Wednesday 14th may,2003 11185العدد الاربعاء 13 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الإفراط في ممارسة العادة السرية وعلاقته بالشرود الذهني وضعف التركيز الإفراط في ممارسة العادة السرية وعلاقته بالشرود الذهني وضعف التركيز
د. محمد جمال عبد الغني بدر*

العادة السرية سلوك ضار بالصحة على المستوى النفسي والبدني وللأسف قد يمارسها البعض بشكل مبالغ فيه يصل في بعض الأحيان لممارستها يومياً بل أكثر من مرة في اليوم الواحد. كذلك لها تأثير ضار حاضراً ومستقبلاً.
يراجع العيادة النفسية عدد غير قليل من المرضى الذين يشكون من أعراض نفسية وجسدية لا يجدون لها مبرراً أو تفسيراً. وفي الغالب يسبق ذلك أن راجعوا عيادة الأمراض الباطنة آملين في أن يجدوا إجابة لما يحدث لهم من ضعف جسدي وآلام بالعضلات والمفاصل مع صعوبة في التركيز والشرود الذهني وضعف الذاكرة والذي يؤثر في التحصيل الدراسي وضعف المستوى التعليمي.
ومن خلال الفحص السريري والفحوصات المعملية يتضح أن الجسد سليم ونتائج الفحوصات سليمة. وهذا يجعل الفرد في حيرة كيف أن نتائج الفحص سليمة ومع ذلك فهو معلول ويشعر أنه غير طبيعي وأن شيئاً يحدث له صحياً ولا يعرف مصدره.
الأسباب التي تؤدي إلى فرط ممارسة العادة السرية:
1- إنها وسيلة سلبية متاحة للتنفيس عن الرغبة الجنسية تتم بشكل سري غير معلن.
2- وجود المؤثرات التي تثير الرغبة الجنسية والتي يسهل الوصول إليها مثل القنوات الفضائية الإباحية والتي قد يمتد إرسالها على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.
3- التأثير السلبي للأصدقاء والزملاء من خلال تبادل الحديث عن هذه العادة وعن القنوات الفضائية الإباحية مما ينمي لدى الفرد حب الاستطلاع والتعرف على ما يجري في هذا القنوات.
4- المفاهيم الخاطئة عن العادة السرية والتي قد يتناقلها الزملاء في المدارس والجامعات.
5- ضعف الإيمان والالتزام بالتعاليم الدينية في مواجهة الرغبة والغريزة.
6- السمات الشخصية التي تصاحب المفرط في هذه العادة وهي أن يكون سلبياً، اعتمادياً، ضعيف الثقة بالنفس، خجولاً اجتماعياً، منطوياً، تنقصه المهارات الاجتماعية في التعبير عن ذاته، يتميز نمط تفكيره بالتفكير الخيالي والانشغال بالصور الذهنية التخيلية.
الآثار النفسية والجسدية الناتجة عن الإفراط في ممارسة العادة السرية:
من أهم الأعراض التي تصاحب هذه العادة: شرود الذهن، ضعف التركيز، النسيان. ويبدو هذا بوضوح لدى الطلبة عند المذاكرة وبالأخص في الفترة التي تسبق الاختبارات، حيث يتطلب ذلك مجهوداً ذهنياً وقدرة على التركيز والاستيعاب.
يصبح الشخص أكثر انفعالاً وتقل القدرة على التحمل وسرعة الاستثارة والعصبية مع الحساسية في التعامل مع الآخرين. يصاحب ذلك أعراض جسمانية مثل آلام متفرقة في العضلات والمفاصل وسرعة ضربات عضلة القلب والشعور بالتعب من أقل مجهود جسماني ورعشة باليدين وزيادة في إفراز العرق وظهور حبوب ببشرة الوجه في السن من 15 سنة إلى 25 سنة.
لقد أثبتت الدراسات العلمية أنه يوجد علاقة وثيقة تبادلية بين كل من الأجهزة التالية:
1- الوظائف النفسية من تفكير وإدراك وانتباه وتركيز وانفعال وسلوك. أي ما يمثل الجهاز النفسي البشري.
2- الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي اللاإرادي.
3- جهاز الغدد الصماء وما يفرزه من هرمونات.
4- جهاز المناعة.
فالأبحاث العلمية أثبتت أنه إذا اختل جهاز من هذه الأجهزة فإن هذا الاختلال يؤثر ثم يتأثر باختلال باقي الأجهزة.
فالإفراط في ممارسة العادة السرية يؤدي إلى إفراط (زيادة) في إفراز الهرمونات الجنسية وكذلك هرمون البرولاكتين من الغدة النخامية والذي له علاقة وثيقة ببعض الموصلات العصبية بالدماغ والمسؤولة عن وظائف التفكير والذاكرة والانتباه والتركيز وكذلك في الأداء الوظيفي أي زيادة مساحة التفكير الخيالي على حساب التفكير الواقعي وضعف الذاكرة والشرود الذهني وضعف التركيز وزيادة الانفعال مع الحساسية وسهولة الاستثارة.
وهذا ناتج عن ارتباط هرمون البرولاكتين بالموصلات العصبية بالدماغ كالدوبامين والسيروتين. أما التأثير في النورادرينالين فإنه يظهر في صورة خلل وظيفي في الجهاز العصبي اللاإرادي كزيادة في إفراز العرق واضطراب القلب وزيادة في ضرباته.
والاضطراب في هذه الأجهزة يصاحبه اضطراب في جهاز المناعة يظهر في صورة الضعف الجسدي العام والذي قد يعرض الفرد للإصابة بالالتهابات وسهولة أخذ العدوى.
كيفية التعامل مع هذه الظاهرة لتجنب مضاعفاتها:
أولاً: تجنب مصادر الإثارة الجنسية خاصة القنوات الفضائية الإباحية والبعد عنها تماماً.
ثانياً: تجنب الاستسلام للتفكير الخيالي واسترجاع صور ذهنية بفرض الاستثارة مع محاولة الانشغال بأشياء واقعية مثل ممارسة الرياضة البدنية بأي شكل من الأشكال حسب المتاح سواء الألعاب مثل كرة القدم أو السباحة أو على الأقل الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية باستخدام الأجهزة وذلك لتفريغ الطاقة الداخلية مع المحافظة على الصحة.
ثالثاً: تجنب الحديث عن هذه العادة مع الأصدقاء أو موافقة أي صديق للذهاب لأية مشاهدة تؤدي إلى الإثارة.
رابعاً: تقوية العلاقة مع الله بالانتظام في الصلاة والتسبيح في كل الأوقات خاصة عند ظهور أي فكرة أو رغبة لممارسة هذه العادة فذكر الله وتسبيحه هو خير حافظ وخير معين على مقاومتها.

* بروفيسور واستشاري الطب النفسي
مستشفى المملكة/ العيادات الاستشارية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved