Monday 12th may,2003 11183العدد الأثنين 11 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خلال اختتام أعمال مؤتمر مستقبل الأمة الإسلامية في القاهرة خلال اختتام أعمال مؤتمر مستقبل الأمة الإسلامية في القاهرة
آل الشيخ يطالب بتحقيق توازن حضاري مدني والمشاركة في صناعة المستقبل لا الوقوع في براثن التخلف
قوة الإسلام في إحقاق الحق والعدل.. وعلينا مضاعفة الخطاب الديني

* القاهرة - الجزيرة:
اختتم معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ زيارته لجمهورية مصر العربية بعد ان شارك في اعمال المؤتمر العام الخامس عشر للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية الذي عقد في القاهرة تحت عنوان: «مستقبل الأمة الاسلامية» بمشاركة نخبة كبيرة من اصحاب الفضيلة العلماء والمعالي والمفكرين ورؤساء الجمعيات والمراكز الاسلامية.
وقد ترأس معاليه الجلسة الثالثة للمؤتمر، ألقى خلالها كلمة دعا فيها المسلمين في كل مكان الى المسارعة بالمشاركة في صناعة الحضارة العالمية والا يقفوا متفرجين حتى يتمكنوا من استعادة دورهم الحضاري والتاريخي في العالم، مشيرا الى ان المسلمين مطالبون بالمشاركة الفعالة في صناعة المستقبل لأن البديل عن ذلك هو الوقوع في براثن التخلف عن الركب الحضاري مشيرا الى ان علماء الامة الاسلامية يقع على عاتقهم في هذه المرحلة الراهنة مهمة كبيرة فالأمة املها كبير في مجهودات علمائها لتحقيق النهضة سياسيا اقتصاديا، واجتماعيا.
وشدد معاليه على ضرورة تحقيق توازن حضاري مدني يستشرف الحضارة المدنية النابعة من تاريخنا وحضارتنا وتراثنا، فنحن نتطلع الى توازن حضاري مدني نابع من تاريخنا وحضارتنا وليس نابعا من حضارة وتاريخ غيرنا وفي الوقت نفسه فإننا نتطلع الى تكامل اقتصادي قوي بين دول العالم الاسلامي يعتمد على امكانات البلدان الاسلامية لان الاعتماد على الآخرين يساعد على اضعافنا كمسلمين.
وقال ان مستقبل الامة الاسلامية مرتبط بارادة كل فرد فيها حكاما ومحكومين، قادة وسياسيين، وعلماء في كل الميادين معتمدين في ذلك - بعد الله - على العلم والمعرفة والاخذ بالاسباب، مشيدا بنبرة التكامل التي يتحدث بها المشاركون في المؤتمر، لأن هذه النبرة التكاملية مبشرة بالخير وتدعو الى التفاؤل ونحن بالفعل بحاجة الى هذا التكامل في المجالات كافة، السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والفقهية، والعلمية، على ان يكون اختلافنا اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.
واكد معالي وزير الشؤون الاسلامية في تصريحات صحفية اهمية محاور المؤتمر الذي يناقش قضايا الساعة، وما يجب على الامة الاسلامية ان تتخذه لمواجهة الاخطار الحالية والمستقبلية.
وقال معاليه: ان مستقبل الامة الاسلامية يرتبط بفهمها الكامل لدينها خاصة، وان دين الاسلام ليس دين عبادة بالمفهوم القاصر، ولكنه دين عبادة بالمفهوم الشامل، فالسياسة عبادة، والاقتصاد عبادة، والامور الاجتماعية والعقدية عبادة والرؤى الحضارية، والمدنية عبادة، مؤكدا ان العالم الاسلامي بحاجة الى العودة للمفهوم الشامل للدين الاسلامي.
وأبان ان الدولة الاسلامية قويت، وانتشرت، ومدت نفوذها في اماكن كثيرة ليس بالقوة، ولكن بمفهومها الشامل للحياة، لأنها حددت الحقوق، وأرست العدل، ورفعت الظلم، وتعاونت فيما بينها، ورفعت مستوى الدخل في بلادنا، وقوت اقتصادها، وتكافلت فيما بينها اجتماعيا، وعززت مسائل عطف الاغنياء على الفقراء، وشيدت المؤسسات بكافة انواعها الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والحضارية.
وشدد معاليه على اهمية اجتماعات المؤتمر الاسلامي في ظل الظروف الحالية لاننا بحاجة الى وضع النقاط على الحروف لمستقبلنا ولاسيما في الخطابة، والدعوة من قبل المفكرين، والعلماء، والكتاب، وائمة المساجد، والدعاة لمواجهة هجمات التشكيك في الدين الاسلامي، ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والقرآن الكريم.
