Monday 12th may,2003 11183العدد الأثنين 11 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جازان لؤلؤة الجنوب.. عروس الفل والكادي جازان لؤلؤة الجنوب.. عروس الفل والكادي
صبيا العريقة .. تختال بحضارتها الشامخة
(الجزء الثاني)

  حلقات كتبها ورصدها: إبراهيم بكري
تاريخ صبيا:
صبيا في بدايتها كانت بمكان يدعى أبو دنفور يقول الهمداني في صفة جزيرة العرب «أن صبيا قرية من قرى مخلاف حكم» وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان «صبيا قرية من قرى مخلاف عثر» ومن تاريخ الفترة التي عاشها الهمداني في القرن الثالث عشر وأواسط العقد الرابع من القرن الرابع عشر حيث توفي عام 334هـ وتاريح الحموي 573هـ وتوفي عام 626هـ كانا يقصدان في ذلك موقع صبيا الذي كان يسمى أبو دنفور وليست صبيا في مكانها الآن.
اما تاريخ مدينة صبيا من ناحية الحكم فقد حكمت صبيا اسر كثيرة وتعد أسرة الحكميين أول أسرة تحكم صبيا ثم أصبحت جزءاً من المخلاف السليماني الممتد من الشرجية إلى حلى تحت إمارة «سليمان بن مطرف الحكمي» الذي تولى حكم المخلاف وأطلق عليه اسمه عام 373هـ إلى عام 393هـ وكانت مدينة عثر قاعدة له.
* أما الأسر التي حكمت صبيا قديماً منها الآتي:
أسرة الحكميين:
حكمت صبيا وظل رؤساؤها يتعاقبون الحكم عليها لفترة من الزمن سواء أيام كانت قرية من قرى مخلاف حكم أو بعد أن أصبحت جزءاً من المخلاف الذي استقل به أحد أفراد هذه الأسرة وهو «سليمان بن طرف الحكمي» وكان سليمان هذا حاكماً على المخلاف وليس أميراً على صبيا وحدها كما أورد العقيلي في كتابه «تاريخ المخلاف السليماني» أما عشيرة الحكميين هذه لا تزال موجودة إلى الآن في أماكن متفرقة من منطقة جازان مثل صبيا وأبو عريش وبيش والدرب وفيفاء والمضايا وقراها وأماكن متعددة.
أسرة الغوانم:
آلت الإمارة بعد الحكامية إلى أسرة الغوانم الذين ينتمون إلى العلويين من أبناء «غانم بن يحيى بن حمزة بن رهاس بن أبي الطيب الحسني العلوي» وسيطرت هذه الأسرة على المناطق التي كانت خاضعة للحكميين أو الحكامية.
فقد كان «عيسى بن حمزة» أميراً على «مخلاف حكم» «ويحيى بن حمزة» أميرا على «مخلاف عثر» الممتد من شمال صبيا إلى «حمضة» بالقحمة شمالاً و «علي بن محمد بن ذروة كان أميراً على «خلب» وما جاورها شمالاً أي أنه كان أميراً من «خلب» جنوباً إلى صبيا شمالا وخلب هذا وادي يمر جنوب «أحد المسارحة».
أسرة الذروات:
هذه الأسرة امتداد لأسرة الغوانم لان التاريخ لم يذكر اسم أي أسرة تولت الحكم بعد أسرة الغوانم مباشرة سوى «أسرة الذروات» وقد ورد اسم علي بن محمد الذروة ضمن أسماء الرؤساء الغوانم حيث كان أميراً على «خلب» وكان رؤساء الذروات حكاما على صبيا وبعض قراها أيام كانت صبيا في «أبو دنفور» ولا تزال أسرة الذروات موجودة إلى الآن وتقطن القرى الواقعة إلى الشرق من صبيا وإلى الشمال الشرقي والجنوب الشرقي منها ومن هذه القرى «الحسيني» «جخيرة» «الحسينية» «العريش» «المعترض» وغيرها.
أسرة الخواجية:
آلت إمارة صبيا من أسرة الذروات إلى أسرة الخواجية حين كانت في مكانها الأول «أبو دنفور» وأول من تولى الأمارة هو «عيسى بن حسين الخواجي» المتوفى عام 951هـ وخلفه من بعده «دريب من مهارش الخواجي» وهناك مجموعة تولت إمارة صبيا منهم «عبدالوهاب الخواجي» «وشمس الدين الخواجي».
كما أورد العقيلي في «تاريخ المخلاف السليماني» ولازالت هذه الأسرة موجودة بأعداد كثيرة تقطن صبيا بقسميها وتسكن أيضاً في مدن وقرى مختلفة من منطقة جازان مثل «أبو عريش» و «الشقيري» من قرى وادي ضمد و «الباحر» من قرى صبيا و «السلامة العليا» «والسلامة السفلى» وبعض من منطقة عسير مثل «قتا» و «خميس البحر».
أسرة آل خيرات:
كانت إمارتهم محصورة في الجزء الممتد من «حرض» في اليمن الشمالي جنوبا إلى مدينة «أبو عريش» شمالاً واستطاعت أن تضم إلى نفوذها مدينة صبيا ومخلافها الشمالي. ومن رؤساء هذه الأسرة «ناصر بن محمد الخيراتي» «ناصر بن منصور الخيراتي» «منصور بن ناصر الخيراتي» ومازالت هذه الأسرة موجودة إلى الآن وتقطن كثيراً من مدن وقرى منطقة جازان ومنها مدينة جازان نفسها وصبيا وأبو عريش وأغلبهم يسكنون مدينة صامطة وقراها وقرية الحسينية في صبيا وبعضهم يسكن مدينة الرياض ومكة المكرمة وجدة.
حكم محمد علي الإدريسي:
تولى السيد محمد علي الإدريسي الحكم على صبيا شهر ذي الحجة عام 1326هـ في وقت كان الاتراك يسيطرون فيه على المخلاف السليماني سيطرة رمزية وقد كانت الفتن قائمة على أشدها بين القبائل لكن الإدريسي استطاع بالتعاون مع شيوخ القبائل أن يسيطر على الأوضاع الأمنية في المخلاف.
وكان الإدريسي قبل توليه الحكم قد سعى للإصلاح بين أهل صبيا وقبائل «الجعافرة» وأخمد نيران حرب اشتعلت بينهما طوال ست سنوات.
وبرز بعض المناوئين لحكم الإدريسي في المنطقة فبرز في صبيا «أحمد شريف الخواجي» وأبو عريش «منصور صعدي» ومدينة جازان «علي سويد الأنصاري» وفرسان «عبدالله سهيل» وضمد «أحمد الهوداني» فقام الإدريسي واتخذ إجراءات ضدهم.
حكم علي محمد الأدريسي:
تولى الحكم بعد وفاة والده عام 1341هـ وقد وقعت بعض الأحداث بينه وبين عمه «الحسن بن علي الإدريسي» فكان الحسن الإدريسي يرى أنه أحق بالحكم من ابن أخيه الذي كان صغيراً في السن وهو الاجدر بإدارة الحكم لكبر سنه وخبرته بينما يرى علي الإدريسي بأنه الأحق في الحكم لأنه الوارث الشرعي لوالده ولكل واحد منهم من يؤيده وقد سارع علي الإدريسي بالانتقال إلى مدينة جازان واتخذها قاعدة لحكمه بدلاً من صبيا وأول عمل قام به بعد انتقاله إلى جازان هو نفي وزراء والده وبعض المسئولين في حكومته لارتيابه في إخلاصهم له ومن الوزراء الذين نفاهم إلى «عدن» في اليمن و «المصوع» في إرثريا «محمد بن يحيى باصهي ويحيى زكري حكمي وحمود سرداب الحازمي ومحمد طاهر رضوان» ومن المسئولين في حكومته «محمد حيدر القبي ومحمد أمين الشنقيطي وعبي إبراهيم عطيف ومحمد عبدالله عطيف وعلي بن محمد الحازمي وعبدالرحمن العتمي ومحمد نور المارديني» وعين عددا من الوزراءالجدد وهم «محمد عبدالله باصهي وعبدالقادر باصهي وعمر صالح هاشم وعبده جراد».
واتصفت فترة حكمه باختلال الأمن وعدم الاستقرار وانكشمت الحركة التجارية في سوق صبيا بسبب انقطاع الوفود عكس الحال إبان حكم والده واشتد الصراع بينه وبين عمه الحسن فوصل إلى درجة الاقتتال مما جعل الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله يسارع إلى بذل الوساطة بين الجانبين لحقن الدماء فبعث وفداً برئاسة محمد بن دليم للوساطة بينهما وانتهى الصراع أخيراً بتنازل محمد علي الإدريسي عن الحكم لعمه الحسن وسمح له عمه بترك المنطقة فغادرها إلى مكة المكرمة حيث أقام في رحاب الملك عبدالعزيز.
حكم الحسن بن علي الإدريسي:
تولى حكم صبيا بعد تنازل ابن أخيه أواخر عام 1344هـ وفي عام 1345هـ عاد بعض الوزراء المنفيين السالف ذكرهم إلى صبيا قاعدة حكم الحسن الإدريسي فأعادهم إلى أعمالهم كما كانوا على عهد أخيه كما عاد بعض المسئولين المنفيين.
في عام 1245هـ أبدى الحسن الإدريسي رغبته في طلب الحماية من جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه- فحقق له جلالته هذه الرغبة وتم إبرام معاهدة الحماية التي اطلق عليها «معاهدة مكة المكرمة» شهر ربيع الآخر من عام 1345هـ وأصبح الحسن الإدريسي تحت الحماية السعودية.
وكان من ضمن بنود المعاهدة بند ينص على «لا يحق للحسن الإدريسي إشهار الحرب أو إبرام الصلح مع أي جهة إلا بموافقة الحكومة السعودية وطبقا لذلك وصل أول مندوب سعودي إلى صبيا عام 1346هـ وهو «صالح عبدالواحد» وأقام مدة في صبيا ثم انتقل إلى جازان حيث اتخذها مقرا للمندوبية السعودية وفي عام 1347هـ وصل «عبدالله بن خثلان» مندوباً خلفاً لصالح عبدالواحد وفي عام 1348هـ وصل «حمد الشويعر» مندوباً سامياً خلفاً للمندوب عبدالله الخثلان وبعدها تواصل وصول المندوبين السعوديين إلى جازان مقر المندوبية لكن الحسن الإدريسي في عام 1351هـ قام بحركة اعتبرها الملك عبدالعزيز خروجا عن المعاهدة وإخلالا بنصوصها مما اضطرها للتدخل لإنهاء تلك الحركة التي تسببت في انتشار الفوضى ووقوع الحوادث وازهاق أرواح مواطني المنطقة وتمكن الملك عبدالعزيز من القضاء على هذه الحركة وفرض الأمن ونشره في ربوع المنطقة فرغب الحسن الإدريسي العيش في رعاية الملك عبدالعزيز فتم له ذلك فأنتقل إلى مكة المكرمة وأقام بها إلى أن توفاه الله.
مصطلح اسم صبيا:
وما يهمنا هنا كيف استوحت صبيا اسمها؟
يقال قديما في العصور الأولى ولا نستطيع هنا ذكر في أي قرن أو تاريخ محدد لهذا يقال إن مجموعة من السكان كانت تقطن مكانا في الوادي يدعى اليوم قرية أبو دنقور «إحدى قرى صبيا وهي تقع إلى الجنوب الغربي من صبيا على الجانب الأيمن من الخط المسفلت الواصل إلى قرية السبخة وتبعد عن صبيا حوالي 15 كم وتقع بين قرية الباحر تبعد عنها حوالي 2كم وبين قرية الجديين وتبعد عنها أيضا 2كم المهم يقال إن هؤلاء السكان كانوا يهنأون بالعيش في هذا المكان وكانت هناك فتاة جميلة ابنة أحد أفراد القبيلة وكان الفرسان في ذلك الزمان يتسارعون للظفر بها في الحلال فاشتهرت تلك البنت ولكن بما أنهم ساكنون بالوادي فهم معرضون للسيل في أي لحظة وفعلا هجم عليهم السيل مما اضطرهم للانتقال شمال هذا المكان بعيدا عن الوادي وسكنوا مكاناً مرتفعا عن مكانهم السابق «يقال انه نفس مدينة صبيا وبالتحديد شرق حارة الخالدية بصبيا» سكنت القبيلة هذا المكان ومن ثم سمي هذا المكان فيما بعد «صبيا» نسبة إلى تلك الفتاة الجميلة التي كان اسمها «صبيا» أو كما قال بعضهم «صبيه» بضم الصاد ومع سرعة النطق تنطق «صبيا» بضم الصاد وإزالة الهاء وإحلال بدلاً عنها الفا ومع الزمن نطقت «صبيا» بفتح الصاد.
ومن ثم استمرت على هذا الاسم إلى يومنا هذا.
جغرافية صبيا:
تقع مدينة صبيا في السهل الممتد من جبال السروات شرقا والشواطئ الشرقية للبحر الأحمر غربا وهي إحدى مدن منطقة جازان الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية على الخط عرض 170 درجة وخط طول 42 درجة.
ومدينة صبيا تقع في الشمال الشرقي من مدينة جازان وتبعد عنها بحوالي 40 كم وتقع مدينة صبيا في الشمال الغربي من مدينة أبو عريش وتبعد عنها بحوالي 30كم وتقع عن مدينة بيش في الجنوب الشرقي وتبعد عنها بحوالي 30كم.
وتقع مدينة صبيا في الجنوب الغربي من مدينة أبها بمنطقة عسير وتبعد عنها بمسافة 160كم أما المسافة بين صبيا والبحر الأحمر تقدر 26كم ويخترق المحافظة من الشمال الى الجنوب الطريق الإقليمي «جازان - جدة» بعرض 40م.. وتعتبر المحافظة من أكبر المحافظات في المنطقة ويبلغ عدد السكان 50 ألف نسمة.
هذا هو موقع مدينة صبيا المسماة «بصبيا القديمة» وهي المدينة التي أسسها «دريب بن مهارش الخواجي» عام 958هـ.
وإلى الشرق من مدينة صبيا القديمة بمسافة 3كم تقع مدينة صبيا الجديدة التي اختطها السيد محمد علي الإدريسي عام 1338هـ إبان توليه الحكم في صبيا.
وقد بدأت المسافة بين المدينتين تتلاشى نتيجة الامتداد العمراني ويفصل بينهما الخط العام الواصل بين اليمن والحجاز ومن هذا الخط ترتبط مدينة صبيا القديمة بخط فرعي يتجه غرباً.
وجغرافية صبيا هنا تشمل قرى وهجر محافظة صبيا كما ترتبط مدينة صبيا الجديدة بقرية صلهبة المجاورة لها من الجنوب
بخط فرعي يتجه شرقا.
أما في الجهة الشمالية والجهة الشمالية الشرقية من صبيا فان هناك الجبلين الشامخين «عكوة الجنوبية» «وعكوة الشمالية» فجبل عكوة الجنوبي يطل على قرية «جخيرة» من الجهة الشمالية الشرقية وجخيرة قرية تابعة لصبيا أما عكوة الجنوبي في الجهة الشرقية لمدينة صبيا ويبعد عنها بحوالي 20 كم ويطل على قرية «الحسينية» التابعة لصبيا من الجهة الغربية.
آثار صبيا:
* مدينة عثر:قال البكري في كتابه معجم ما استعجم عثر بفتح أوله وتشديد ثانيه بعده راء مهملة هو وادي من أودية العقيق وقال أبو سعيد عثر جبل بتبالة ويقال انه من ديار مذحج وقيل عثر بفتح أوله واسكان ثانية موضع تلقاء قباء وقال ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان عثر بفتح اوله وتشديد ثانية واخره مهملة وقال ابو منصور ان عثر هو مأسدة يعني كثرة الأسود وقال الشاعر زهير بن أبي سلمى وهو شاعر جاهلي «ليث بعثر يصداد الرجال إذا ما الليث كذب عن أقرانه صدقا» وقال الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب «ثم بيش وساحله عثر» وهو سوق عظيم ثم مخلاف عثر وهو لكنانة وخولان والأزد وقال عمارة «عثر» على مسيرة سبعة أيام في عرض يومين وهي من «الشرجة» إلى «حلي».
وقال الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب وبالساعد أشراف حكم بنو عبدالمجيد ثم الهجر وفية ضمد وجيزان وفي بلد حكم قرى كثيرة يقال لها «المخارف» وصبيا ثم بيش وساحله عثر وهو سوق عظيم وقد اهتم به العرب فيقولون له «عثر بفتح أوله وتشديد ثانية بعده راء مهملة» وإلى حازة عثر تنسب الأسود التي يقال لها «أسود عثر وأسود عتود» وهي قرية من بواديها ويقول الشاعر بن مقبل «جلوسا بها الشم العجاف كأنها أسود بترج أو أسود عتود» وقال الهمداني وهو يذكر مدن تهامة وقراها وأوديتها «ثم بلد حكم وهي خمسة أيام وفيه أودية بلد همدان وخولان وملوكهم من آل عبدالجد وفيه مدن مثل الهجر والخصوف والساعد والسقيفتين والشرجة والحردة وعطنة ساحل المهجم والكدراء وبلد حكم قرى كثيرة مثل العدابة والركوب والمخارف والقليق وبها وادي حرض وجيزان وجذلان ووادي الحيد ووادي تعشر ووادي جحفان ووادي ليه ووادي خلب ووادي زايرة ووادي شاية وضمد وجيزان وصبيا وملوكهم من آل عبدالمجيد ثم مخلاف عثر و«عثر» ساحل جليل ومدينته بيش وحصبتة ابراق وفية من الأودية إلى الآن ومنها وادي بيش ووادي عتود ووادي بيض ووادي ريم.
هذا ما قيل عن مدينة عثر وواضح أنه لا تعارض بين ما قيل عن عثر وما وجد من آثار مدينة عثر في موقعها الحالي إلى الغرب من قرية قوز الجعافرة.
أما الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمي وأبو منصور وياقوت الحمودي لم يحددوا موقع مدينة عثر وما قاله الهمداني في كتابة صفة جزيرة العرب عن بيش وساحلة عثر مجالا لا يدعو إلى الشك في أن الآثار الموجودة إلى الغرب من قوز الجعافرة هي آثار مدينة عثر فقد ذكر الهمداني بلد «حكم» وما فيها من قرى مثل «العداية والركوبة والمخلوف والقليق ومن أوديتها حرض وجيزان ووادي تعشر ووادي جحفان ووادي ليه ووادي خلب ووادي سمرة ووادي شابه وضمد وجيزان وصبيا.وانطلاقا من هذه الحقيقة حقيقة أن الآثار الموجودة إلى الغرب من قوز الجعافرة التي تبعد عنها بحوالي كيلو ونصف الكيلو متر هي آثار مدينة عثر التي أسسها سليمان بن طرف الحكمي عام 373هـ أيام أمارة علي المخلاف الذي أطلق عليه المخلاف السليماني.
بيوت الأدارسة:
وهي أطلال قصور ومباني أسرة الأدارسة التي حكمت المنطقة سنين معدودة من الزمن وتقع شمال شرق محافظة صبيا.
العادات والتقاليد الزواج بصبيا
أولاً الزواج:مما لا شك فيه أن عادات الزواج في صبيا هي العادات نفسها في المنطقة كلها تبدأ بالبحث عن شريكة الحياة فإذا ما وقع الاختيار على المكان الذي توجد به شريكة الحياة بعث الشاب إحدى النساء القريبات له لمشاهدة هذه البنت فإذا وجدتها مناسبة أشارت عليه بالزواج منها فيتقدم لخطبتها من ولي أمرها يرافقه عند الخطبة ولي أمره وشخصان من أقاربه أو أصدقائه أما إذا كانت البنت التي يرغب الزواج منها كإحدى قريباته من ابنة عم أو ابنة خال مثلا فانه لابد أن يكون لديه فكرة عنها فيتقدم لخطبتها مباشرة فإذا وافق وليها وضعت الشروط على الفور من مهر وحلي وثياب وغير ذلك فيدفع الشاب المهر في الحال أما باقي الشروط فتدفع في الوقت المحدد للزواج.
وكان الزواج في الماضي بعيداً عن التكاليف والمظاهر نتيجة للوضع المادي الصعب الذي كان يعانيه أغلب المواطنين فالمهر مثلا لا يتعدى عشرة ريالات والمصاغ لا يتعدى خصلتين أو ثلاث من الفضه لا يتجاوز ثمنها أربعين ريالا من الثياب خمس أو سبع قطع قد لا تصل قيمتها إلى خمسة عشر ريالاً.
عقد القران يتم حيث يوجد المأذون الشرعي في بيته أو المسجد وليس كما هو متبع حاليا حيث توجه الدعوة إلى المأذون الشرعي للحضور مع دفتره إلى ولي أمر البنت لعقد القران هناك كما توجه الدعوة لمجموعة كبيرة من أقارب وأصدقاء الجانبين الشاب وولي أمر البنت لحضور عقد القران وتناول طعام العشاء الذي أعد لهذه المناسبة وقد تؤجل الوليمة إلى غداء في يوم آخر بعد الزواج وتقدم للمدعوين بدلا من ذلك الحلويات والمرطبات.
وكل ما كان في الزواج قديما هو أن تجلس العروس على كرسي خشبي يكون مرتفعاً بعض الشيء على الأرض لتراها ولو بعض الحاضرات من النساء وقد لبست بعض الثياب المتواضعة وما تيسر من المصاغ مثل «الجوادل» وهي خصلة فضية توضع فوق المرفقين «والشيلة» من الفضة توضع في الآذنين و «حجلين» من الفضة توضع فوق الكعبين من الرجلين.
ويبدأ الحفل بقرع الطبول من قبل نساء متخصصات في ضربها وترتفع الزغاريد ويغني بعض النساء أغاني خاصة بهذه المناسبة ويرقصن ويستمر الحفل لمدة ساعتين أو اقل ثم ينصرفن حتى لا يبقى في بيت العروس إلا أهلها فتوضع العروس في مكان خاص ثم يأتي العريس ومعه أمه أو من في مقام أمه فتدخله على عروسه ثم تنصرف ويتم الزواج وتسمى هذه الليلة ليلة «الدخلة».
ثانياً ليلة الشدود:
يطلق على ليلة انتقال الزوجة إلى بيت زوجها «ليلة الشدود» وقد جرت العادة في صبيا أن يستعد أهل الزوج بالحلوى والقهوة والشاي والطيب لإكرام العروس ورفيقاتها عند وصولهن إلى بيت الزوج أما في بيت العروس فيتجمع بعض نساء الحي من الأقارب والمجاورين لمرافقة العروس إلى بيت زوجها وفي هذه الليلة تتزين العروس بما لديها من ملبس ومصاغ وطيب وفل وكادي على رأسها فإذا كان بيت الزوج قريباً من بيت الزوجة تذهب العروس ورفيقاتها مشيا على الأقدام وعندما تصل العروس باب دار زوجها فإنه يستقبلها ووالده فيمدان اللحاف في الأرض أمام الزوجة ويقول والده مرحباً لزوجة ولدي ورفيقاتها منشداً:
أرحبوا على الرأس والعين.. أرحبوا على عدد حبات المطر أرحبوا على عدد التراب.. أرحبوا من محل ما جئتم حتى هنا.
وعلى الرغم من قرب باب الدار فإن الزوجة تتأخر في الدخول بعض الوقت لأنها كلما تقدمت إلى الباب خطوة أرجعنها المرافقات أربع خطوات إلى الوراء وهكذا حتى تدخل البيت بعد مضي بعض الوقت وفي ليلة الشدود لا يرافقها أحد من أهلها.
أما إذا كان بيت الزوج بعيدا كأن يكون في قرية أو مدينة أخرى فإن الزوجة تحمل على جمل داخل هودج ويرافقها زوجها في تلك الليلة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved