Monday 12th may,2003 11183العدد الأثنين 11 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كتبت قصتها كرواية يتم تداولها في الأسواق الآن كتبت قصتها كرواية يتم تداولها في الأسواق الآن
سيدة تعشق وتتزوج شابا هنديا يصغرها بـ13 عاماً

  * نيودلهي رويترز:
ليسا مثل بقية الأزواج.. فهي كانت فتاة لندنية ارستقراطية، أما هو فليس سوى مزارع هندي تحول إلى سائق سيارة أجرة.. تصادم عالماهما منذ 13 عاما عندما أتت جيل لوي لقضاء عطلة في الهند فوقعت في حبه وتزوجته.
الآن فرغت من كتاب «ياداف.. قصة حب على جانب الطريق» تحكي فيه حياتهما بحلوها ومرها، وكيف يمكن للحب أن يتغلب على كافة الصعوبات بما فيها النوم في حظيرة أبقار في مزرعة زوجها في شمال الهند وتناول الطعام على الأرض الطينية وقضاء الحاجة في الحقول.
والعاطفة غير التقليدية التي يصفها الكاتب البريطاني ويليام دالريمبل باعتبارها «قصة حب صادقة وطريفة وتحرك المشاعر» طارت إلى أنحاء العالم من على رفوف مكتبات الهند.
لوي الشقراء ذات البشرة العسلية واللكنة الإنجليزية الواضحة وياداف النحيف الودود ذو الشعر الرمادي الأشعث يشكلان نموذجا لكيفية التقاء المتناقضات.
كانت حفيدة لبارون ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب وتعلمت في المدارس الداخلية وتربت في القصور، أما ياداف فقد ولد وتربى على الكفاف وتعلم في مدرسة قرية في الأطراف النائية لولاية هاريانا في شمال الهند.
لوي تحب السالمون المدخن بينما وجبته المفضلة هي الخبز الهندي والزبادي، وأفضل أصدقائه من باعة الشاي والحرفيين بينما أصدقاؤها من الطبقة العليا. عندما اصطحبته إلى بريطانيا في أول زيارة له خارج بلاده وزارا منزلا شامخا لأحد أصدقائها أصابه الذعر من منظره الخارجي الضخم وسألها «لماذا أتيت بي إلى سجن». ورغم الهوة الاجتماعية والثقافية الشاسعة بينهما وفارق في العمر يبلغ 13 عاما إذ إن عمره 52 عاما وهي 65 عاما فقد تمكنت علاقتهما من الاستمرار، وهو ما علقت عليه قائلة «حبل غير مرئي يربط بيننا». الآن تركا المزرعة ويعيشان في شقة صغيرة في ضاحية دلهي ويديران وكالة سفريات خارجها، كانت لوي في الثانية والخمسين من عمرها عندما جاءت إلى الهند، أتمت تربية أطفالها الخمسة وشهدت ثروتها وهي تنهار عندما خسرزوجها الحامي جميع أموالهما بما فيها ميراثها.
وبعد نهاية ثروتها وزواجها لم يبق لها سوى العمل في لندن كمرشدة سياحية، وظلت تحفر في الصخر كي تنفق على أطفالها رغم أنها تعترف الآن ضاحكة أنها لم تكف عن التسوق من هارودز متجر الأثرياء في لندن. فكرت في الانتحار عندما توالت عليها المشكلات العائلية في السنوات الأولى، ولم يمنعها سوى أنها لم تعرف بالتحديد «عدد الحبوب التي يجب تناولها» وكانت متعبة جدا لدرجة لا تقوى معها على البحث. تقول لوي: إنها أتت إلى الهند بحثا عن هروب في منتصف العمر «كان أطفالي صغارا، ثم أتمت أصغرهم دراستها وصرت حرة للمرة الأولى، كنت في الثانية والخمسين وأحتاج إلى تغير».
وبعد تجربة أولية محبطة في نيودلهي بصحبة هنود متعجرفين لا حديث لهم سوى عن الخدم الكسالى والتسوق تعرفت لوي على السائق ياداف عندما أرادت القيام بجولة في البلاد. ويصف الكتاب الذي يمكن تصنيفه جزئيا كأدب رحلات رحلتها الأولى حول البلاد مع يادا في عربة هندية عتيقة من طراز امباسادور هي الأنسب لطرق الهند الصعبة.
كان ياداف أرمل في ذلك الحين، وقال له رئيسه: إن لوي مرشدة سياحية ويجب أن تلقى معاملة من الدرجة الأولى.
ويتذكر كيف قال لها «أنت شخص مهم جدا جدا جدا.. سأضع لك خاتما خاصا جدا على قلبك».
ولم يدر أن كلماته كانت نبوءة.. فبانتهاء الرحلة كانت قد تحولت إلى صديقة وبعد ثلاثة أعوام تزوجا، وتستفيض لوي في الكتاب في وصف زوجها.. وطقس التنظيف الصباحي الذي يمارسه وإنجليزيته المتلعثمة.
وفيما كانت صريحة حول علاقتهما لم تتكلم كثيرا حول نظرة عائلتها لزيارتها الهند وزواجها إذ قالت فقط «أعتقد أنهم يفضلون لو كنت في المنزل الآن أقوم بالتطريز».
ولكنها تتكلم عن الصدمة التي أثارتها العلاقة في الهند حيث يندر تجاوز مثل تلك الفروق الاجتماعية في مجتمع طبقي بالدرجة الأولى.
كانت الفنادق ترفض استقبالهما عندما يعرفون أنهما سيتقاسمان غرفة واحدة وينظر السقاة إليهما متشككين عندما يرونهما على الطاولة نفسها، وترددت بيوت نيودلهي في دعوتهما للعشاء على الرغم من أن وضع لوي الجديدة ككاتبة منحهما بعض الهدوء الاجتماعي الآن.
لكن رغم كل تلك المعاناة هل ستكررها ثانية إذا عاد بها الزمن.. تهز رأسها تأكيدا وتقول «بعد سنوات من تحطم القلب والحفر في الصخر دون أن أجد أحدا أتشبث به قضيت أروع 13 عاما في حياتي».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved