Monday 12th may,2003 11183العدد الأثنين 11 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يارا يارا
بعد وعثاء الخطوط السعودية
عبدالله بن بخيت

قبل حوالي ثلاث أو أربع سنوات كتبت عن علاقة الكاتب بقرائه وخلصت إلى اعتماد رأي كاتب أرجنتيني يدعى بورخيس يقول إنه كلما قلَّ عدد قراء الكاتب كان هذا أفضل له وللجريدة. لا أتذكر بالضبط ما هو المحرض على كتابة ذلك المقال ولماذا اعتمدت ذلك الرأي الذي يبدو غريبا. بين تلك الفترة والآن أظن أن عدد قرائي قد ازداد لأسباب متعددة من أهمها أن عدد قراء الجزيرة ارتفع وتوسعت مساحة الحرية التي يتمتع بها كاتب اليوم وهناك أسباب أخرى متنوعة قد يكون بينها مناسبة ما أكتبه مع مزاج بعض القراء. وهذا الأخير هو القضية. في العشرين سنة الماضية حاول البعض قولبة الناس في إطار تفكير معين وحشرهم في مزاج ثقافي وأخلاقي محدد، وجعلوا من أنفسهم حرسا على كل شيء ينشر في الجريدة، بل أن بعضهم ظن أنه أصبح سلطة يرفع السماعة ويعطي الأوامر.
أتذكر نشرت في هذه الزاوية حكاية ساخرة بعنوان (عشاق مضاوي) أعرض فيها تجربة حب صغيرة، اتصل بي شخص وأخذ يملي علي أوامر وتوجيهات بنبرة فيها تهديد، كما تصلني رسائل يدعو أصحابها علي وعلى أهلي وأطفالي بالموت. أعتدت على هذا النوع من الاتصال والرسائل ولم يعد يثيرني أو يخيفني لأنني مقتنع تماما أن هذا التيار برمته بدأ يشعر بخطأ تصرفه.
تصلني رسائل حب واحترام وطلبات اجتماعية وهذا ما يهمني من القراء ويربطني بهم، وهي ليس كثيرة حتى لا يحسدني زملائي الكتَّاب، وإنما هي حسب وجهة نظري نوعية لها نكهة ممتعة. أرد عليها إذا تضمنت رقم اتصال أو جاءت بالبريد الإلكتروني، أما ما ينشر في عزيزتي الجزيرة فلا أعرف كيف أتعامل معه. هل من واجب الكاتب أن يرد على تعليقات القراء؟ وهل من واجبه أن يجيبهم وأن يدخل معهم في نقاش؟
في مكالمة تلفونية مع الصديق منصور عثمان مدير التحرير في هذه الجريدة وعدته أن اكتب مقالا بين فترة وأخرى (أسبوعياً إذا لزم الأمر) انشره في عزيزتي الجزيرة أعلق فيه على آراء القراء التي تخصني. قررت أن أبدأ هذا المشروع بعد أن أحل مشكلة متابعة وأرشفة مقالات القراء، وهي مشكلة كبيرة بالنسبة لي. أرجو أن يبدأ هذا المشروع بعد إجازة الصيف القادمة، فهذه الأيام علينا أن نستعد نفسياً وجسدياً لتحمل معاناتنا مع وعثاء السفر وخصوصا وعثاء الخطوط السعودية التي لا نهاية لها.

فاكس: 4702164

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved