الحزم في مواجهة الإرهاب

ليس هناك سوى الحسم والحزم لمواجهة هذه الجرائم التي لن تفلح في تغيير صورة المملكة كعنصر سلام واستقرار.. فما حدث مساءالاثنين يستلزم الانتباه من قِبل الجميع إلى ما يراد بهذه البلاد من قِبل البعض الذين يتطلعون إلى فوضى تضرب أطنابها في كل ركن ليتسنى لهم تحقيق أهدافهم.
وغداة هذه التفجيرات رأينا كيف أن الصورة المعروفة عن المملكة، كعنصر سلام واستقرار، انعكست على ردود الفعل الدولية التي نددت بالجرائم لتؤكد أن الارهاب حالة طارئة وليست من نسيج هذه البلاد.
إذ بينما أعلن رئيس الوزراء الياباني، في معرض تنديده بالجريمة، أن زيارته قائمة للمملكة، فإن وزير الخارجية الأمريكي قام بزيارته المقررة سلفاً للرياض وفي موعدها مجدداً العزم على العمل بالتعاون مع المملكة للقضاء على الإرهاب.
إن التعامل مع ظاهرة الإرهاب المتنامية يستلزم مواجهتها بما تستحقه من تدابير وإجراءات تتفق وخطورتها مع التأكيد على الدور الجوهري للمواطن باعتبار أنه مستهدف في نفسه وفي وطنه وفي مكتسباته..
ومن المهم للغاية أن يتحول شعار «كل مواطن» خفير، إلى واقع ملموس، لأن الممارسة العملية لهذا الشعار تعكس وعياً متنامياً بمرامي وأهداف هذه التفجيرات والاعمال الارهابية ويصبح بالتالي من الضروري احباطها وتجريد المجرمين من كل المعطيات والظروف التي يمكن الافادة منها.
كما تبقى أهمية تعزيز عمليات التوعية عبر كافة الوسائط، ويظل للأسرة دور محوري على المدى القريب والمدى البعيد في تربية النشء بالطريقة التي تبعده عن الوقوع في مثل تلك الجماعات أو التأثر بالتيارات الهدَّامة.
إن قتل الأبرياء بأي طريقة كانت ودون جرم وبهذا الأسلوب البشع، أمر بعيد كل البعد عن تعاليم ديننا السمحة كما أنه أمر ترفضه الفطرة السليمة ولا يمكن بأي حال من الأحوال تصنيف ما يحدث إلا في خانة الإرهاب الذي ينبغي التصدي له بكل وسيلة بما في ذلك التحرك من خلال التعاون الدولي وملاحقة جذوره وتبعاته أينما كانت.
لقد تطورت الأوضاع إلى مرحلة لا يمكن التعامل معها إلا بقدرٍ أكبر من الحسم والحزم إذ يتحتم تطويق الأخطار وقطع دابر كل ما يشجع عليها ومن يروِّج لها، لأن استقرار المجتمع رهن بتحركٍ فاعلٍ يؤدي فيه أفراد هذا المجتمع دوراً حيوياً.