ودعا الى ضرورة اتحاد الكلمة، والنظرة المستقبلية لما فيه نهضة الأمة خاصة ان المؤتمر يطرح بحوثاً عديدة يمكن الاستفادة منها، مؤكدا ان قوة الأمة الاسلامية ومستقبلها يكمن في ضرورة تفعيل الاعتصام بحبل الله جميعا، وعدم التفرق في الدين، والاجتماع على مستوى الحكومات، او الرؤساء واولياء الامور، مما يؤدي الى التفكك في الامة، ومن جهة ثانية الاجتماع، وعدم التفرق في الرؤى وفي الدين، لاننا اذ كنا ورغم هذا التحدي الكبير كل يطرح موضوعه من جهته وحسب فكره وتصوره، ويغيب عنه التحدي الكبير لهذه الامة، فإن ذلك يعني ان كل واحد منا سيعمل على حدة، وهو من اسباب الضعف، مؤكدا ان العمل المنفرد لا مكان له في مستقبل الامة الاسلامية، واذا اردنا لمستقبل الامة ان يكون ناهضا واعدا، فيجب ان نكون مجتمعين في رؤانا الاقتصادية والاجتماعية والادارية، ودعم مشروعاتنا الاقتصادية المشتركة، ودعم مواقفنا السياسية المشتركة، وفهم عدونا وقضايانا الاساسية، وهذا كله في وحدة الفكر، ووحدة العلماء والمثقفين والدعاة وأئمة المساجد والخطباء، في وحدتهم مع قادة الامة الاسلامية.
ولفت معاليه النظر الى الدور الكبير لعلماء الامة الاسلامية، لأنهم الذين يوجهونها ويخاطبونها في المساجد والبحوث والدراسات والجامعات والمحاضرات والدروس، مؤكدا ان علماء الاسلام هم قادة الامة علميا ودينيا، والواجب عليهم اتحاد الكلمة، وان ينظروا نظرة شاملة للمستقبل، وان يتفقوا على اصول الاسلام العظيمة التي بها يكون اتحاد الكلمة، كما ان الواجب عليهم ان يحذروا من التفرق والشتات وان يجمعوا كلمة المسلمين.
واكد معاليه ان المستقبل لهذه الامة الاسلامية بقوتها، ونهضتها لا يكون الا برجوعها ومحاسبتها لنفسها في دينها، فالاسلام يدعونا الى الاعتصام بحبل الله جميعا، مشيرا الى انه اذا كان لبعض الناس آراء وافكار فيجب ألا تكون النظرة الاحادية مسيطرة عليهم، بل يجب عليهم كعلماء ان يقودوا الامة الى كلمة واحدة، ويحيوا في الامة روح القوة، وعدم الوهن، خاصة بعد الاحداث الاخيرة لما جرى في العراق، او لما يجري كل يوم في فلسطين، فهو قد يصيب البعض بشيء من الحزن، او الوهن، والضيق وهذا ليس من سبيل علماء الامة لانه من الواجب عليهم العمل من اجل احياء العزة في الامة.
وشدد على ان الامة الاسلامية بحاجة ماسة الى معرفة معنى القوة، وكيف يكون الوعي، واجتماع الكلمة، وترك ما يراه المرء اذا كان معارضا للمصلحة، ولذلك يحتاج العلماء إلى ان يبينوا للناس معاني القوة الشاملة التي تتمثل في الحق والعدل.
وابرز معاليه الدور الكبير لعلماء الامة الاسلامية، لأنهم الذين يخاطبون كل افراد الامة بخطاب مؤثر، وهو الخطاب الديني، وهو ما يؤكد مدى حاجتنا الى رؤية موحدة قبل ان يكون لنا خطوة لاحقة في اي تصرف للعلماء، كما تحتاج الى رؤية موحدة للمستقبل لتجاوز مشكلة الفرقة الناجمة عن عدم الاتحاد في الافكار.
ورأى ان الواجب على علماء الامة الاسلامية ان يحييوا الفهم الشرعي للامور، خاصة ان الامة تعاني من غياب فهم الكثير من القضايا الشرعية وبالذات قضايا الاحتلال، وما يجري الآن في فلسطين، وما يجري في العراق يحتاج منا الى فهمه شرعيا، وان يكون للعلماء كلمة الحق في الفهم الشرعي في هذه الامور لأن الناس، والشعوب الاسلامية تحتاج الى الدين والشرع في ذلك.
وكان معالي الوزير قد التقى خلال زيارته على هامش اعمال المؤتمر بعدد من اصحاب المعالي وزراء الشؤون الاسلامية والاوقاف، والشخصيات الاسلامية المشاركين في المؤتمر، وبحث معهم عددا من المسائل والقضايا الاسلامية المعاصرة ذات الاهتمام المشترك، وهؤلاء هم معالي وزير الاوقاف والارشاد السوداني الدكتور عصام البشير، ومعالي وزير الاوقاف السوري الأستاذ محمد زيادة ومعالي الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الاستاذ كامل الشريف، وسماحة مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني، ومعالي وزير الاوقاف والمقدسات الاسلامية بالاردن الدكتور احمد محمد هليل.
وقد نوه هؤلاء المسؤولون الذين التقاهم معالي الشيخ صالح آل الشيخ كلا على حدة بالجهود الكبيرة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الامين لدعم الدعوة الاسلامية في مختلف المحافل الدولية.
واشادوا بما تقوم به المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا بالعناية بالمساجد والمراكز الاسلامية وبنائها وتزويدها بنسخ من المصحف الشريف وتزويدها كذلك بكافة المطبوعات الدينية التي تحتاج اليها، اضافة الى تقديم المساعدات الاغاثية والخيرية للمحتاجين في مختلف انحاء العالم الاسلامي.
واجمعوا على الدور المحوري والريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة الاسلام والمسلمين في شتى انحاء العالم، وخاصة الاقليات المسلمة المنتشرة في كل مكان.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved