Monday 12th may,2003 11183العدد الأثنين 11 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

زيارة خاتمي للبنان تعكس الموقف الإيراني من أوضاع ما بعد الحرب زيارة خاتمي للبنان تعكس الموقف الإيراني من أوضاع ما بعد الحرب

* بيروت من طارق شعلة أ ش أ:
يصل إلى بيروت اليوم الاثنين الرئيس الإيراني محمد خاتمي في زيارة رسمية للبنان تستغرق ثلاثة أيام هي الأولى من نوعها لرئيس إيراني منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 حيث يتوقع مراقبون أن الزيارة قد تكون انعكاسا للمتغيرات الجديدة التي أفرزتها الحرب التي خاضتها القوات الأمريكية في العراق والإطاحة بنظام صدام حسين.. وتكتسب زيارة خاتمي للبنان والتي يجمع المراقبون على اعتبارها تاريخية أهمية خاصة بالنظر إلى توقيتها في ظل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية المتسارعة لكل من لبنان وإيران.. بالإضافة إلى سوريا والتي يجمع بينها عامل مشترك هو دعم الدول الثلاث لحزب الله باعتباره حزب مقاومة على الرغم من أن واشنطن تنظر إليه كمنظمة إرهابية ينبغي نزع سلاحه ووقف كل أشكال الدعم والمساندة له.وإلى جانب العلاقة الخاصة بين إيران وحزب الله.. فإن زيارة خاتمي لبيروت في هذا التوقيت الذي يتعرض فيه الحزب لأقوى حملة معادية له من قبل الإدارة الأمريكية تعطي له دعما على المستوى الاقليمي إلى جانب تكريس التأييد الداخلي حول مشروعيته للاستمرار في المقاومة لمواجهة هذه الضغوط والتي جعلت البعض خاصة من المعارضة المسيحية يدعو إلى عدم استدراج إسرائيل أو أمريكا إلى مواجهة عسكرية أو استخدام الساحة اللبنانية لتصفية حسابات اقليمية.وفي هذا النطاق تتوقع المصادر السياسية اللبنانية أن يلتقي خاتمي خلال الزيارة مع البطريرك الماروني نصرالله صفير في خطوة تعكس تقدير طهران لموقف الصرح البطريركي في بكركي من المقاومة المشروعة التي يمثلها حزب الله وعدم الاستجابة للضغوط والتهديدات المطالبة بنزع سلاح هذه المقاومة.
ويؤكد المراقبون أن مستقبل حزب الله سيكون محور محادثات خاتمي في بيروت وهو ما يعكس الاهتمام الأمريكي المتزايد والرصد الدبلوماسي لأبعاد وأهداف الزيارة وتفسير الحركة الدؤوبة للسفير الأمريكي في بيروت فنسنت باتل خلال الأيام الماضية مع المسؤولين اللبنانيين في ضوء المحاولات الأمريكية المستمرة لتحييد إيران عن التدخل في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي عبر بوابة حزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية.وتسعى الدبلوماسية الأمريكية إلى معرفة موقف طهران من مطالب واشنطن بنزع سلاح حزب الله ونشر الجيش اللبنانى في جنوب لبنان وهي نفس المطالب التي نقلها وزير الخارجية الأمريكي كولين باول إلى كبار المسؤولين في بيروت ودمشق خلال جولته الأخيرة.وعلى الرغم من ثبات الموقف الإيراني من استمرار الدعم للحق اللبناني في صراعه مع إسرائيل.. إلا أن معطيات المرحلة الجديدة التي أفرزتها نتائج الحرب على العراق وسعي واشنطن التي تقف قواتها على مقربة من الحدود الإيرانية إلى استثمار هذه النتائج في تبديل شروط وأسلوب حل هذا الصراع قد يجبر طهران على تغيير طريقة دعمها التقليدي لحزب الله.
ويشيرالمراقبون إلى أن استمرارالدعم التقليدي الذي تقدمه طهران إلى حزب الله سواء الإمداد بالسلاح أو تدريب عناصره قد يدفع إلى مزيد من التوتر بين إيران والإدارة الأمريكية الحالية وهو ما تسعى إلى تجنبه خاصة في هذه المرحلة التي تتعرض فيها إيران لاتهامات متزايدة من قبل هذه الإدارة.
ويتوقع المراقبون أن تعكس محادثات خاتمي في بيروت فهم طهران للمتغيرات الجديدة التي أفرزتها حرب العراق والحفاظ على مصالح إيران التي انتهجت خلال الحرب سياسة الحياد الإيجابي حتى تم الإطاحة بنظام صدام حسين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved