها.. ان مستقبل الامة معلق بارادة كل فرد فيها حكاما ومحكومين وقادة سياسيين وعلماء في كل ميدان معتمدين في ذلك على العلم والمعرفة والاخذ بالاسباب، مطالبا العلماء بترك خطاب الترهيب والترويع والتحدث بخطاب متفاعل والانفتاح على العالم كله.
وشدد الشيخ صالح آل الشيخ على ضرورة تحقيق توازن حضاري مدني يستشرف الحضارة والمدنية النابعة من التاريخ والحضارة الإسلامية وليس نابعا من حضارة وتاريخ غيرنا في الوقت الذي تطلع فيه إلى تكامل اقتصادي قوى بين دول العالم الإسلامي يعتمد على امكانيات البلدان الإسلامية لأن الاعتماد على الاخرين يجعلنا ضعفاء.
واشاد وزير الشؤون الإسلامية بالمملكة بالمداخلات الفعالة من المشاركين والتي تطالب بتحقيق التكامل وتبشر بخير الامة وتدعو إلى التفاؤل مؤكداً ان الامة الإسلامية بحاجة ضرورية إلى التكامل في كافة المجالات وان يقتصر الاختلاف فقط على اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.
ودعا الدكتور اسامة الباز مستشار رئيس الجمهورية المصري الى اقامة تكتل اقتصادي بين الدول الإسلامية لمواجهة التحديات والتصدى للمنافسة العالمية الشرسة مشيراً الى ان الدول الإسلامية لديها مصالح مشتركة كثيرة أصبحت واضحة في الفترة الأخيرة في ظل الهجمات المتوالية على بعض البلاد العربية والإسلامية.وقال في جلسة المؤتمر الخامس عشر للمجلس الاعلى للشؤون الإسلامية ان العالم الإسلامي يواجه اخطاراً متزايدة في ظل توجهات جديدة تقوم على المفارقة بين الشعوب وترسيخ فكرة الصراع بين الحضارات رغم ان الحضارة الإنسانية واحدة وان كانت متعددة في الاطار التاريخي فالحضارة نهر كبير تصب فيه نهيرات من هنا وهناك.
واشار الى ضرورة ان يكون هناك وعي في اوساط الشعوب الإسلامية بالتحديات التي تواجه الأمة موضحا ان التكامل الاقتصادي يقوم على منطلقات اساسية تتمثل في وحدة المصطلح والتحديات وان تجميع هذه القوى القطرية سوف يتمثل في انشاء مؤسسات وتنظيمات وان تكون هناك خطط ومشروعات تلتزم بها جميع الدول وشدد على ضرورة ان تشعر الشعوب العربية والإسلامية بان الجميع شركاء وان التكامل سيحقق فائدة ومزايا أكثر لها وقدرة على مواجهة التحديات ويجب الا تكون اسرى لمقاييس ضيقه أو الخسائر البسيطة التي قد تلحق ببعض الدول في بداية التكامل.وخلص الباز الى القول اذا كانت الامة في الوقت الحاضر غير مستعدة لتحقيق التكامل فيجب ان نعمل على تمهيد الطريق باقامة التكامل في اقرب وقت ممكن وان تكون هناك دراسة جادة لكل خطوة تخطوها في هذا الصدد. من جانبه أكد الدكتور احمد كمال ابوالمجد المفكر الإسلامي ان كل الشعوب الإسلامية تؤمن بانها تنتمي إلى امة صاحبة امانة وحاملة رسالة وان هناك مسئولية جماعية سوف يسأل عنها كل مسلم مشيراً الى ان الامة تعيش في الوقت الحاضر في حيرة واحساس بالعجز والضعف لم نشهد لها مثيلا في التاريخ فهناك تراجع وتقهقر ومعاناة لخير امة اخرجت للناس.وقال انه لا وقت للحزن والاحباط وعلينا ان نؤمن بأن العمل والجهاد واجب ان حتى تتحول الهزيمة الى نصر والا تتنازل الامة عن شبر من اراضهيا بأي حال من الاحوال.وطالب باعادة بناء الامة على اساس الوسطية التي جاء بها الإسلام والعمل على تحقيق النهوض والتقدم موضحا اننا مازلنا نعيش في بداية المأساة وعلينا ان نتخلى عن منهج الاعذار والتماس المبررات وكيل الاتهامات للآخرين وانما علينا ان نعترف بالهزيمة والاخطاء التي حدثت وان نحدد الاولويات من أجل الخروج من تلك الحالة المأساوية.
وقال ان الحضارة الإسلامية راسخة منذ اربعة عشر قرنا واستوعبت الحضارات السابقة عليها وحكمتها بالرؤية الكونية المؤمنة التي جاء بها الإسلام واسهم فيها مع العرب امم اخرى متنوعة مشيراً الى ضرورة العناية بالقيم الحضارية التي تحقق التوازن وتحافظ على الاستقرار الإنساني وبناء الإنسان وتهيئة الظروف المواتية للتطوير والابداع. واوضح ان جمود العرب والمسلمين الفكري والحضاري هو الداء العميق الذي يؤدي الى تداعيات خطيرة في مسيرة الداعين العرب والمسلمين ولذلك فاننا في حاجة الى جهود معرفية وثقافية ومؤسسات مجتمعية تمارس النقد والتقويم للتجافي والجمود.واكد الشيخ علي بن عبدالرحمن الهاشمي مستشار الشئون القضائية والدينية بالامارات ان الرؤية الإسلامي لحقوق الإنسان تتميز عن غيرها من النظريات الوضعية بكونها تحمل طابع الشمول والاستيعاب لجميع جوانب الإنسان الروحية والمعنوية لأن الإسلام لا يعتمد في نظامه ورؤاه الا عن طريق الايمان المنبعث عن اقتناع حر ونزيه وعن ارادة غير مقيدة بأي نوع من انواع القيود المقيدة للإرادة أو إلحاق شر بها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved